أهالي محافظة ميسان يشيعون سبعة مسلحين قضوا في معارك سوريا

بمشاركة رسمية رغم إعلان الحكومة العراقية حيادها في الأزمة

TT

بدأت أعداد القتلى العراقيين المشاركين في القتال الدائر بمختلف المدن السورية، في الارتفاع تدريجيا؛ إذ شيع المئات من أهالي محافظة ميسان التي مركزها العمارة (400 كلم جنوب بغداد) أول من أمس سبعة من القتلى من أهالي المحافظات الجنوبية. واللافت أنه بينما لا تزال الحكومة العراقية تعلن موقفا محايدا من النزاع الدائر في سوريا، فإن تشييع هؤلاء القتلى جرى بمشاركة رسمية من مسؤولي المحافظة.

وبينما نفى عبد الله عبد الله، المسؤول في «حزب الله - النهضة الإسلامية» الذي يتزعمه واثق البطاط، إرساله مقاتلين إلى سوريا «في الوقت الحاضر» فإن «كتاب حزب الله - المقاومة الإسلامية» المتحالفة مع جماعة «عصائب أهل الحق» التي يتزعمها قيس الخزعلي أكدت مشاركتها في القتال الدائر هناك، معلنة أن هؤلاء القتلى ينتمون إليها. وقال مسؤول «حركة النجباء» في ميسان، هاشم النجيب في تصريح أثناء التشييع أن «المقاومة الإسلامية حركة حزب الله النجباء تزف سبعة من مقاتليها الذين استشهدوا في الدفاع عن مرقد السيدة العقيلة زينب، وتعلن من خلال هذا العرس الشبابي تبنيها الدفاع العسكري عن المراقد المقدسة في كافة أنحاء العالم». وأضاف النجيب: «سنقاتل حتى نحرق أو نسحق كي لا تسبى السيدة زينب مرة أخرى (...) وسنرسل المزيد من المقاتلين الشباب».

في السياق نفسه، أكد عبد الله القيادي في «حزب الله - النهضة الإسلامية» الذي يتزعمه واثق البطاط في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن القتلى الذين شيعوا أول من أمس «لا ينتمون إلينا بل ينتمون إلى (حزب الله - المقاومة الإسلامية)، وبالتالي، فإنهم من (العصائب) لأننا لم نرسل بعد أي مقاتلين إلى سوريا». وكشف عبد الله عن أن «الاستعدادات جارية الآن من قبلنا لإرسال أعداد من الشباب إلى هناك، لكن ليس من أجل القتال مع أو ضد النظام في سوريا، بل من أجل حماية مرقد السيدة زينب». وردا على سؤال عما إذا كان إرسال المقاتلين سيكون بشكل رسمي وعبر موافقات، قال عبد الله إن «عملنا تطوعي بحت، وهو حالة دفاع عن مقدساتنا»، معتبرا أن «أي تفسير آخر لإرسال مقاتلين دفاعا عن المراقد المقدسة، أمر خاطئ، لأن واجب الجهاد لا صلة له بموقف حكومي رسمي لسنا معنيين به ما دمنا لا نقاتل إلى جانب القوات الحكومية وإنما نقوم بدور الحماية فقط».

وهذه ليست المرة الأولى التي يشيع فيها عراقيون قتلوا في سوريا.. ففي 17 مايو (أيار) الماضي شيع أهالي ميسان شابا آخر قتل في سوريا وذلك في ثاني جنازة من نوعها تشهدها محافظة جنوبية بعد البصرة وفي اليوم ذاته.

وتعتبر محافظة ميسان أحد أهم معاقل التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر، إلا أنه، وطبقا لعائدية الذين سقطوا من العراقيين في القتال الدائر في سوريا، فإن جميعهم ينتمون إلى «عصائب أهل الحق» وعناصر «حزب الله» وليسوا من التيار الصدري على الرغم من وجود أعداد من عناصر «جيش المهدي» في سوريا للغرض ذاته، ولكن ليس عبر تبن رسمي من زعامة التيار الصدري التي جمدت «جيش المهدي» منذ نحو سنتين بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق.