بارزاني وقريلان يبحثان عقد مؤتمر قومي كردي لدعم عملية السلام في تركيا

قيادي في حزب أوجلان يكشف تفاصيل اللقاء مع رئيس إقليم كردستان

TT

في لقاء نادر بعد سنوات طويلة من وجود قيادة حزب العمال الكردستاني بجبل قنديل الواقع على الحدود المشتركة لكل من العراق وتركيا وإيران، عقد الزعيم الكردي مسعود بارزاني اجتماعا مهما مع رئيس اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني مراد قريلان للتباحث معه حول الشأن الكردي بتركيا، وعملية السلام التي انطلقت هناك بمبادرة من زعيم الحزب المعتقل عبد الله أوجلان، والتي تواجه اليوم تحديات كثيرة، ليس أقلها المظاهرات المندلعة بتركيا حاليا، والتي قد تؤثر على سير العملية السلمية بالبلاد، على اعتبار أن طرفيها هما عبد الله أوجلان والحكومة التركية التي يقودها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي يواجه راهنا تحديات كبيرة من الشارع التركي. ورغم أن هناك من يعتقد بأن الاحتجاجات الحالية بتركيا لها علاقة بشكل أو بآخر بسياسة أردوغان بالانفتاح على القضية الكردية بتركيا، التي أودى الصراع الدائر حولها إلى مقتل ما لا يقل عن خمسين ألفا من الأتراك والأكراد خلال السنوات الثلاثين الماضية، وتحديدا من أحزاب المعارضة داخل البرلمان التركي وخارجه، والتي تنتقد تلك السياسة الانفتاحية، لكن ذلك لم يمنع القائد الحالي لحزب العمال الكردستاني مراد قريلان من أن «ينزل من الجبل ويذهب إلى الزعيم الكردي مسعود بارزاني لحثه على القيام بدوره لدعم عملية السلام الجارية بتركيا»، حسب مصدر مقرب من قيادة الكردستاني. ففي تصريح أدلى به لـ«الشرق الأوسط» قال دياري محمد، القيادي في حزب أوجلان، الذي مقره في جبل قنديل، إن قريلان «التقى بارزاني في مقر إقامته بمصيف صلاح الدين، وتحديدا بمقر رئاسة الإقليم، وتباحث معه في الكثير من المسائل المهمة، أبرزها دعوة بارزاني لدعم عملية السلام الجارية حاليا، بعد أن أبدت قيادة الكردستاني المرونة الكافية مع الجانب التركي من خلال عدة مبادرات تقدمت بها، أولها وقف إطلاق النار من جانب واحد، ثم إطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى الحزب من الجنود الأتراك، مرورا بسحب مقاتلي الحزب من داخل الأراضي التركية، مشددا على أهمية دعم قيادة كردستان لإنجاح تلك العملية». وأضاف أن «رئيس اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني يرى أن هناك حاجة للاستعجال بعقد مؤتمر قومي سبق أن تم الاتفاق عليه في أربيل في غضون الفترة القليلة القادمة، لأن من شأن هذا المؤتمر أن يعطي زخما ودعما مهما لقيادة الحزب لاستكمال مبادرته»، كما دعا بارزاني إلى «القيام بدوره في تهدئة الوضع بكردستان سوريا، خصوصا أن هناك نذورا بمواجهات داخلية بين أحزاب محسوبة على حزب بارزاني، وحزب الاتحاد الديمقراطي الموالي للعمال الكردستاني، وأن يعتمد الجميع هناك لغة الحوار والتفاهم بدل لغة التهديدات والمواجهات». ونقل محمد أن «بارزاني أكد لرئيس اللجنة القيادية بالحزب عن دعمه الكامل لعملية السلام، وشدد على أنه وحزبه دعوا منذ فترة طويلة لحل الصراع الكردي التركي بتركيا عبر الحوار والتفاوض السلمي واستبعاد الخيارات العسكرية والأمنية التي أثبتت فشلها خلال مراحل الصراع المستمر منذ أربعة عقود، ووعد بارزاني ببذل أقصى جهوده من أجل ضمان استمرارية عملية السلام الجارية بتركيا». وحول الموقف من الأحداث التي تشهدها كردستان سوريا، قال بارزاني إنه سيعمل على حث الأطراف السياسية هناك للتفاهم وعدم تفجير الوضع، خصوصا في ظل التطورات المثيرة التي تشهدها سوريا حاليا». وأشار المصدر إلى أن لقاء الزعيمين جرى خلال الأسبوع الفائت، ولكن لأسباب أمنية لم يعلن عنه، ولا المكان الذي جمعهما في حينه، مشيرا إلى أن «الزعيمين اتفقا على مواصلة هذه اللقاءات والاجتماعات من أجل تهيئة الأجواء أمام تقدم مسيرة السلام بتركيا».