نواب «العدالة والتنمية» المغربي يسائلون المدير العام للقناة التلفزيونية الثانية حول احترام التعددية والحياد

الحزب يقاطع برامجها ويتهمها بالانحياز

TT

يرتقب أن يحضر سليم الشيخ، المدير العام للقناة التلفزيونية المغربية الثانية «دوزيم»، يوم الأربعاء المقبل إلى لجنة التعليم والثقافة والاتصال (الإعلام) في مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، لمساءلته حول مدى احترام القناة التي يشرف عليها لمبدأ التعددية والحياد في برامجها، طبقا لما هو وارد في دفاتر التحملات (الشروط) الخاصة بالقناة.

ويحضر إلى جانب الشيخ، مصطفى الخلفي وزير الاتصال (الإعلام)، المنتمي لحزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، ومتزعم الائتلاف الحكومي.

وكان الفريق النيابي للحزب ذاته هو من وجه الدعوة لعقد اجتماع اللجنة، وذلك في سياق الجدل الدائر بين قيادة الحزب ومسؤولي القناة التي يتهمونها بالتحامل على حزب العدالة والتنمية، وعلى عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة، ووزراء الحزب، في مختلف برامجها. وسبق لابن كيران أن وجه انتقادات لاذعة إلى القناة التلفزيونية الثانية، في أكثر من مناسبة، واعتبر أن برامجها مسخرة للتشويش على حكومته عن قصد. وفي السياق ذاته، عرضت القناة الثانية الليلة قبل الماضية حلقة من البرنامج الحواري «مباشرة معكم». وكان موضوع الحلقة هو إعادة تشكيل المشهد السياسي، ومأزق الغالبية الحكومية، ومقاطعة فرق المعارضة للجلسة الشهرية المخصصة لمساءلة رئيس الحكومة حول السياسة العامة قبل أسبوع. ولمناقشة محاور الحلقة استضاف البرنامج كلا من عادل بن حمزة عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، وحنان رحاب عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض، ويونس دافقير صحافي من يومية «الأحداث المغربية» المحلية، إلى جانب عبد الرحيم المصلوحي أستاذ العلوم السياسية، وتحولت حلقة البرنامج إلى محاكمة لحزب العدالة والتنمية ولرئيس الحكومة ووزراء حزبه تحديدا، في غياب أي ممثل عن هذا الحزب في البرنامج.

ولتفسير هذا الغياب، قال خالد البوقرعي، الأمين العام لمنظمة شباب حزب العدالة والتنمية، لـ«الشرق الأوسط»، إنه كان من المقرر أن يشارك في تلك الحلقة مصطفى بابا، الأمين العام السابق للمنظمة، بعد تلقي الحزب دعوة من القناة لاختيار من يمثله، بيد أن مسؤولي الحزب تراجعوا عن الفكرة بعدما تبين لهم غياب التوازن المطلوب توافره في عدد الضيوف الذين يمثلون الرأي والرأي الآخر. وأوضح بوقرعي أنه حتى لو كان بابا قد حضر، فلم يكن بإمكانه مواجهة أربعة آراء كلها ضد الحزب، مشيرا إلى أن الضيوف الأربعة الذين شاركوا في البرنامج معارضون للحزب، بمن فيهم صحافي «الأحداث المغربية»، التي تعتبر صحيفة معارضة، وكذا الباحث المصلوحي الذي ينتمي إلى حزب الاستقلال، على حد قوله.

وقال بوقرعي إن ما توقعناه حدث بالفعل، فحلقة البرنامج خصصت لـ«تعليق المشانق، وتوجيه صكوك الاتهام ضد الحزب». وأضاف «غيابنا كان الغرض منه هو كشف القناع عن القناع». وتساءل «كيف يسمح لقنوات عمومية بأن تسير بهذه الطريقة؟»، مشيرا إلى أن الحزب سيلجأ للطرق القانونية لرد الأمور إلى نصابها.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت قيادة الحزب قد قررت مقاطعة برامج القناة التلفزيونية الثانية، قال بوقرعي إنه لا وجود لقرار رسمي بالمقاطعة، بيد أن مواقف قيادة الحزب من القناة معروفة، وعبروا عنها في أكثر من مناسبة، وكذلك الشأن بالنسبة لشباب الحزب. وكانت إدارة القناة التلفزيونية المغربية الثانية (دوزيم) قد انتقدت بشدة اتهامات وجهت إليها من قبل نائب برلماني من حزب العدالة والتنمية خلال الجلسة الأسبوعية المخصصة للأسئلة، قبل أسابيع، قال فيها إن القناة «تحولت إلى أداة للتشويش على منجزات الحكومة، وأداة لنشر الفتنة في البلاد»، واعتبرتها «شكلا من أشكال التحامل المفضية للكراهية والاستعداء». لكن الفريق النيابي للحزب رد بدوره على ما وصفه بـ«تطاول» القناة على المؤسسة التشريعية، وسعيها «لإرهاب» نواب البرلمان. وتجدر الإشارة إلى أن وزير الاتصال يؤكد أنه ليس لوزارته أي وصاية على القنوات العمومية، وأن الجهة المكلفة بمراقبة مدى احترام هذه القنوات للتعددية والحياد هي الهيئة العليا للاتصال المرئي والمسموع. وتعود العلاقة المتوترة بين حزب «العدالة والتنمية» وإدارة القناة إلى الفترة التي كان الحزب فيها في المعارضة، وزاد التوتر أكثر عندما وصل الإسلاميون إلى رئاسة الحكومة.