تضارب بين صحة كردستان ومورد دواء حول سلامة استعماله

«أفاستين» تسبب في فقدان 30 مريضا بالسكر بصرهم

TT

تسعى وزارة صحة إقليم كردستان إلى تهدئة الشارع الكردي وعائلات 30 مريضا بالسكر فقدوا بصرهم جراء استخدام إبر «أفاستين» منتهية الصلاحية قبل عدة أسابيع، في وقت أكد فيه مصدر خاص بـ«الشرق الأوسط» أن محاولات تجري حاليا لاسترضاء المرضى الفاقدين لبصرهم وعائلاتهم بتقديم تعويضات مادية لهم، بغية سد ملف هذه القضية التي أشغلت الرأي العام الكردستاني منذ تطعيم هؤلاء المرضى بتلك الإبر التي ظهر بأنها حملت فيروسا خطيرا أدى إلى فقدان 30 مريضا لبصرهم ونقلوا لاحقا إلى أحد المستشفيات الألمانية لتلقي العلاج على نفقة الحكومة، ولكن جرى اقتلاع أعين هؤلاء المرضى تحسبا من إصابتهم بالسرطان.

وحاولت وزارة الصحة في حكومة إقليم كردستان عبر تصريح رسمي صدر يوم أمس طمأنة المواطنين بأن «إبر أفاستين مرخصة وأنها سبق وأن وصفت علاجا لمرضى السكر الذين يصابون بمضاعفات مرضية في عيونهم في مختلف دول العالم، وأن المرضى الذين أحيلوا إلى المستشفى الألماني جرى استخدام تلك الإبر باعتبارها جزءا من علاجهم هناك».

لكن الشركة الموردة لتلك الإبر أكدت أن هناك تحذيرا مكتوبا على العلبة من استخدامها لأمراض العيون. وقال مصدر في شركة «هوز» المتخصصة باستيراد الأدوية إلى كردستان «إن المحكمة التي أجرت تحقيقاتها مع صاحب الشركة في هذه القضية، قد أصدرت حكمها ببراءة صاحب الشركة الذي كان في سفر خارج كردستان عندما تم توريد هذه الإبر وبيعت إلى دائرة صحة أربيل التي جهزت مستشفى رزكاري بتلك الإبر، وأن هناك تحذيرا مكتوبا على العلبة يؤكد عدم جواز استعمال تلك الإبر لأمراض العيون، وبذلك فإن الشركة لا تتحمل أية مسؤولية من جراء ذلك».

وفي اتصال مع الطبيب الأخصائي بأمراض العيون الدكتور ماهر هرمز دنحا أكد لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الإبر «تستخدم منذ فترة طويلة في مستشفى رزكاري ولم تكن هناك أية مشكلة بل إن هناك مرضى يراجعوننا حاليا يطلبون زرقهم بتلك الإبر، وهي تستخدم في كثير من دول العالم». وحول التحذير المكتوب على العلبة قال دنحا: «هناك نوعان من الأدوية التي توزع على النطاق العالمي، هناك أدوية ترخص من قبل منظمة الأغذية والأدوية الأميركية وتكتسب المصداقية بعد إقرارها من قبلها وأدوية لا تمر من خلال تلك المنظمة، ومنها إبر أفاستين، ولكن ذلك لا يمنع استخدام الأدوية التي لا تصادق عليها المنظمة الأميركية، فهناك أدوية كثيرة ترخص من قبل الحكومات وهيئاتها الصحية والبحثية».