إضرام النار في المقر الرئيسي لـ«تمرد» ومواجهات دامية في دلتا مصر

أحدد مؤسسيها لـ «الشرق الأوسط»: ما حدث محاولة من الإخوان لجرنا إلى العنف

أحد أعضاء حركة تمرد أصيب في المواجهات مع الشرطة يعرض بوسط القاهرة أمس لافتات حركة الاحتجاجات ضد نظام حكم الرئيس محمد مرسي (أ.ب)
TT

تصاعدت حدة التوتر في الشارع المصري بما ينذر بتفجر الوضع السياسي الهش في البلاد قبل مظاهرات معارضة يجري الحشد لها نهاية الشهر الحالي تطالب بسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وبينما أضرم مجهولون النار أمس بالمقر المركزي بالقاهرة لحملة تمرد التي تجمع توقيعات سحب الثقة من الرئيس مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، حاصر العشرات منزل قيادي إخواني بمدينة دمنهور (شمال غربي القاهرة) عقب ليلة من الاشتباكات الدامية بين أنصار الحملة وكوادر الإخوان سقط خلالها أكثر من 20 جريحا.

وتقول قيادات «تمرد» إنها جمعت أكثر من 9 ملايين استمارة لسحب الثقة من الرئيس مرسي. ونجحت الحركة التي دشنها نشطاء شباب في استقطاب قوى المعارضة الرئيسة، كما استقطبت مجددا المواطنين الذين ضجروا من المسيرات المعارضة التي غالبا ما كانت تنتهي بمواجهات عنيفة مع الشرطة.واتهمت قيادات «تمرد» في بلاغ رسمي أمس الرئيس مرسي وقيادات إخوانية وإسلامية بالتحريض على الاعتداء على نشطاء الحملة، وحرق المقر الرئيسي لها في وسط القاهرة. وقالت قيادات الحركة إنهم وجهوا الاتهام أيضا لكل من الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، ونائبه خيرت الشاطر، والدكتور سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة، وعاصم عبد الماجد القيادي بالجماعة الإسلامية، والناشط الإخواني أحمد المغير.

وتحولت استمارات «تمرد» خلال الشهر الماضي لظاهرة في الشارع المصري، وسط تنامي الغضب الشعبي ضد سياسات الرئيس مرسي، الذي عجز عن حصار موجة غلاء الأسعار، وحل أزمة الطاقة المتفاقمة في البلاد، ومعالجة تردي الخدمات.

وقال محمد عبد العزيز أحد مؤسسي الحركة لـ«الشرق الأوسط» إن «ما جرى محاولة من جماعة الإخوان لجرنا إلى العنف بعد أن نجحنا في إقناع مجموعات البلاد بلوك بإلقاء المولوتوف من أيديهم والمشاركة في مظاهرات 30 يونيو (حزيران) رافعين الكارت الأحمر في وجه الرئيس». وتابع عبد العزيز: «نحن كنا في حالة استنفار بعد أن تلقينا تهديدات من مجهولين، لذلك كانت مجموعات من شبابنا داخل المقار ونجحوا في التعامل سريعا مع الحريق»، مشيرا إلى أن عددا محدودا للغاية من الأوراق تضرر جراء اشتعال النيران بمدخل المقر.

وأشار عبد العزيز إلى أن قيادات الحملة التي تقدمت ببلاغ أمس أرفقت به طلبا لوزارة الداخلية من أجل تأمين مقار الحملة بعد محاولة التعدي عليها، أسوة بحماية وزارة الداخلية لمقار جماعة الإخوان المسلمين.

ونفى عبد العزيز أن تكون الحملة قد دعت أنصارها للحشد في الميادين فورا، قائلا: «نركز دعوتنا على التظاهر السلمي نهاية الشهر الحالي (الذي يتزامن مع مرور عام على تولي الرئيس مرسي حكم البلاد)».

ورفضت قيادات في جماعة الإخوان اتهامات حملة تمرد، واتهمتهم في المقابل بمحاولة العبث بشرعية صناديق الاقتراع.

وقالت مصادر أمنية إن التحريات المبدئية عن الواقعة أشارت إلى أن 5 مجهولين تسللوا إلى مقر حركة تمرد في شارع معروف القريب من ميدان التحرير، وأنهم أضرموا النيران في باب شقة المقر بالدور الرابع، ويجري تكثيف الجهود للقبض على الجناة.

واستنكرت قيادات المعارضة في البلاد الاعتداء على مقر حركة تمرد. واعتبر حزب الدستور الذي يتزعمه الدكتور محمد البرادعي الاعتداء «مؤشرا خطيرا» على ما يمكن أن يحدث خلال الفترة المقبلة، بينما استنكر جلال مرة أمين عام حزب النور السلفي حرق مقر حركة تمرد، وطالب في بيان له أمس «الأجهزة المعنية بسرعة ضبط الجناة وتقديمهم لمحاكمة عادلة ورادعة لكل من تسول له نفسه أن يستخدم تلك الأساليب».

وحذر الرئيس مرسي في حوار لصحيفة «الأهرام» الحكومية من الخروج على القانون أو استخدام العنف أو الترويج له خلال المظاهرات المرتقبة نهاية الشهر الحالي. وقال مرسي منفعلا بحسب الصحيفة إنه «لن يقبل ولن يسمح به (العنف) فالوطن أكبر من الجميع واستقراره وأمن مؤسساته لن يسمح بتجاوزهما».

وفي غضون ذلك، حاصر نشطاء شباب في مدينة دمنهور أمس منزل القيادي الإخواني جمال حشمت عضو المجلس التشريعي عن حزب الحرية والعدالة ورشقوه بالحجارة، ردا على ما قالوا إنه اعتداء من كوادر جماعة الإخوان على نشطاء حملة تمرد الليلة قبل الماضية. ودفعت الشرطة بثلاث مدرعات وست سيارات أمن مركزي لحماية منزل حشمت.

وقالت مصادر طبية إن 24 جريحا سقطوا خلال المواجهات التي جرت مساء الخميس الماضي في مدينة دمنهور. وكانت مجموعات شبابية تظاهرت في ذكرى مقتل الشاب السكندري خالد سعيد، قد اشتبكت مع أنصار جماعة الإخوان المسلمين في ميدان الساعة بمدينة دمنهور.