رفسنجاني وخاتمي يشكلان تحالفا إصلاحيا معتدلا

لأول مرة.. الرئيس الإيراني لا يتوجه بخطاب في الذكرى السنوية للإمام الخميني

هاشمي رفسنجاني
TT

تظهر المؤشرات في إيران سعي هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي لتشكيل تحالف إصلاحي معتدل عبر دعم أحد المرشحين في الانتخابات الرئاسية القادمة المزمع إجراؤها في 14 يونيو (حزيران). وتشير أغلب التوقعات إلى إمكانية إعلان دعمهما لحسن روحاني.

في الوقت ذاته، أعلن محمد رضا عارف، الذي كان نائبا أول للرئيس محمد خاتمي، أمس في مدينة قزوين شمال شرقي إيران أنه قد يعيد النظر في ترشيحه إذا نصحه رفسنجاني بذلك.

ويعد عارف المرشح الوحيد الذي يمكن وصفه بالإصلاحي، على الرغم من طبيعته المتحفظة للغاية وامتلاكه شخصية غير سياسية.

وقد ذكر عارف وروحاني سابقا أنه في حال ترشح رفسنجاني فسوف ينسحبان من السابق. لكن يعتقد أن رفسنجاني هو من حث روحاني وعارف على البقاء في السباق وعدم الانسحاب لصالحه لأنه لم يكن على يقين من قرار مجلس صيانة الدستور.

وتشهد حملة روحاني تقدما واضحا انعكس في النجاح الكبير الذي لاقته جولاته في محافظات إيران، حيث استقبل روحاني بترحاب آية الله الجزيري ممثل نائب المرشد الأعلى في محافظة خوزستان، والذي يؤم صلاة الجمعة في الأهواز.

وقد شكا روحاني إلى الجزيري من عدم توفر ساحة لإلقاء كلمته وقد ساعده الجزيري في عقد اجتماعه في قاعة كبيرة تابعة لوزارة التعليم. حسب ما نقلت وكالة فارس للأنباء.

ويمتلك روحاني سجلا مميزا في الحرب الإيرانية - العراقية وكان موضع ثقة كل من رفسنجاني وآية الله خامنئي. ويلقى احتراما من قدامى المحاربين ورجال الدين المحافظين الذين قد يجدون فيه البديل المناسب لإدارة البلاد.

وفي أحدث التطورات، بعث المحلل السياسي المعروف صادق زيباكلام، الذي استحوذت تصريحاته بشأن الانتخابات الرئاسية على اهتمام وسائل الإعلام الإيرانية على مدى الثلاثة أشهر الماضية، برسالة لرفسنجاني وخاتمي يطالبهما بتوحيد جهودهما ودعم مرشح واحد يمثل الإصلاحيين ومعسكر المعتدلين.

وفي تلك الرسالة، ذكر زيباكلام رفسنجاني وخاتمي بـ«الفوضى والشقاق الذي عانى منه معسكر الإصلاحيين خلال انتخابات عام 2005»، والتي جاءت بالرئيس أحمدي نجاد إلى سدة الحكم.

وقبل عشرة أيام من الانتخابات الرئاسية، لا يزال المرشحان الرئيسان لكل فصيل سياسي غير معروفين، وإذا كان هناك تحالف بين المعتدلين والإصلاحيين ممثلا في روحاني وعارف، فسوف يكون لدينا تحالف محافظ أيضا بين محمد باقر قاليباف وعلي أكبر ولايتي، مع احتمال ضئيل لانضمام سعيد جليلي لهذا التحالف.

وفي نفس الوقت، ولأول مرة منذ رحيل آية الله الخميني عام 1989، لم يتم تخصيص وقت لأحمدي نجاد لإلقاء كلمة خلال الذكرى السنوية لرحيل الخميني والتي امتدت لمدة يومين. وكان عرفا سائدا خلال السنوات الـ24 الماضية أن يقوم جميع الرؤساء بإلقاء خطاب عن المرشد الأعلى في ذكرى رحيله.

وخلال الذكرى السنوية، أكد آية الله خامنئي على موقفه الرسمي المحايد وغير المنحاز لأي مرشح من المرشحين. وبغض النظر عن صحة هذا البيان من عدمه، فإن هذا التنويه الصريح يشير إلى أن نتيجة الانتخابات سوف تخضع لعملية معقدة من تأثيرات النفوذ السياسي وشعبية المرشحين بين الناخبين.