السلطة تعتبر دعوة نتنياهو لاستئناف المفاوضات محاولة إحراج

طالبت بقبول مبدأ الدولتين على حدود 1967 ووقف الاستيطان والإفراج عن أسرى ما قبل 1994

TT

اتهم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحاولة إحراج الفلسطينيين أمام المجتمع الدولي، بدعوته الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إلى مفاوضات فورية، مؤكدا أنه لم يقدم أي جديد يدعم بدء مفاوضات. وقال عريقات في بيان «إن دعوات نتنياهو للرئيس عباس لاستئناف المفاوضات وتكراره لعبارة من دون شروط مُسبقة تعني أنه بدأ بالفعل التحضير لإلقاء اللوم وتحميل الجانب الفلسطيني مسؤولية فشل جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري».

وأضاف عريقات بعد لقائه مع روبرت سيري، مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة «المطلوب من رئيس الوزراء الإسرائيلي الإعلان عن قبوله لمبدأ الدولتين على حدود 1967، ووقف الاستيطان، والإفراج عن الأسرى خاصة هؤلاء الذين اعتقلوا قبل نهاية عام 1994». وتابع القول «هذه هي التزامات إسرائيل وهي مدخل استئناف المفاوضات»، معتبرا أن رفض الحكومة الإسرائيلية تنفيذ التزاماتها كافة، بينما تستمر في النشاطات الاستيطانية وهدم البيوت وتهجير السكان وفرض الحقائق على الأرض، إنما يدلل على سياسة تهدف إلى تدمير الجهود التي يبذلها كيري لاستئناف المفاوضات.

وكان نتنياهو قد دعا أبو مازن للعودة إلى المفاوضات، قائلا أمام الكنيست إن إسرائيل ليست الطرف الذي يتهرب من المفاوضات أو يضع عراقيل أمام انطلاقها. ودعا الرئيس الفلسطيني إلى سحب شروطه المسبقة للتفاوض، وقال مخاطبا إياه «امنح السلام فرصة ولا تضيعها.. نحن مستعدون لاتخاذ قرارات صعبة من أجل ذلك». وتطرق نتنياهو إلى مبادرة السلام العربية، وقال إنه مستعد فقط لسماع أي مبادرات لا تتضمن إملاءات، ومستعد لمناقشتها كذلك، من دون أن يعطي موقفا واضحا.

وجاء موقف نتنياهو برمي الكرة في الملعب الفلسطيني بعد ساعات من رمي أبو مازن الكرة في ملعبه، قائلا «مطلبنا واضح، والكرة في الملعب الإسرائيلي».

ويعمل كيري منذ شهور على تقديم مبادرة جديدة لإطلاق المفاوضات، وكان يفترض أن يطلقها هذا الأسبوع لكنه طلب إعطاءه مهلة أخرى، وترك وقت إضافي للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للتفكير. ووافقت السلطة على تمديد المهلة، وطلبت في المقابل منه الضغط على إسرائيل للإفراج عن 120 معتقلا فلسطينيا منذ ما قبل أوسلو.

وقال رئيس هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ إنهم سلموا كيري قائمة بأسماء هؤلاء الأسرى، لكنهم لم يتلقوا أي رد إسرائيلي على ذلك. واعتبر الشيخ أن مثل هذه الخطوة قد تشجع القيادة الفلسطينية على إعادة النظر في موقفها من استئناف المفاوضات. وأضاف في مقابلة مع صوت إسرائيل العبري «الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تدرك أن الإفراج عن هؤلاء لا ينطوي على أي خطر. نحن نعرف أن المعارضة لا تعتمد على اعتبارات أمنية أو قضائية، وإنما على اعتبارات سياسية».

وتريد السلطة إطلاق سراح أسرى ما قبل أوسلو، وتوسيع نفوذ سيطرتها في الضفة الغربية، وتسليحا أفضل، إضافة إلى تجميد الاستيطان. وحتى يرد كيري، أجرت السلطة تغييرا أمس على الحكومة التي كان يرأسها سلام فياض.