«الشاباك» يعتقل فلسطينيا جند لحزب الله في مكة المكرمة

المخابرات تحذر من عودة الفلسطينيين إلى العمليات في المدن الإسرائيلية

TT

حذرت مصادر في جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة (الشاباك) من تجدد عمليات تفجير فلسطينية في البلدات الإسرائيلية، وذلك في أعقاب الكشف عن اعتقال مواطن إسرائيلي عربي من فلسطينيي 1948 ادعت أن حزب الله جنده لصالحه خلال أدائه فريضة الحج في مكة المكرمة واعتقال شقيقتين فلسطينيتين تحملان كمية من السلاح الأبيض في مدينة الخضيرة.

وقالت هذه المصادر، إن الحادثتين وغيرهما من الأحداث في الضفة الغربية والقدس الشرقية تشير إلى تصعيد فلسطيني للعمليات العدائية وإلى تخطيط جهات فلسطينية لتفجير انتفاضة ثالثة، بسبب الجمود في عملية السلام. وقال، إن هذه العمليات هي نتيجة للتحريض الذي يتعرض له الفلسطينيون في الضفة الغربية ضد إسرائيل بشكل منهجي.

وكانت النيابة الإسرائيلية العامة قد عرضت لائحة اتهام على المحكمة المركزية في حيفا بحق زاهر عمر يوسفين، 46 عاما، من مدينة شفاعمرو، تنسب له فيها تهم تنفيذ مخالفات الاتصال مع عميل أجنبي وتزويده بمعلومات تخل بـ«أمن إسرائيل» وتقديم خدمات لصالح منظمات محظورة. وبحسب لائحة الاتهام «فمنذ عام 2007، اعتاد المتهم وشقيقه السفر لأداء مناسك الحج والعمرة في مكة المكرمة، حيث كانا خلال سنوات ماضية مسؤولين عن لجنة الحج والعمرة في شفاعمرو».

ومضت لائحة الاتهام في سرد التفاصيل أنه «وفي شهر ديسمبر (كانون أول) من عام 2007 غادر المتهم لأداء مناسك العمرة وهناك التقى بأحد أعضاء تنظيم حزب الله اللبناني ويدعى أبو إسماعيل، وجلسا سويا برفقة آخرين لتناول طعام العشاء، تناقش خلاله حول أوضاع عرب إسرائيل الذين يصلون إلى مكة المكرمة وفي أي فنادق ينزلون. وطلب أبو إسماعيل من المتهم يوسفين تزويد حزب الله بمعلومات من شأنها أن تساعد الحزب على مقاومة إسرائيل والإخلال بأمنها مقابل مساعدة مادية»، كما جاء في لائحة الاتهام.

وادعت لائحة الاتهام أيضا أن «المتهم زاهر يوسفين وافق على ما عرض عليه وأعطى رقم هاتفه لعميل حزب الله من أجل البقاء على اتصال مستقبلا. وجرت اتصالات كثيرة بين الطرفين خلال السنوات الماضية وكان المتهم يبلغ أبو إسماعيل بمعلومات أمنية تتعلق بقواعد الجيش وأين وقعت صواريخ حزب الله إبان الحرب الأخيرة عام 2006»، وطلبت النيابة العامة من هيئة القضاة في المحكمة تمديد اعتقال المتهم حتى انتهاء الإجراءات القانونية والقضائية بحقه. فوافق القاضي على تمديد اعتقاله.

ونفى محامي الدفاع هذه التهم وقال إن موكله رجل بسيط واجتمع مع أبو إسماعيل من دون أن يعرف أنه من حزب الله وأن ثلاثة مواطنين آخرين كانوا معه واعتقلوا وجرى التحقيق معهم لكنهم لم يقدموا إلى المحاكمة، وهذا دليل على أن التهمة مضخمة. وأكد أنه سيفندها خلال سير المحاكمة ويخرج موكله بريئا.

من جهة ثانية، أعلنت المخابرات الإسرائيلية عن اعتقال امرأة في الخمسين من العمر وشقيقها البالغ 47 عاما من العمر وهو من سكان الضفة الغربية، عند مدخل مؤسسة التأمين الوطني في مدينة الخضيرة، شمال إسرائيل، وهما يحملان 11 سكينا وبلطة داخل كيس. وأشار بيان للشرطة الإسرائيلية عمم على وسائل الإعلام، إلى أن السيدة من سكان الضفة الغربية أصلا، وهي متزوجة لعربي من سكان منطقة الفريديس، وتحمل بطاقة إقامة إسرائيلية مؤقتة، بينما شقيقها المشتبه به فهو فلسطيني من سكان الضفة الغربية. وعليه تم اعتقال المشتبه بهما للتحقيق، وتمت إحالتهما لمركز الشرطة في المدينة، وأفادت الشرطة أنه يستشف من التحقيقات الأولية أن خلفية حيازة هذه السكاكين «القيام بعمليات طعن وقتل على خلفية قومية على ما يبدو».

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، قد أعلن في الكنيست أمس أن إسرائيل معنية بالعودة إلى المفاوضات ولكن من دون شروط مسبقة. وكشف أن إسرائيل توجهت إلى دول أوروبا الغربية، التي كانت قد أيدت الاعتراف بفلسطين دولة مراقبة في الأمم المتحدة، بطلب أن تمارس الضغوط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) للعودة إلى طاولة المفاوضات. وقال: «في حينه وافقت دول أوروبا على تأييد هذه الخطوة بشرط أن يعود عباس إلى المفاوضات بلا شروط، ولكنه نكث بوعده وينبغي أن يطالبوه بتنفيذ وعده».