جنرالات إسرائيليون يتهمون زملاءهم في سلاح الجو بتوريط الحكومة في تهديدات لسوريا

قالوا إن «إس 300» قديمة ولا تشكل تهديدا.. ويريد الجيش الروسي استبدال «إس 400» بها

TT

في الوقت الذي كانت فيه طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تحوم فوق بيروت وبعلبك، أمس، وتنفذ غارات وهمية تقض مضاجع اللبنانيين، خرج عدد من جنرالات الجيش الإسرائيلي بانتقادات لاذعة، قالوا فيها إن «قادة سلاح الجو يتصرفون بغطرسة استفزازية تجاه الأزمة السورية، ويجرون الحكومة ويورطونها في مسلسل تهديدات للرئيس السوري بشار الأسد، من شأنها أن تجره إلى حرب لا يريدها ولا تريدها إسرائيل».

وقال خبير الشؤون العسكرية ألكس فيشمان، إنه سمع من عدد من الجنرالات انتقادات شديدة لسبل تعامل قادة سلاح الجو والوزراء في الحكومة، وفي مقدمتهم رئيسها بنيامين نتنياهو، مؤكدين أن «التصعيد الذي جرى بين إسرائيل ونظام الأسد في سوريا لم يكن بمثابة (موقف استراتيجي) للحكومة أو قيادة الجيش، بل نوع من قراءة الخريطة بمنظار مصالح ضيقة لقادة سلاح الجو».

وأضاف: «الحكومة الإسرائيلية انجرت وراء هؤلاء القادة بهلع وراح وزراؤها يرددون التهديدات، لأنها حكومة مؤلفة من شخصيات مهزوزة الثقة بالنفس؛ فلو كانت حكومة قوية تضم شخصيات رزينة ذات رصيد قوي وثقة عالية في النفس لما كان رد فعلها متسرعا، ولما انجرفت وراء هؤلاء الجنرالات الطيارين». وأكد أن التدهور الكلامي في خطابات الزعماء في إسرائيل، وفي القيادة السورية وما تبعه من الهلع على الأرض هدد وما زال يهدد التورط في صدام غير ضروري بين البلدين، أي صدام لا يريده أحد منهما، لا نظام الأسد ولا قيادة إسرائيل. وهو لا يخدم مصلحة أي منهما».

وقصد فيشمان بذلك الأزمة التي افتعلت حول صفقة صواريخ «إس 300» الروسية الصنع المضادة للطائرات، التي يفترض بموجبها تسليم سوريا 144 صاروخا و12 بطارية إطلاق. ونقل فيشمان على لسان عدد من جنرالات الجيش، وبعضهم قادة سابقون في سلاح الجو، إن «إس 300» هو سلاح نوعي ولكنه ليس حديثا، وتهديداته لإسرائيل محدودة. فقد بلغ عمره اليوم 20 سنة. وسلاح الجو الروسي يريد التخلص من الكميات الكبيرة التي يمتلكها منه، لكي يجدد عتاده بصاروخ «إس 400» الأكثر حداثة وتطورا، الذي لا يجري أي حديث عن بيعه لسوريا.

ويضيف أن تسليم سوريا كمية كبيرة كهذه من «إس 300» هو عملية معقدة للسوريين أكثر مما هو ضار لإسرائيل. فهو صاروخ ضخم طوله 9 أمتار ووزنه طنان. لذلك فلا يمكن نقله من مكان لآخر بطرق سرية، وسيكون مكشوفا أمام الرادارات الإسرائيلية والغربية، علما بأن كاميرات التجسس تمر فوق الأراضي السورية مرة كل بضع ساعات قليلة ليل نهار. وسلاح الجو الإسرائيلي يعرف أسرار هذا الصاروخ، الموجود بحوزة سلاح الطيران اليوناني، وقد تدرب على مواجهته بمشاركة قوات عسكرية من اليونان وقبرص في مناورات مشتركة كثيرة، تمت في السنوات الأخيرة مع البلدين. ثم إن شركة «ألماز إنتييه» الروسية، التي تنتج هذا الصاروخ تنشر قدراته وإمكانياته في موقعها في الإنترنت، بشكل علني. ولا توجد أسرار لا تعرفها القوات الإسرائيلية عنه. ولذلك فإن أخطاره محسوبة. ويمكن التصرف معه بسهولة، عندما تصل إلى سوريا، علما بأنها لن تغادر الأراضي الروسية قبل سنة من الآن.

ويتابع فيشمان، أن الخطر الذي يهدد إسرائيل اليوم، أكثر من صاروخ «إس 300» هو صاروخ «ياخونت» المضاد للسفن الحربية. فهذه صواريخ صغيرة يمكن إخفاؤها بسهولة أكبر، وحزب الله اللبناني معني بالحصول عليها. ولكن سلاح البحرية الإسرائيلي لا يفتعل أزمة بسببها ويحافظ على أعصاب باردة، علما بأنه يحمل منها الموقف نفسه الذي يحمله سلاح الجو من الصاروخ المضاد للطائرات. وقال إن هؤلاء الجنرالات يحذرون قادة سلاح الجو من افتعال أزمة جديدة إثر انتشار أنباء تقول إن روسيا معنية ببيع سوريا طائرات «ميغ 29» المتطورة. وأضاف: «سلاح الجو معروف بقدراته في المعارك الجوية، وكذلك بمضادات الدفاع الجوي المتطورة في حوزته، وينبغي أن لا تثار مشكلة، خصوصا أن دولا عربية تمتلك طائرات أميركية متطورة أكثر من الطائرة الروسية، ولم يؤدّ الأمر إلى أزمة.