سيارة مفخخة بدمشق تقتل 8 من الشرطة.. و«لواء الإسلام» يدخل صاروخا متطورا للمعركة

تفاقم الوضع الإنساني بالقصير.. ودمشق ترفض دخول الصليب الأحمر قبل نهاية الاشتباكات

أحد مقاتلي الجيش الحر في حي كرم الجبل في حلب أمس (رويترز)
TT

عادت موجة السيارات المفخخة إلى العاصمة السورية، بعد انقطاع دام ثلاثة أسابيع، إذ هز انفجار ضخم حي جوبر في دمشق، أمس، وأسفر عن مقتل 8 عناصر من قوات النظام.

في غضون ذلك أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» «مشاركة ضباط كوريين شماليين في القتال إلى جانب القوات النظامية في حلب». ولفت إلى أن عددا من مقاتلي «قوات الدفاع الوطني» وهي ميليشيات تابعة للنظام، تحدث إليه عن وجود هؤلاء الضباط.

وقال عبد الرحمن، إن «العدد الكلي لعدد هؤلاء الضباط غير معروف، لكن بالتأكيد يوجد في حلب بين 11 و15 ضابطا كوريا شماليا ومعظمهم يتكلم اللغة العربية»، موضحا أن هؤلاء «ينتشرون على جبهات متعددة مثل معامل الدفاع جنوب شرقي حلب وفي مراكز القوات النظامية داخل مدينة حلب». وأشار عبد الرحمن إلى أن «هؤلاء الضباط لا يشاركون في القتال الميداني بل يقدمون دعما لوجيستيا بالإضافة إلى وضع خطط العمليات العسكرية»، مضيفا: «أنهم يشرفون كذلك على عمليات القصف المدفعي التي يقوم بها الجيش النظامي».

في حين أعلنت مصادر المعارضة السورية عن تفاقم الوضع الإنساني في القصير بريف حمص التي تشهد معارك عنيفة منذ أسبوعين بين القوات النظامية مدعومة بمقاتلين من حزب الله، وقوات المعارضة السورية التي افتتحت أمس جبهة جديدة في مدينة الرستن في محافظ حمص لتخفيف الضغط على القصير.

وتواصلت المعارك في القصير وسط قلق دولي من تردي الأوضاع الإنسانية. وأفاد المرصد السوري بأن القتال بات يدور داخل القصير وقرى محيطة بها تسيطر عليها قوات الأسد، حيث ثبت مقاتلو المعارضة مدعومين من كتائب مقاتلة جاءت من حلب شمالا ومناطق أخرى، للدفاع عن المدينة الاستراتيجية، في وجه زيادة إرسال النظام وحزب الله تعزيزات تحت غطاء من القصف الجوي تضمنت أمس وصول 15 دبابة وكاشفات ضوئية وصواريخ حرارية موجهة.

وذكر ناشطون أن القوات الحكومية كثفت من هجماتها لاستعادة السيطرة على القصير، بموازاة تفاقم الوضع الإنساني فيها.

وقالت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية الأميركية إن القوات النظامية السورية ومقاتلي الميليشيات ملتزمون بتوفير ممر آمن للمدنيين يمكنهم من الخروج من القصير والبلدات المحيطة بها. ونقلت المنظمة، في تقرير لها أمس، عن نشطاء من المعارضة بالقصير قولهم إن الهجمات الحكومية الأخيرة على المدنيين الفارين، بما في ذلك هجوم تناقلته التقارير في 31 مايو (أيار) الماضي، جعلت عملية الفرار صعبة ووضعت المدنيين المتبقين، وبينهم جرحى كثيرون، في خطر داهم. وأعربت «رايتس ووتش» عن عميق قلقها إزاء سلامة المدنيين المتبقين والمصابين والأسرى من الجانبين. وأشارت إلى أنه «ينبغي على الحكومات المعنية أن تضغط على السلطات السورية للاضطلاع بما عليها من التزامات بموجب القانون الدولي الإنساني، وتشمل هذه الالتزامات عدم استهداف المدنيين، والسماح لمنظمات الإغاثة الإنسانية بالدخول الفوري، ومعاملة جميع المحتجزين بشكل إنساني».

وتزامن التقرير مع مطالبة الأمم المتحدة والصليب الأحمر بضرورة الوصول إلى مدينة القصير السورية فورا لمساعدة المدنيين المحاصرين فيها. ووصفت المنظمتان الأوضاع في المدينة بأنها بائسة.

وقالت الأمم المتحدة إن أمينها العام بان كي مون يراقب القتال في القصير «بانزعاج بالغ»، داعيا الطرفين إلى السماح للمدنيين بمغادرة المدينة التي كان يقطنها 30 ألف نسمة.

وفي ندائها، قالت منظمة الصليب الأحمر إنها طلبت وصول عامليها إلى المدينة، وأكدت استعدادها لدخولها فورا لمساعدة المدنيين. لكن نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قوله لبان كي مون، خلال اتصال هاتفي أمس، إن السلطات السورية المختصة «ستسمح للصليب الأحمر بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري بالدخول إلى المنطقة فور انتهاء العمليات العسكرية فيها»، وأكد المعلم لبان كي «حرص سوريا على أمن واستقرار مواطنيها»، مشيرا إلى أن عمليات الجيش النظامي «هو لتخليص المواطنين من إرهاب المجموعات الإرهابية المسلحة وعودة الأمن والاستقرار لمدينة القصير وريفها».

إلى ذلك، أدى انفجار سيارة مفخخة في حي جوبر بدمشق أمس، إلى مقتل ثمانية على الأقل من قوات النظام، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أوضح أن «مجهولا يعتقد أنه من جبهة النصرة فجر سيارة مفخخة بالقرب من قسم شرطة حي جوبر بالتزامن مع اشتباكات عنيفة تدور في الحي بين مقاتلين من المعارضة والقوات النظامية». وذكر المرصد أن معارك عنيفة وقعت بين الجيشين النظامي والحر في حي جوبر (شرق العاصمة) الذي كان هدفا في الأشهر الماضية لغارات جوية وهجمات بقذائف الهاون.

وفي ريف دمشق، أدخل مقاتلو الجيش الحر سلاحا نوعيا في المعركة، حيث أعلن «لواء الإسلام» عن استخدام صاروخ حراري متطور في منطقة المنصورة بريف دمشق. وذكر اللواء على صفحته على موقع «فيس بوك» أنه «ضمن معارك الفرقان فجر المجاهدون دبابة T72 في بلدة المنصورة بصاروخ (كونكورس) المضاد للدروع أدى لتدمير الدبابة عن بكرة أبيها».