مقتل سبعة من «القاعدة» وضابط في عملية عسكرية بحضرموت

احتجاجات في صنعاء بسبب المعتقلين على ذمة الثورة.. ومواراة رفات مؤسس جماعة الحوثي بصعدة

متظاهرون يمنيون في العاصمة صنعاء أمس (أ.ب)
TT

لقي عدد من عناصر تنظيم القاعدة مصرعهم، أمس، في عملية عسكرية نفذها الجيش اليمني في محافظة حضرموت، في وقت شهدت فيه العاصمة صنعاء احتجاجات على أوامر إطلاق سراح المعتقلين من شباب الثورة، في حين قام الحوثيون بدفن رفات قائد أول تمرد حوثي في شمال اليمن.

وقالت مصادر حكومية يمنية إن عملية عسكرية بدأت في وقت مبكر ضد عناصر مسلحة من تنظيم القاعدة إن قوة أمنية وعسكرية من المنطقة العسكرية الثانية التي مقرها مدينة المكلا (عاصمة محافظة حضرموت) نفذت عملية عسكرية ميدانية في مدينتي غيل باوزير والشحر ضد مسلحي تنظيم القاعدة المنتشرين في هاتين المدينتين، ووصفت المصادر العسكرية الحملة العسكرية بـ«الناجحة في مداهمة أوكار الجماعات الإرهابية المسلحة من تنظيم القاعدة الإرهابي، وتمكنت القوات من توجيه ضربات قاسية على عناصر الإرهاب الذي استمروا في استهداف منتسبي القوات المسلحة والأمن والمواطنين وإقلاق السكينة العامة».

وأكدت المصادر العسكرية اليمنية أن 7 من عناصر التنظيم قتلوا فيها، و«جرح عدد كبير كما تم تدمير مخازن الأسلحة والاستيلاء على عدد من الأطقم والمتفجرات والدراجات النارية التي تستخدم في عمليات الاغتيالات الدنيئة والجبانة»، وأن «وحدات الجيش والأمن تواصل ملاحقة من تبقى من الإرهابيين وتمشيط المزارع والمناطق التي هربوا إليها بعد أن تم إشعار المواطنين بعدم الاقتراب أو الوجود في الأماكن التي لجأ إليها الإرهابيون».

وفي الوقت الذي اعترفت فيه السلطات الرسمية بمقتل ضابط برتبة مقدم يدعى غالب المنصوب في العملية، وإصابة عدد من الجنوب والصف، فإن مصادر محلية أكدت مقتل ضابط يمني وخمسة جنود في العملية، وقالت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن العملية العسكرية نفذت شرق مدينة غيل باوزير وقرب منطقة الضبة في الشحر، واستهدفت إحدى المزارع الخاصة بشخص معروف بارتباطه بـ«القاعدة»، وأكدت هذه المصادر أن «الضربات كانت دقيقة واستهدفت المزرعة بواسطة صواريخ من الطائرات وبالمدفعية، إضافة إلى الاشتباكات المباشرة».

وتعد هذه أول عملية عسكرية تنفذها قوات الجيش في المنطقة العسكرية الثانية بعد إعادة هيكلة القوات المسلحة اليمنية، التي في ضوئها وجدت المنطقتان العسكريتان الأولى والثانية في محافظة حضرموت النفطية الهامة وذات المساحة الجغرافية الشاسعة، كما تعد هذه العملية هي الأولى التي تستهدف العناصر المتورطة في سلسلة الاغتيالات التي طالت أكثر من 80 ضابطا في أجهزة الأمن والمخابرات والجيش في محافظة حضرموت فقط خلال الأشهر القليلة الماضية.

على صعيد آخر، احتشد المئات من النشطاء السياسيين، أمس، أمام مكتب النائب العام للمطالبة بالإفراج عن كل المعتقلين من شباب الثورة، وقد أصدر النائب العام اليمني قرارا بالإفراج عن 17 معتقلا من أصل 19 معتقلا من شباب الثورة، والإبقاء على 12 آخرين من المعتقلين وتقديمهم للمحاكمة في قضية جامع النهدين، وهي الحادثة التي تعرض فيها الرئيس السابق علي عبد الله صالح لمحاولة اغتيال هو وكبار رجال الدولة في النظام السابق، إضافة إلى تحويلهم للمحاكمة في قضايا أخرى.

وحسب وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، فقد وجه النائب العام، أيضا، بـ«فصل ملف تكميلي لمن تعذر سماع أقوالهم لحين زوال القيود القانونية التي حالت بين النيابة واستكمال التحقيق معهم، وأدت إلى تأخير التصرف في القضية»، وقال مصدر في مكتب النائب العام إن النيابة «فتحت تحقيقا في شكوى تقدم بها أولياء دم المجني عليهم الذين قتلوا وأصيبوا جراء القصف الصاروخي الذي تعرضوا له في منطقة الحصبة بأمانة العاصمة بداية عام 2011م فيما عرف بقضية الوساطة المغدورة».

من ناحية ثانية، أقامت جماعة الحوثي المتمردة في شمال اليمن، أمس، مراسم دفن رفات قائد أول تمرد حوثي في شمال اليمن، حسين بدر الدين الحوثي الذي قتل عام 2004 على يد القوات الحكومية، وقامت السلطات العليا بدفن الجثمان في مكان مجهول، ولم يكشف عن ذلك إلا عقب سقوط نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، حيث جرى تسليم الرفات بصورة سرية إلى أسرته التي قامت بنقله إلى ألمانيا لفحصه بواسطة الحامض النووي، وأعيد أخيرا إلى اليمن، وحشدت جماعة الحوثي أنصارها من كل المحافظات إلى صعدة للمشاركة في عملية التشييع، في وقت نشرت فيه في عدد من الصحف الرسمية وغير الرسمية تعازي لأول مرة منذ عام 2004.