غضب في أفغانستان بعد إفلات جندي أميركي ارتكب «مجزرة» من الإعدام

بريطانيا تستأنف نقل السجناء الأفغان إلى كابل

TT

أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن لندن ستستأنف خلال الشهر الجاري عمليات نقل المعتقلين الذين أسرتهم قواتها في أفغانستان إلى السلطات القضائية الأفغانية. وكان وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند علق في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عمليات تسليم السجناء إلى القضاء الأفغاني بسبب مخاوف من «إساءة معاملتهم» في السجون الأفغانية. وأوضح هاموند أول من أمس قائلا: «عملنا لنجد وسيلة أكيدة لنقل (هؤلاء المعتقلين) إلى سجن» بروان، موضحا أن «هذا العمل أنجز». وأكد أن منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان قدمت رأيا إيجابيا في سجن بروان.

وتحتجز القوات البريطانية في أفغانستان منذ أشهر في قاعدة معسكر باستيون عددا قد يصل إلى تسعين أفغانيا يشتبه بتواطئهم مع حركة طالبان، حسب معلومات كشفتها قبل أسبوع الـ«بي بي سي» وأكدتها وزارة الدفاع البريطانية. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات البريطانية في أفغانستان تملك حق إبقاء مشبوهين في السجن 96 ساعة، وهي مدة يمكن تمديدها في بعض «الظروف الاستثنائية».

إلى ذلك، أعرب ناجون وأقارب ضحايا أول من أمس، عن غضبهم بعد إقرار جندي أميركي قتل 16 قرويا أفغانيا بدم بارد العام الماضي، بالذنب مما سيسمح له بالإفلات من عقوبة الإعدام.

وكان السيرجنت روبرت بيلز أقر أمام محكمة عسكرية في ولاية واشنطن الأربعاء بالذنب في 16 تهمة بالقتل في مجزرة في مارس (آذار) 2012 أثارت غضبا عارما في أفغانستان وأدت إلى مزيد من التوتر في العلاقات الأميركية - الأفغانية. وقبل القاضي العسكري الكولونيل جيفري نانس إقرار الجندي بالذنب وأصدر قرارا بأن بيلز (39 عاما) سيواجه عقوبة قصوى بالسجن مدى الحياة من دون حق الاستفادة من حرية مشروطة.

وقال سميع الله الذي فقد والدته في المجزرة بينما أصيبت ابنته زردانه وابنته رفيع الله بجروح: «كل ما أريده أن يتم تنفيذ الإعدام بهذا الرجل». وزردانه البالغة من العمر الآن 12 عاما، أصيبت بشلل في الذراع واليد رغم علاج استمر أربعة أشهر في الولايات المتحدة. وقال سميع الله لوكالة الصحافة الفرنسية: «ذهبت إلى المنزل وشاهدت أمي على أرض الغرفة مضرجة بدمائها». وأضاف: «ابنتي زردانه كانت مصابة في الذراع والساق، وكانت مضرجة بالدماء وابني أيضا. لا شيء يرضينا سوى إعدام هذا الرجل. أطلق النار على ولدي قتل أمي ونريد أن يتم إعدامه». والحاج نعيم، القروي من منطقة بنجواي بولاية قندهار حيث نفذ بيلز المجزرة، أصيب هو وابنه الصغير واثنتان من بناته بجروح. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «انظر ماذا فعلوا بي!». وأضاف: «لا يمكنني تحريك ذراعي. الأميركيون يفعلون ما يريدون. إعدامه فقط يهدئنا. نريد أن يتم إعدامه، إعدامه في أفغانستان». غير أن عبد الباقي، ابن شقيق نعيم، رأى أن «الذي نريده لن يحصل. يجب إعدامه لا سجنه».

ومن المتوقع صدور الحكم في العاشر من أغسطس (آب). وقال جون براون محامي الجندي بيلز إنه يأمل في خروج موكله من السجن بعد 10 سنوات.

وفي المحكمة التي انعقدت في قاعدة لويس-ماكشورد المشتركة جنوب سياتل، قال بيلز إنه ليس لديه أي تفسير لأسباب قيامه بفتح النار على القرويين برشاش «إم-4» ومسدس 9 ملم. و17 من الضحايا الـ22 هم من النساء والأطفال وغالبيتهم أصيبوا بطلقات في الرأس. وقال أمام المحكمة: «عقدت النية على القتل ثم نفذت القتل بإطلاق النار بسلاح وبالحرق»، مكررا نفس العبارة لكل من التهم الـ16 الموجهة إليه. وردا على سؤال عن سبب قتل القرويين قال «بشأن السبب سألت هذا السؤال مليون مرة منذ ذلك الحين. ليس هناك سبب جيد في هذا العالم لقيامي بالأشياء المريعة التي فعلتها».