هجوم على الجيش اللبناني وصواريخ تسقط على بعلبك غداة معركة القصير

أنباء عن اشتباكات بين حزب الله ومعارضين سوريين مقابل الزبداني

TT

تدهور الوضع الأمني في مناطق شرق لبنان المحاذية للحدود مع سوريا، أمس، عقب سيطرة الجيش النظامي على القصير السورية، إذ تعرضت مدينة بعلبك لقصف صاروخي، أسفر عن وقوع جريحين، فيما تعرض حاجز الجيش اللبناني في منطقة عرسال لهجوم مسلح، أسفر عن مقتل شخصين من المهاجمين، أحدهما سوري.

وأعلن الجيش اللبناني أن مجموعة من المسلحين كانوا يستقلون سيارة «بيك آب» هاجموا، الليلة قبل الماضية، حاجز الجيش في منطقة وادي حميد – عرسال، وأطلقوا النار باتجاه عناصره، مشيرا في بيان أصدرته مديرية التوجيه إلى أن «عناصر الحاجز اشتبكوا مع المعتدين، مما أدى إلى مقتل مسلحين اثنين أحدهما من التابعية السورية، فيما لاذ الباقون بالفرار». وأشار البيان إلى أن عناصر الجيش «اشتبكوا فجر أمس مع مجموعة مسلحة أخرى أقدمت على إطلاق النار باتجاههم من دون وقوع إصابات في الأرواح»، مشيرا إلى أن السيارة «ضبطت، وعُثر في داخلها على كمية من الأسلحة الحربية والذخائر».

وجاءت تلك التطورات غداة إطلاق طوافة تابعة للقوات السورية خمسة صواريخ باتجاه محلتي البابين وطريق الجمالة في منطقة عرسال، انفجرت ثلاثة منها.

وعلى مقربة من بعلبك، وفي أول استهداف سوري معارض لمدينة بعلبك شرق لبنان، سقطت عشرة صواريخ على المدينة، الليلة قبل الماضية، أسفرت عن إصابة مدني بجروح وخلفت أضرارا في الممتلكات. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، وهي وكالة الأنباء الرسمية، أن الصواريخ مصدرها السلسلة الشرقية لجبال لبنان، المتاخمة لجرود منطقة الزبداني التابعة إداريا لريف دمشق. وأفادت الوكالة بسقوط الصواريخ في مناطق مأهولة بالسكان وسط المدينة وفي محيطها، توزعت على مناطق التل الأبيض، وحي الشراونة قرب موقع الآثار الرومانية، ومحيط معمل الكهرباء في الكيال، وصولا إلى البساتين وأطراف ايعات الشرقية.

وعقب الحادث، ذكرت قيادة الجيش اللبناني أن وحداتها كشفت على مواقع سقوط الصواريخ، واتخذت الإجراءات المناسبة، وسيرت دوريات على امتداد حدود المنطقة. وبعيد الحادث، أفاد شهود عيان بانتشار نفذه عناصر حزب الله في مدينة بعلبك، في حين «توجه مسلحون آخرون من الحزب باتجاه الحدود السورية القريبة». وأفادت قناة «إم تي في» التلفزيونية اللبنانية بوقوع اشتباكات عنيفة في السلسلة الشرقية المحاذية للحدود السورية بين حزب الله ومسلحين، مشيرة إلى معلومات عن تطويق المجموعات المسلحة من قبل حزب الله.

وتعد هذه الحادثة هي الأولى التي يستهدف فيها المسلحون مدينة بعلبك بالصواريخ منذ اندلاع الأزمة السورية، ويأتي سقوط هذه الصواريخ بعد ساعات من تمكن القوات النظامية السورية من السيطرة على مدينة القصير الاستراتيجية القريبة من الحدود مع لبنان. وشهدت نهاية الأسبوع الفائت سقوط صواريخ في أطراف مدينة بعلبك، مصدرها المعارضة السورية في جرود الزبداني، كما شهدت المنطقة اشتباكات بين مقاتلي حزب الله والمعارضة السورية فجر يوم الأحد الماضي، أسفرت عن سقوط 14 قتيلا للمعارضة السورية، وقتيل في صفوف الحزب.

وتتاخم السلسلة الشرقية للحدود اللبنانية، شرق مدينة بعلبك، المنطقة الحدودية السورية التي تسيطر عليها المعارضة السورية، خصوصا في جرود يبرود والزبداني. وكانت مصادر محلية قد كشفت أن الصواريخ تُطلق من الجانب السوري المقابل لبعلبك، وتبعد الحدود السورية نحو 8 كيلومترات عن المدينة اللبنانية.

واطلع الرئيس اللبناني ميشال سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي على تفاصيل الاعتداء المتكرر على حاجز الجيش اللبناني في وادي حميد في منطقة عرسال، كما على القصف بالصواريخ الذي طاول مدينة بعلبك، والتدابير المتخذة لرصد المعتدين على الجنود والمواطنين الأبرياء، والتأكيد على الرد على مصادر إطلاق النار بحزم وبشدة.

من جهة أخرى، قالت مصادر ميدانية في شمال لبنان إن المنطقة الحدودية مع سوريا «تشهد هدوءا حذرا غداة سقوط قذائف مصدرها الجانب النظامي السوري داخل الأراضي اللبنانية». وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الهدوء انسحب على الجانب السوري، وتحديدا في تلكلخ وقلعة الحصن في ريف حمص، وهي المنطقة التي كانت تشهد اشتباكات متواصلة بين المعارضين والجيش الحر، بالتزامن مع الاشتباكات في منطقة القصير.

وفي حين تداولت مواقع إلكترونية لبنانية معلومات عن توغل نحو 13 ملالة سورية فجر أمس في أحراج بلدات مسعودية وحكر ضهري في عكار لنحو نصف ساعة قبل أن تعود أدراجها، نفت المصادر الميدانية التوغل السوري، مؤكدة أن المنطقة تعيش هدوءا حذرا، مشيرة إلى أن الآليات العسكرية السورية «لا تزال في مواقعها».