وفد من شيوخ الأنبار يتوجه إلى بغداد قريباً لبدء مفاوضات مع الحكومة

رغم اعتراض المعتصمين والمتظاهرين

TT

حالت الزيارة التي يحييها ملايين الشيعة العراقيين لمرقد الإمام موسى الكاظم، بمناسبة ذكرى وفاته السنوية، دون بدء المفاوضات التي كانت مقررة الأسبوع الماضي بين وفد عشائري يمثل كبار شيوخ محافظة الأنبار وممثلين عن الحكومة في بغداد. وكان مجلس شيوخ محافظة الأنبار قد عقد مؤتمرا الأسبوع الماضي حضره محافظ الأنبار محمد قاسم الفهداوي، لغرض البحث في إنهاء أزمة المظاهرات في المحافظات الغربية المستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر.

وطبقا لما أعلنه الشيخ حميد الشوكة، رئيس مجلس شيوخ محافظة الأنبار، فإن «الوفد العشائري كان جاهزا للقدوم إلى بغداد منذ الأسبوع الماضي، بعد أن تلقينا إشارات إيجابية من الحكومة لبدء المفاوضات من أجل وضع حد للاعتصامات والمظاهرات». وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الوفد سيتوجه إلى بغداد في غضون الأيام القليلة المقبلة»، مشيرا إلى أن «الوفد الذي يضم أعمدة عشائر الأنبار معني بوضع المحافظة من كل النواحي لكون المتظاهرين، بصرف النظر عن توجهاتهم أو قناعاتهم، هم أبناء هذه المحافظة، وبالتالي وجدنا أن مسؤوليتنا كشيوخ عشائر تتطلب منا التحرك خصوصا أننا لسنا من أصحاب المصالح والأهداف».

وردا على سؤال حول مدى جدية الحكومة في التعاطي مع هذا الوفد الذي ربما يكون قد جازف بثقله العشائري في حال لم يحقق النتائج المرجوة، وهو ما توقعه المعتصمون، قال الشوكة إن «مصلحة المحافظة وحقوق المتظاهرين تتقدم لدينا على أي اعتبار آخر، كما أن مسؤولية الشيوخ دائما هي الوساطة في حل النزاعات، يضاف إلى ذلك أننا تلقينا إشارات إيجابية من الحكومة».

وحول موقف المعتصمين الرافض لأن يتفاوض محافظ الأنبار نيابة عنهم وإمكانية استغلال ذلك في أغراض الدعاية الانتخابية مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية في محافظتي الأنبار ونينوى قال الشوكة إن «محافظ الأنبار لا علاقة له بالأمر، إذ إنه حضر المؤتمر مستمعا ولم يشارك في النقاش، وحتى لو جرت المفاوضات فلن يكون له دور»، مؤكدا أن «من اعترض على مشاركة المحافظ في المفاوضات لا سيما ائتلاف (متحدون) الذي يتزعمه أسامة النجيفي هو من يريد الآن الدخول على الخط لأغراض الدعاية الانتخابية».

وكان معتصمو الأنبار حذروا المحافظ من مغبة تشكيل وفد للتفاوض مع الحكومة بشأن مطالبهم. وأصدر المعتصمون بيانا جاء فيه أن «محافظ الأنبار قاسم الفهداوي يبدو ولأغراض انتخابية لا يزال مصرا على المضي في تفعيل قرارات ذلك المؤتمر، لا سيما القرار الخاص بتشكيل لجنة للتفاوض مع حكومة بغداد». وأضاف البيان «باسمكم أيها المعتصمون وباسم جميع ساحات الاعتصام في المحافظات الست المنتفضة، نكرر رفضنا لقرار ذلك المؤتمر أولا، ونرفض رفضا قاطعا أي حوار أو اتفاق يتعلق بساحات الاعتصام يتم خارجها مع حكومة بغداد».

من جانبه، أكد محمد فتحي، المتحدث الرسمي باسم محافظة الأنبار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما يقوم به المحافظ ومعه شيوخ الأنبار ليس مفاوضات نيابة عن المعتصمين، بل هو مبادرة سياسية أو واسطة بين الحكومة والمعتصمين، بعد أن اتضح جليا أن استمرار المظاهرات على هذه الشاكلة أمر لم يعد مفيدا». وأضاف فتحي أن «الأمر لا يحتاج إلى كل هذا الضجيج وعمليات التسقيط والحديث عن دعاية انتخابية، بل إن كل ما في الأمر أنه في حال نجح المحافظ والوفد العشائري في الحصول على شيء من الحكومة فهذا أمر جيد ويصب في مصلحة المعتصمين، وفي حال لم يحصل على شيء فإنه والشيوخ، لا المعتصمين، يتحملون المسؤولية».