بعد فتاة «الفستان الأحمر».. إنجي تريد استعادة دور المرأة

قالت: نقوم بكل ما يقوم به الرجل ونرفض البقاء في المنزل للطبخ

الناشطة التركية إنجي صويدان مع مجموعة من رفيقاتها في إسطنبول أمس («الشرق الأوسط»)
TT

وقفت فتاة تركية شبه وحيدة في مواجهة قوات مكافحة الشغب التركية رافضة الابتعاد، فما كان من الشرطي إلا أن وجه إليها «رذاذ الفلفل» الذي استعمل بكثافة لردع المتظاهرين، فحاولت البقاء ما استطاعت قبل أن تتراجع تحت عدسات المصورين، فكانت صورتها الأكثر تداولا في الصحف والمواقع الإلكترونية لإظهار مدى «وحشية الشرطة».

وتظهر وقائع المظاهرات المناوئة للحكومة التركية مشاركة فاعلة من قبل المرأة التركية التي تصدرت المشهد التركي في الآونة الأخيرة. وبالإضافة إلى مشاركتها في المظاهرات، تلعب المرأة التركية المعارضة دورا بارزا في «الصفوف الخلفية»، حيث يتم تأمين الدعم اللوجيستي للمتظاهرين.

وتحت لوحة تحمل اسم المطالب العاجلة، تقف الناشطة التركية إنجي صويدان، وهي ناشطة من مجموعة «خلق أفلاري» التي تتصدر حركة الاحتجاج.

وتنص اللائحة على ضرورة إحضار المحتجين خوذات للرأس وكمامات واقية وأدوية مسكنة لآلام المعدة ونظارات الغطس، وغيرها من وسائل تجنب الغازات المسيلة للدموع ورذاذ الفلفل. تقول إنجي، وهي طالبة جامعية، لـ«الشرق الأوسط» أنه في الأعوام السابقة «حاولوا تهميش دور المرأة في المجتمع ولكن المرأة استعادت دورها في المجتمع وكان هذا جليا في حديقة جيزي وفشل النظام في تحجيم دور المرأة في البيت والمطبخ، وما زالت المرأة في الشارع تعي دورها الريادي». وتقول: «المرأة لا تختلف هنا عن الرجل في المهمات الملقاة على عاتقها في حديقة جيزي ولا تقوم بالأعمال التي تحاول الدولة تحديدها لنا، مثل المكوث في البيت والطبخ والتنظيف، بل نقوم بعمل كل شيء. ففي بعض الأحيان نقوم بالنظافة مع الرجال وفي بعض الأحيان نقوم بحمل ونقل الأشياء الخفيفة والثقيلة». وتشير إلى أن «للمرأة دورا مهما ومساويا في العدد والأهمية في أخذ القرارات في تنسيقية (تقسيم) التي تقوم على تنظيم الاعتصام من جميع جوانبه».

وتشير إنجي إلى مأكولات موضوعة على الطاولة أمامها لتقول: «جميع ما تراه هنا هو من تبرعات وطهي النساء في بيوتهن ويرسلون لنا ما يطهونه من معجنات ومحاشي. كما أن المرأة تسهم في الفعاليات من وضع الحواجز أمام الشرطة. باختصار، المرأة استعادت دورها المهم بجميع أشكاله في المقاومة».

نسألها: «هل كان قطع شجرتين في حديقة (جيزي) هي السبب من وراء هذا؟»، تجيب بسرعة: «لا، ليس السبب شجرتين، وإنما سياسة (رئيس الوزراء رجب طيب) أردوغان وطاقمه التي تعتمد على سياسة الأمر الواقع وسياسة الضغط السياسي. لقد حاولوا بكل وسيلة إقصاء دور المرأة من المجتمع وإدخالها في البيت ومنع الكحول وتحويل المتنزهات إلى مراكز تجارية تخدم مصالحهم الخاصة. وبعد كل انتخابات كانوا يصبحون أكثر عداء وقسوة ويفرضون مواقفهم وأهواءهم على الآخرين، ولكن خروج أكثر من عشرة ملايين إنسان إلى الشوارع منذ بداية الأزمة إلى يومنا هذا هو دليل على أننا لا نركع لإملاءاتهم، وخصوصا لرجب طيب الذي يريد أن يدير البلاد حسب أهوائه الشخصية. وأستطيع أن أقول إننا في حالة عصيان مدني في تركيا».