تعزيزات عسكرية في مدينة القصرين التونسية تحسبا لمواجهات جديدة مع تنظيمات جهادية

إصابة عسكريين جراء انفجار لغم في جبال الشعانبي

TT

أرسلت السلطات التونسية تعزيزات عسكرية وأمنية كبيرة إلى منطقة جبال الشعانبي في ولاية (محافظة) القصرين الواقعة وسط غرب البلاد، بعد فتح جبهة لمواجهة التنظيمات الجهادية المتحصنة منذ أشهر بتلك المناطق الجبلية التي شهدت الليلة قبل الماضية إطلاق النار على قوات الأمن والجيش، ما خلف إصابة مجموعة من العسكريين إثر انفجار لغم تحت سيارتهم العسكرية.

وقالت وكالة الأنباء التونسية الرسمية إن عدد المصابين بلغ ثلاثة، في حين ذكرت مصادر أخرى أن عددهم تسعة. وتزامن هذا الانفجار مع اندلاع مواجهة مسلحة بين أربعة مسلحين ووحدة من الجيش التونسي في منطقة «التلة» القريبة من سفح جبل الشعانبي دون تسجيل إصابات مباشرة.

وذكر شهود عيان أن منطقة المواجهات لا تبعد سوى أربعة كيلومترات عن وسط مدينة القصرين (وسط غرب).

وأدى انفجار اللغم إلى انشطار عربة عسكرية من نوع «هامر» إلى نصفين. وحاصرت قوات الجيش مكان الحادث تحت جنح الظلام ولم تغامر بالاقتراب من مكان الحادث خشية وجود ألغام أخرى أو إمكانية تعرض تلك القوات إلى نيران المجموعة الإرهابية المسلحة.

وسجلت المواجهة الأخيرة تحولا استراتيجيا لدى التنظيمات الإرهابية التي لجأت إلى استعمال ألغام ضد المدرعات أكثر فتكا من ألغام محلية الصنع بواسطة مادة «الأمونيتر». ولم يعتقل أي عنصر من المسلحين الذين يرجح أنهم كانوا فارين من جبل الشعانبي في اتجاه مدينة فوسانة القريبة من الحدود الجزائرية.

وفي غضون ذلك، قال الفاضل السايحي، عضو نقابة قوات الأمن الداخلي في القصرين لـ«الشرق الوسط» إن مواجهة الليلة قبل الماضية مرت إلى مرحلة جديدة أكثر خطورة، مشيرا إلى أن لجوء تلك المجموعات إلى فتح النار بشكل عشوائي راجع إلى شعور المجموعة المسلحة بقوة الحصار وتضييق الخناق عليها، على حد تعبيره.

وأضاف السايحي أن الرغبة في الفرار من الحصار المضروب عليهم هو الذي جعلهم يستعملون نوعية خطيرة من الألغام.

من جهة أخرى، منعت السلطات الأمنية بمدينة القيروان (وسط تونس) تنظيم «أنصار الشريعة» من مواصلة صباغة جدران محطات الحافلات في الكثير من أحياء المدينة، وتنظيف الشوارع من الأوساخ المتراكمة على مدى يومي السبت والأحد.

وشهدت جدران المحطات عبارات وكتابات تتحدث عن نقائص الثورة، وتضمنت انتقادات لقيادات سياسية إلى جانب شعارات أخرى فيها كلام بذيء، وهو ما دعا «أنصار الشريعة» إلى التدخل لصباغتها.

وفي هذا الشأن، قال عبد المجيد لغوان، والي (محافظ) القيروان لـ«الشرق الأوسط» إن البلدية كانت على علم بأن جمعية العاملين بالقرآن والسنة ستنظم حملة نظافة، ولكن حمل الشباب لعبارة «أنصار الشريعة» على ملابسهم هو الذي دفع قوات الأمن إلى منعهم من مواصلة أنشطتهم. وأضاف أن خدمة المدينة وتنظيفها لا بد أن يخضع للقانون.

وكانت السلطات التونسية قد منعت تنظيم «أنصار الشريعة» من عقد مؤتمره الثالث في القيروان يوم 19 مايو (أيار) الماضي بدعوى عدم حصوله على ترخيص قانون مسبق. وأدى هذا المنع التنظيم السلفي المتشدد إلى نقل مكان انعقاد المؤتمر من القيروان إلى حي التضامن في ضواحي العاصمة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين الطرفين أدت إلى وفاة شخص وجرح عدد من عناصر الأمن والجيش.