الحكومة المصرية تسعى للتغلب على أزمات السياحة بمبادرات جديدة

إجراءات مشددة لتأمين زوار إيرانيين من الغردقة إلى القاهرة

TT

في إطار جهود حثيثة يبذلها نظام الرئيس المصري محمد مرسي المحسوب على تيار الإسلام السياسي لزيادة الإيرادات السياحية في البلاد، والتي تعاني من أزمات كبيرة منذ ثورة «25 يناير» عام 2011، بسبب التدهور الأمني، أعلن هشام زعزوع وزير السياحة المصري إطلاق مشروع «مليون مدونة سياحية» لدعم القدرة التنافسية للتسويق السياحي في مصر على شبكة الإنترنت في ظل التنافس الشديد بين المقاصد السياحية العالمية، في حين دافع عزت سعد، محافظ الأقصر، خلال مشاركته في ورشة المكتب السياحي لسفارة مصر لدى اليابان عن عائدات السياحة، قائلا إن «مصر أصبحت في المرتبة 22 على مستوى العالم عام 2012 بعد أن كانت في المرتبة 27 عام 2011». ويأتي هذا في وقت استقبلت فيه العاصمة القاهرة أمس، الفوج السياحي الإيراني الذي اختتم رحلته إلى مدن الغردقة وأسوان والأقصر، والتي بدأت قبل أسبوع وضمت 132 سائحا على فوجين. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، إن «زيارة الفوج الإيراني للقاهرة تتم وسط إجراءات أمنية مشددة». وأضاف المصدر أن الفوج سوف يزور، لأول مرة، منطقة أهرامات الجيزة، والمتحف المصري بميدان التحرير، مستبعدا أي زيارة لمساجد آل البيت خوفا من غضب التيار السلفي بمصر من السياحة الإيرانية. ولم يحدد المصدر مكان إقامة الفوج الإيراني.

واستأنفت القاهرة الأسبوع الماضي استقبال رحلات سياحية إيرانية على نحو مفاجئ بعد توقف دام نحو 50 يوما بسبب رفض قطاعات مصرية للسياحة الإيرانية، بينما لا تزال قوى إسلامية ترفض استقبال السياحية الإيرانية، معتبرة أنه يفتح الباب أمام ما سمته «نشر الفكر الشيعي» في البلاد.

وقالت مصادر محلية في محافظة البحر الأحمر لـ«الشرق الأوسط»، إن «زيارة الفوج الإيراني لمدينة الغردقة جرت وسط إجراءات أمنية مشددة ولم يقم الفوج بجولة داخل المدينة وأمضى يومين بأحد المنتجعات السياحية ثم غادر برا عن طريق 3 حافلات سياحية إلى القاهرة.

وكانت القاهرة قد بدأت في مارس (آذار) الماضي تشغيل خط طيران مباشر بين القاهرة وطهران لأول مرة منذ 34 عاما لنقل السياح الإيرانيين، واستقبلت فوجا سياحيا إيرانيا واحدا فقط. وتحت ضغط من القوى السلفية تم تعليق الرحلات. وقال هشام زعزوع، وزير السياحة، حينها إنه يسعى لإزالة مخاوف المعترضين وأن تعليق الرحلات أمر مؤقت.

ويرفض إسلاميون بمصر تدفق السياحة الإيرانية إلى بلادهم. وحذرت قيادات سلفية مما سموه «خطورة المد الشيعي»، ودعوا إلى منع أي تواصل مع الشيعة، قائلين إن بوابة المد الشيعي في مصر تأتي عبر «السياحة الإيرانية».

على صعيد متصل، قال وزير السياحة المصري أمس، إن مبادرة «المليون مدونة سياحية» سوف تتم على مراحل متتالية لمدة عامين، وسوف يتم تدريب مليون مصري على التسويق السياحي الإلكتروني ليتمكن من تسويق السياحة المصرية.

وأكد وزير السياحة أهمية التسويق الإلكتروني للسياحة المصرية وضرورة الاهتمام به لدعم القدرة التنافسية للمقصد المصري خاصة في ظل التنافس الشديد بين المقاصد السياحية، مضيفا أنه وافق على رعاية «المؤتمر العربي الرابع للتسويق الإلكتروني والتجارة الإلكترونية» والذي من المزمع عقده يومي 22 و23 يونيو (حزيران) الحالي.

وفي السياق نفسه، علق عزت سعد، محافظ الأقصر، في كلمة له خلال افتتاح ورشة عمل نظمها المكتب السياحي لسفارة مصر لدى اليابان أول من أمس، على تقرير منظمة السياحة العالمية عام 2012 من إحصاءات حول حركة السياحة الدولية. وقال، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية، إن تلك الإحصاءات تؤكد أن «هناك تقدما مطردا في قطاع السياحة المصري، حيث جاءت مصر في المرتبة 22 على مستوى العالم من حيث عدد السائحين عام 2012، حيث بلغ عدد السائحين 11.2 مليون سائح بعد أن كانت في المرتبة السابعة والعشرين عام 2011».

وكان تقرير التنافسية في السياحة والسفر لعام 2013 قد أشار إلى تراجع مصر إلى المركز 85 من بين 140 دولة بعد أن كانت في المركز 75 في 2011. وتسعى الحكومة لجلب سياح من إيران ودول أخرى مثل الهند وشمال أفريقيا لتجاوز تراجع عائدات السياحة التي تعد أبرز مصادر الدخل القومي.

وأضاف المحافظ أن مصر جاءت أيضا في المرتبة 32 من حيث العائدات السياحية بقيمة تبلغ 9.9 مليار دولار بعد أن كانت في المرتبة الـ33 عام 2011. وتابع قائلا: «إن كانت الإحصاءات لا تعكس إمكانات مصر السياحية الهائلة فإنها تعني قدرا من التقدم، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار الصورة السلبية لمصر في الإعلام الدولي الذي يضخم ما يجري في القاهرة من أحداث ومظاهرات بسبب التعقيدات المرتبطة بالمرحلة الانتقالية التي تعيشها مصر».