ماكين يدعو إلى ضرب الدفاعات الجوية لنظام الأسد

قال إن إيران أصبحت أكثر خطرا علىالاستقرار من «القاعدة»

TT

هاجم السيناتور الأميركي، جون ماكين، سياسة الرئيس باراك أوباما بشأن سوريا، مطالبا الإدارة الأميركية بتسليح المعارضة السورية، ومحذرا من سقوط منطقة الشرق الأوسط في منحدر اليأس والتطرف، اللذين سيؤثران سلبا على الأمن القومي الأميركي.

وقال ماكين في خطابه أمام معهد بروكنغز أول من أمس إن الأزمة في الشرق الأوسط تتجه نحو الطائفية، إذ تقوم إيران وحزب الله بمد نظام الرئيس بشار الأسد بآلاف المقاتلين، وأضاف «إن دعم المعارضة السورية سوف يضع حدا لتدخل إيران وحزب الله، وإن لم تقم واشنطن بتزويد المعارضة بالسلاح فإن هناك طرفا آخر سيفعل ذلك». وأضاف مرشح الانتخابات الرئاسية لعام 2008 أن انعزال الولايات المتحدة سيؤدي إلى دخول أطراف أخرى في الصراع لتملأ الفراغ، مشيرا إلى أن إيران أصبحت تشكل تهديدا أكبر على استقرار الشرق الأوسط من تهديد تنظيم القاعدة.

وطالب ماكين القيادة العسكرية للولايات المتحدة بضرورة شل الدفاعات الجوية التابعة لنظام الأسد، وقال إن لم تستطع القيادة فعل ذلك، فإنهم بالتالي «يسرقون أموالنا في تطوير الأسلحة»، وفق تعبيره. وأشار إلى أن الأسد لن يبذل أي جهد لإنهاء الصراع في بلاده طالما أنه يحقق «مكاسب» على أرض المعركة. وشدد ماكين على ضرورة أن تبدأ الولايات المتحدة سياسة ذات مصداقية في سوريا وقال «أريد إنهاء هذا الصراع عن طريق التفاوض ولكن من يعتقد أن الأسد وحلفاءه سوف يقدمون على تحقيق السلام في الوقت الذي يحققون فيه نصرا في ساحة المعركة واهم».في غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي إن بلادها تدرس حاليا المعلومات التي أرسلتها فرنسا بشأن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، مضيفة «أؤكد أننا تلقينا المعلومات التي أرسلها الفرنسيون. سنقوم بتحليلها بعناية، كما نفعل مع أي معلومة تردنا، وسنواصل التوصية بأن يرسل كل بلد كل المعلومات التي في حوزته لما في ذلك للأمم المتحدة لإجراء تحقيق معمق». وأشارت إلى «إننا لا نزال نسعى إلى معرفة الوقائع، ما نزال نسعى إلى تأكيد الوقائع»، مضيفة أن الولايات المتحدة ترغب في «إجراء تحقيقها الخاص في هذا الموضوع».

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد حذر في وقت سابق من استخدام موضوع الأسلحة الكيميائية ذريعة للتدخل العسكري في سوريا، مشيرا إلى أن «هذه القضية تحولت إلى مسألة تكهنات واستفزازات»، ومضيفا «لا أستبعد أن يريد أحد استغلالها ليقول إنه تم تجاوز خط أحمر وإن التدخل الخارجي ضرورة»، في إشارة إلى الأصوات المطالبة بالتدخل لإسقاط نظام الأسد.

من جانبه، رسم السيناتور ماكين في خطابه الخطوط العريضة لإستراتيجية أميركية جديدة في الشرق الأوسط، تشمل دورا قياديا أكبر للولايات المتحدة، وقال ماكين، «الشرق الأوسط دائما أهم من مجرد البترول. للولايات المتحدة أصدقاء وحلفاء في الشرق الأوسط يعتمدون على الولايات المتحدة لأمنهم ويساهمون في أمن واستقرار أميركا بشكل أكبر مما يعرفه الأميركيون. لكنهم سيدركون هذا الدور، صدقوني، إن تأثرت الملاحة في قناة السويس أو إن فقدنا شركاء أميركيين مهمين مثل الأردن».

ويأتي خطاب ماكين بعد رحلته إلى الشرق الأوسط التي التقى فيها مع المعارضة المسلحة في سوريا. ويعد السيناتور جون ماكين من أهم أعضاء مجلس الشيوخ ومرشح جمهوري سابق للرئاسة ومن الأصوات التي طالما نادت بتسليح المعارضة وبفرض حظر على الطيران في سوريا.

وأضاف ماكين: «كلما انتظرنا لاتخاذ خطوة ما زاد مستوى التدخل المطلوب. ليس علينا أن ندمر كل جهاز دفاعي، أو أن نرسل جنودا أميركيين. لدينا خيارات محدودة، نستطيع أن نستخدم صواريخ كروز لنستهدف الطائرات الحربية للنظام، والصواريخ الباليستية على الأرض، ونستطيع أن ندعم حكومة مؤقتة».

لكن تصريحات ماكين تأتي في وقت تشير فيه الاستطلاعات إلى انعدام الشهية الأميركية للتدخل عسكريا من جديد في الشرق الأوسط. ويقول ماكين إن المسؤولية تقع على عاتق أوباما الذي يجب أن يقنع الشعب الأميركي بالمصلحة الوطنية الأميركية في المنطقة. وعلق برايان كاتوليس، من مركز التقدم الأميركي، قائلا: «رأي ماكين في الأقلية الآن ليس فقط في الكونغرس وواشنطن بل في الولايات المتحدة ككل، هذا لا يعني أن رأيه غير مهم، ولكنه غير شعبي».