الرئيسان الأميركي والصيني يؤسسان لمرحلة جديدة في علاقات البلدين

ملفات عدة على أجندة قمة كاليفورنيا.. ودعوة أوباما لحث شي على إطلاق 16 موقوفا

مؤيدون للرئيس الصيني يلوحون للموكب الذي كان يقل شي جين بينغ بعد وصوله إلى مدينة إنديان ويلز بولاية كاليفورنيا الخميس (أ.ب)
TT

بدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما مع نظيره الصيني شي جين بينغ، قمة غير رسمية أمس في كاليفورنيا، بدا أن الطرفين يريدان منها التأسيس لمرحلة جديدة في علاقات البلدين العملاقين على مدى السنوات المقبلة. وتشمل أجندة الاجتماع الذي عقد في واحة رانشو ميراج (160 كلم شرق لوس أنجليس) مجموعة من الملفات المهمة الجيوسياسية، منها كوريا الشمالية والخلافات الحدودية مع حلفاء واشنطن وإعادة الانتشار الدبلوماسي والعسكري الأميركي في آسيا المحيط الهادئ والاقتصادية، مثل الخلافات التجارية وسعر صرف اليوان، وخصوصا الأمن الإلكتروني. إلا أن البيت الأبيض، وبعد ثلاثة أشهر على تولي شي السلطة في الصين، يركز أكثر على نتائج المدى البعيد لهذه الزيارة على صعيد العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم، من تركيزه على أي مكاسب فورية.

وسبق أن التقى أوباما وشي في واشنطن مطلع 2012، عندما كان الرئيس الصيني لا يزال يتولى منصب نائب الرئيس. ولم يكن من المقرر أن يجتمعا قبل قمة مجموعة الـ20 المقررة في روسيا في سبتمبر (أيلول)، إلا أن الجانبين اعتبرا أنه من المفيد عقد قمة قبل ذلك الموعد. وكان شي قد دعا خلال اجتماع مع مستشار الأمن القومي الأميركي توماس دونيلون ببكين في 27 مايو (أيار) الماضي البلدين إلى انتهاج مسار يلهم الأجيال المقبلة.

وأوضح مسؤول أميركي رفيع المستوى: «اعتبرنا أن مثل هذه المحادثات غير الرسمية في مطلع ولايتي الرئيسين ستتيح لهما استعراض برنامج عمل أوسع بكثير». لكن المصدر نفسه أضاف أن أوباما «يريد أيضا إقامة علاقة يمكنه الاعتماد عليها بشكل كبير في السنوات المقبلة». كما أعرب الجانب الأميركي عن استغرابه مع الترحيب بأن الجانب الصيني المعروف بتعلقه بالبروتوكول لم يشترط كالعادة زيارة رسمية بكل ما يواكبها من مراسم. وشدد الجانب الأميركي على أن الرئيس الصيني الجديد (59 عاما) يبدو أكثر مرونة، وذلك خلافا لأسلافه، خصوصا هو جينتاو، الذي كان معروفا بعدم خروجه عن «العبارات» الرسمية.

وشمل جدول أعمال يوم أمس عقد لقاء عند الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (منتصف الليل بتوقيت غرينتش) في «صاني لاندز» المجمع الفاخر الذي استضاف عدة لقاءات بين رؤساء أميركيين وأجانب منذ خمسينات القرن الماضي، ثم كان مقررا أن يتوجه الرئيسان بعد الإدلاء بتصريحات أمام صحافيين لتناول عشاء عمل على أن يتابعا محادثاتهما اليوم (السبت).

وفرض موضوع الأمن الإلكتروني نفسه حديثا على جدول الأعمال، إذ نسبت واشنطن عمليات سرقة على نطاق واسع لبيانات حكومية وخاصة أميركية إلى قراصنة يعملون انطلاقا من الصين. وحث مسؤولون في قطاع الصناعة الأميركي أوباما على اتخاذ موقف صارم إزاء نظيره في هذا الشأن. إلا أن بكين نفت أن تكون وراء هذه العمليات وقالت إنها تتعرض أيضا للقرصنة المعلوماتية.

ويترقب الجميع ما سيصدر عن الرئيسين من تصريحات حول كوريا الشمالية التي يبدو أنها صرفت النظر عن تهديداتها بالحرب ضد الجنوب وواشنطن، خصوصا مع تزامن هذا التغيير في موقف بيونغ يانغ مع امتعاض بكين من حليفها الشيوعي.

وعلاوة على ذلك، نظمت مظاهرات معادية للرئيس الصيني أمس في رانشو ميراج، على الرغم من توقع ارتفاع الحرارة إلى 45 مئوية في الظل. وطالبت أسر معتقلين ومدافعون عن حقوق الإنسان أوباما بحثّ بكين على إطلاق سراح 16 موقوفا. وصرح تشين غوانغتشينغ المحامي الكفيف الذي فر من الرقابة المفروضة على منزله العام الماضي، ولجأ إلى السفارة الأميركية في بكين، بأن «على الرئيس أوباما العدول عن الدبلوماسية التي تركز على المسائل التجارية لصالح دبلوماسية تقوم على حقوق الإنسان».