رامي الحمد الله: حكومتي رهن بالمصالحة.. والوزراء سيحتفظون بمواقعهم

واشنطن ولندن ترحبان به.. وحماس تهاجم.. و«الشعبية» تتحفظ.. و«الديمقراطية» تنسحب

TT

قال رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف، الدكتور رامي الحمد الله، إن حكومته الجديدة، المزمع تشكيلها قريبا، ستكون امتداد للحكومة السابقة، مؤكدا أن معظم الوزراء سيحتفظون بحقائبهم الوزارية. واعتبر الحمد الله رئيس جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس أن بقاء حكومته رهن باتفاق المصالحة بين فتح وحماس.

وأكد للإذاعة الرسمية أنه سيبدأ سريعا مشاورات تشكيل الحكومة، معربا عن أمله في نفس الوقت بالإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية منتصف أغسطس (آب) المقبل برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بحسب اتفاق فتح وحماس في القاهرة الشهر الماضي.

ولا يتوقع أن يأخذ تشكيل الحكومة الجديدة وقتا طويلا، إذ ستطال التغيرات وزارات محدودة، وربما فقط الشؤون الاجتماعية والتربية فقط التي ستدمج مع التعليم العالي. ويجري كذلك بحث إمكانية إعادة منصب نائب لرئيس الوزراء.

واختيار الحمد الله خلفا لسلام فياض لم يكن مفاجئا، فقد حصر أبو مازن المنصب منذ قبل استقالة سلام فياض في 13 أبريل (نيسان) الماضي بينه وبين محمد مصطفى، رئيس صندوق الاستثمار. وبحسب مصادر لـ«الشرق الأوسط» فقد اعتذر الحمد الله بداية، واختار أبو مازن مصطفى، لكنه عاد وأقنع الحمد الله بقبول المهمة لاحقا.

وكلف أبو مازن الحمد الله في وقت متأخر، من يوم أول من أمس، قبل أن تنتهي مدة حكومة تسيير الأعمال التي ينص القانون الأساسي على أن لا تتجاوز 7 أسابيع. وجاء في كتاب تكليف الحمد الله: «نكلفكم بتشكيل الحكومة الخامسة عشرة، خلال الفترة المحددة في القانون الأساسي المعدل لعام 2003 وتعديلاته، وأدعوكم كرئيس وزراء مكلف للحكومة المقبلة للالتزام بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني، والحفاظ على مكتسباته وتطويرها، والعمل على تحقيق أهدافه الوطنية كما أقرتها وثيقة إعلان الاستقلال، وقرارات المجالس الوطنية، ومواد القانون الأساسي المعدل».

وعلى الرغم من أن الحمد الله قريب لحركة فتح، لكنه يصف نفسه بالمستقل.

ورحب وزير الخارجية الأميركي جون كيري فورا بقرار تكليف الحمد الله تشكيل الحكومة، معربا عن أمله في التعاون معه لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. وقال كيري في بيان: «نهنئ الدكتور رامي الحمد الله، رئيس الوزراء المقبل للسلطة الفلسطينية. تعيينه يأتي في لحظة مليئة بالتحديات، وهي أيضا لحظة سانحة مهمة». وأضاف: «يمكننا معا اختيار طريق المفاوضات للتوصل إلى حل الدولتين الذي من شأنه أن يسمح للفلسطينيين بتحقيق تطلعاتهم المشروعة، ومواصلة بناء مؤسسات دولة فلسطينية مستقلة».

كما أجرى ويليام هيغ، وزير خارجية المملكة المتحدة اتصالا هاتفيا مع الحمد الله، هنأه فيه بتكليفه بتشكيل الحكومة الفلسطينية. وتمنى هيغ لرئيس الوزراء المكلف النجاح والتوفيق في مهمته الجديدة، آملا استمرار التعاون بين بريطانيا ودولة فلسطين. وأمل هيغ أن تشهد رئاسة حمد الله للحكومة الفلسطينية انفراجا في العملية السلمية على طريق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، معربا عن أمله في التعاون المشترك معه من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

ومحليا، تباينت المواقف من تشكيل حكومة جديدة، فقد هاجمت حماس فورا تكليف الحمد لله، واعتبرتها «غير شرعية»، وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم إن الحكومة التي سيشكلها الحمد الله هي «غير شرعية وغير قانونية كونها لن تعرض على المجلس التشريعي». وأضاف: «هذا استنساخ لتجارب سابقة وتشكيلات قام بها أبو مازن لن تحل المشكلة ولن تحقق الوحدة كونها لم تكن نتيجة للمصالحة أو تطبيقا لاتفاق القاهرة».

وأكدت الجبهة الشعبية أنها لن تشارك في الحكومة ومشاورات تشكيلها، ولا ترى فيها سوى نكوص عن الأهداف المعتمدة لتنفيذ اتفاق المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية ومواصلة للمراوحة في دوائر الانتظار الذي لا ينتهي. أما الجبهة الديمقراطية التي كانت مشاركة في حكومة فياض فأعلنت انسحابها من أي حكومة جديدة.

وقالت ماجدة المصري، وزيرة الشؤون الاجتماعية، وعضو المكتب السياسي للديمقراطية، في بيان: «للأسف الشديد وعلى ضوء وصول الحكومة إلى طريق مسدود بحكم الإشكاليات والتجاذبات التي وقعت بما في ذلك إشكاليات العلاقة مع الفئات الاجتماعية واحتياجاتها، وصراعات مراكز القوى، وغياب الإرادة السياسية، ترى الجبهة أن الحل الأمثل لهذه الدوامة هو في العودة إلى قرارات الحوار الوطني وتلبية الاستحقاق الوطني والمجتمعي والمؤسساتي بتشكيل حكومة توافق وطني. لقد قررنا عدم المشاركة بالحكومة المقبلة، وأبلغ الأخ الرئيس بذلك وبموقفنا من عدم مواصلة العمل في حكومة تسيير أعمال مفتوحة فترتها الزمنية».

وفي إسرائيل ركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية على شخص الحمد الله، فقالت صحيفة «هآرتس» إن اختيار الحمد الله مريح، وهو رجل جيد، لكنه كلف بـ«مهمة انتحارية».

ووصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الحمد الله بـ«شخصية براغماتية من النخبة الفلسطينية المقبولة للغرب»، واختياره سيعزز من سلطات الرئيس عباس، لأنه سيكون أكثر «استعدادا ومرونة» من سلفه سلام فياض. وترى يديعوت أن تكليفه يشير أيضا إلى أن الفلسطينيين لن يتوجهوا قريبا إلى صناديق الاقتراع.

* كادر داخل الخبر

*رامي الحمد الله - ولد في 10 أغسطس 1958 لأسرة معروفة في بلدة عنبتا في طولكرم شمال الضفة الغربية.

- حاصل على دكتوراه في اللغويات التطبيقية من بريطانيا.

- عينه الرئيس الراحل ياسر عرفات رئيسا لجامعة النجاح الوطنية عام 1998، وما زال، وهو عضو هيئة التدريس فيها بقسم اللغة الإنجليزية، إضافة إلى كونه أمينا عاما للجنة المركزية للانتخابات منذ 2002.

- شغل عدة مناصب، منها: نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية لشؤون الكليات الإنسانية، وعميد كلية الآداب، حتى عام 1992، ورئيس قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب (1988 - 1992)، ومحاضر في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب (1982 - 1985).

- تقلد الكثير من المناصب الأكاديمية خارج فلسطين، منها منصب عضو مجلس أمناء في المجلس الأكاديمي العالمي (2008 - حتى الآن).