إجراءات أمنية مكثفة في بغداد لتأمين زيارة الإمام الكاظم

وزير الدفاع العراقي وكالة ينفي عصيان قادة أمنيين أوامر التغيير

TT

اعتبرت قيادة عمليات بغداد ووزارة الداخلية أن «الإجراءات الأمنية التي تم اتباعها في الآونة الأخيرة، على خلفية التفجيرات التي وقعت، الأسبوع الماضي، في بغداد، كان لها دور بارز في إعادة الهدوء إلى العاصمة، وإلى المحافظات الأخرى».

وقال العميد سعد معن الناطق باسم قيادة عمليات بغداد ووزارة الداخلية العراقية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك جملة من الأمور والإجراءات التي تم اتخاذها خلال الفترة القليلة الماضية، وذلك في إطار جهد مشترك بين قيادة عمليات بغداد ووزارة الداخلية وأجهزة الأمن الوطني والاستخبارات، حيث تم اتخاذ إجراءات ببعدين؛ الأول أمني استخباري معلوماتي بحت، والثاني ميداني، وقد تمثل بنزول القيادات العليا إلى الشارع».

وأضاف معن أن «الزيارات الميدانية التي قام بها رئيس الوزراء نوري المالكي لم تكن مجرد عملية رفع للروح المعنوية للعاملين في وزارتي الدفاع والداخلية، على أهمية ذلك، بل إنها منحته رؤية واقعية عن قرب، وهو أمر كان له أثره في الأوامر والتوجيهات، والأمر نفسه ينطبق على الزيارات الميدانية، التي يقوم بها الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية، وكذلك الوجود المستمر لقيادة عمليات بغداد في الشارع، يضاف إلى ذلك «التنسيق المستمر بين مختلف الأجهزة المعنية بحفظ الأمن، مثل عمليات بغداد والداخلية والأمن الوطني والاستخبارات، بالإضافة إلى التنسيق مع قيادة العمليات في المحافظات وقيادات الشرطة».

واعتبر معن أن «التنسيق الجيد وتبادل المعلومات بين مختلف الأجهزة، فضلا عن أن اتخاذ إجراء مهم، وهو حظر سير المركبات التي لا تحمل لوحات دائمية أثمر مجموعة من القضايا المهمة، كان من أهمها القيام بعمليات استباقية، مثل العثور على أكداس من العتاد، والقبض على خلايا إرهابية وأبطال سيارات مفخخة، واكتشاف أوكار وغيرها من المسائل التي أدت إلى هذا الهدوء الذي نعمل جاهدين من أجل أن يستمر».

وأضاف أن «هناك أمورا أخرى باتت لافتة، وهي أن الخطوط الساخنة الجديدة التي تم تأمينها، بدأت تثمر اتصالات من قبل المواطنين لتقديم معلومات في غاية الأهمية للأجهزة المعنية».

وفي الوقت الذي تشهد فيه العاصمة العراقية بغداد إجراءات أمنية مكثفة لتأمين ملايين الزوار المقبلين من عدد من المحافظات الوسطى والجنوبية، باتجاه مدينة الكاظمية، شمال غربي بغداد، لأداء زيارة مرقد الإمام موسى الكاظم، في ذكرى وفاته، فإن الهدوء سيد الموقف، حيث لم تشهد العاصمة بغداد أو المحافظات الأخرى انفجار سيارات مفخخة باستثناء نجاة محافظ نينوى أثيل النجيفي من محاولة اغتيال وقيام مسلحين غرب الأنبار بحرق 3 شاحنات سورية مع سائقيها، واختطاف شرطي ومدني كان برفقته.

ومع اتخاذ السلطات العراقية قرارا بحظر سير المركبات التي تحمل لوحة فحص مؤقتة، الإجراء الذي أدى إلى تصاعد الشكاوى من كثير من أصحاب هذه السيارات، لا سيما سيارات الأجرة والحمل، فإن قطع الطرق والجسور وكثير من الشوارع في العاصمة التي يمر بها الزوار سيؤدي إلى شلل شبه تام لمدة 4 أيام. وبينما لم تعلن السلطات الحكومية إعلان عطلة رسمية، فإن آلاف الموظفين لن يتمكنوا، خلال هذه الأيام، من مزاولة عملهم. كما أجلت امتحانات الدراستين المتوسطة والإعدادية إلى التاسع من هذا الشهر، وتعطيل الصحف اليومية لنحو أسبوع.

من ناحية ثانية، نفى وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي الأنباء عن وجود عصيان وتمرد من قبل بعض القادة الأمنيين في تنفيذ أوامر التغيير بسبب التفجيرات التي شهدها العراق مؤخرا. وقال الدليمي في تصريح أمس: «لا يوجد عصيان لأوامر التغيير، ولا يستطيع أحد أن يقوم بذلك»، كاشفا في الوقت ذاته «عن وجود تغييرات جديدة لبعض القيادات الأمنية في المناطق الساخنة وغيرها، وإذا كان هناك أحد غير كفء يتم تبديله، إلى جانب ذلك هناك سقف زمني محدد بـ3 سنوات لوجود القادة الأمنيين في أماكن قطعاتهم».

وأشار وزير الدفاع وكالة إلى أن «التغييرات تصدر بشكل علني»، نافيا «شمول قائد القوات البرية الفريق الأول الركن علي غيدان بالأوامر الديوانية الأخيرة، التي شملت تغيير بعض قادة الفرق والضباط الأمنيين»، واصفا إياه بـ«الرجل الكفء».

وبين الدليمي أن «العراق يتأثر بما يجري من حوله، والسيارات المفخخة ما زالت شرا وبيلا علينا، منذ عام 2005، ولحد الآن، وهناك خطط جديدة، وهناك تبديل قيادات من أجل تغيير كل الأسس التي بُنيت عليها الخطط الأمنية».