وزيرا العدل و«الشؤون الإسلامية» السعوديان يثمنان موقف القرضاوي من علماء المملكة

بعثا برسالتين منفصلتين حول تأييده واعتذاره

TT

بعث وزيرا العدل والشؤون الإسلامية السعوديان برسالتين منفصلتين إلى الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يثمنان فيهما موقفه حيال تغيير موقفه من حزب الله واعتذاره لعلماء السعودية بأن خالفهم سابقا بتأييد الحزب.

وحملت رسالة الشيخ محمد العيسى وزير العدل السعودي عضو هيئة كبار العلماء السعودية قوله «سرني ما عبرتم عنه في كلمتكم الضافية حول الأحداث على الأراضي السورية، وما تضمنته من مشاعر صادقة نحو إخوانكم علماء السعودية، وتلاقيكم معهم في الرؤية الشرعية والإنسانية والأخلاقية لاستنكار مسلسل الإبادة الحزبية لأبناء الشعب السوري من قبل عناصر كشفتها الأحداث ليسجل بها التاريخ في صفحاته القاتمة فصولا يندى لها الجبين انتهكت فيها الدماء والأعراض في مشاهد مروعة بنزعات طائفية ضاقت عن استيعاب رحابة الإسلام والمعاني السامية لإخوته، حتى ساء كل مخلص غيور على أمته أن تدون مآسيها على ثرى العروبة والإسلام وأمام الضمير العالمي وهو يشهد كل يوم انتهاكات صارخة لمواثيقه وأعرافه وحشده المتكرر لحفظ حقوق الإنسان دون أن يحرك لها ساكنا».

وأضاف وزير العدل السعودي «إن فيض المشاعر الإيمانية والغيرة الإسلامية والإنسانية التي أفصحتم عنها تؤكد أصالة المعدن، ورسوخ العلم، وجزالة الرأي، بكلمة حق وصدق يثبت بها الكبار في مواقف مشهودة يصدع بها أهل العلم والإيمان، لتعلن للجميع أن أمة الإسلام لا تزال بخير وهي تدخر علماء ربانيين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، مقدرين لسماحتكم تثمينكم المستمر لدور إخوانكم في المملكة العربية السعودية في الحضور الإسلامي واليقظة لمحاولات اختراق تضامن الأمة، وشق صفها، ومخالفة كلمتها من كل مدخول في منهجه ومقصده، امتدادا للدور التاريخي والاستحقاق الإسلامي الذي تضطلع به المملكة عبر تاريخ مضيء يحفل بشرف المطلب وحسن المقصد، يرعى أمانته اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي جعل من وجدانه الكبير محضنا لهموم أمته بخاصة والقضايا الإنسانية بعامة، مغلبا لغة الحكمة والحوار، متجاوزا الحسابات الضيقة إلى صيغة إسلامية عالمية، ومنطق إنساني يخاطب الوجدان بروح جامعة تبشر ولا تنفر وتجمع ولا تفرق، تسمو فوق كل هدف لا تتكامل به منظومة الأخلاق الإسلامية ومظلتها الشاملة، وأهدافها الإنسانية السامية».

من جهته أعرب الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عن شكره القرضاوي إزاء كلمته التي ألقاها حديثا وتبرأ فيها من حزب الله، وإيضاحه أنه كان يخالف علماء المملكة العربية السعودية في شأن الحزب حتى تبين له أن قولهم وقول علماء السنة هو الأنفع والأصوب والأعرف بحقائق المتربصين بأهل السنة.

وقال الوزير «إن كلمة الشيخ القرضاوي التي يثني فيها على موقف علماء المملكة العربية السعودية وعلماء أهل السنة هي عين الإنصاف والعلماء دائما أهل إنصاف وعدل، لما أخذ الله عليهم من الميثاق أن يبينوا الحق للناس ولا تأخذهم في الحق لومة لائم والواجب على علماء المسلمين من أهل السنة والجماعة جميعا أن يكونوا يدا واحدة كما أمرهم الله جل وعلا..». وأضاف أن كلمة الشيخ القرضاوي في علماء المملكة في موقفهم مما يسمى حزب الله وما فعله بأهل سوريا الشقيقة تسجل له لأن فيها توحيدا لموقف علماء أهل السنة والجماعة في المملكة وفي أقطار المسلمين جميعا مما يهدد عقيدتهم ويهدد بقاءهم في بلدانهم ويهدد الأمن الديني لأهل السنة وعدم اختراق بلدانهم أو اختزالها، وأكد الشيخ آل الشيخ أن علماء السعودية ينطلقون في مواقفهم وآرائهم وتقييمهم من حقائق وأدلة الكتاب الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أئمة أهل السنة والجماعة من الأئمة الأربعة وأتباعهم ولهم يد مشكورة في إيضاح الحق بدليله وخاصة في مسائل العقيدة وما يهدد أمن أهل السنة في بلدانهم من المذاهب والتيارات الفكرية التي تريد انتزاع هويتهم أو إحداث خلل في بلدانهم.

وقال وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد «إننا في المملكة العربية السعودية ننعم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي يحرص على نصرة المسلمين والدفاع عنهم وحماية أهل السنة والجماعة مما يهدد هويتهم وإقامة العدل ونصرة المظلوم فجزاه الله عنا وعن المسلمين أحسن الجزاء ووفقه إلى كل ما فيه عز الإسلام وصلاح المسلمين ورفع رايتهم».