مشايخ الأزهر لـ «الشرق الأوسط»: علماء السعودية فطنوا مبكرا لـ«كذب» نصر الله وحافظوا على أهل السنة والجماعة

طالبوا بفتوى موحدة من المملكة والقاهرة للتحذير من منهجه قائلين إنه يد الشيعة للبطش بالعرب

الشيخ رسمي عجلان و د.عباس شومان و د. صابر عبد الدايم و د.حسن الشافعي
TT

أشاد علماء ومشايخ من الأزهر في مصر بدور علماء المملكة العربية السعودية في مواجهة ما وصفوه بـ«المد الشيعي المنحرف» وفي الدفاع عن أهل السنة والجماعة، قائلين: «لمسنا في علماء المملكة التواضع والسهولة والحفاظ على كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم». وقالوا إن علماء المملكة فطنوا مبكرا لـ«كذبة» حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، مؤكدين: «كنا معه من قبل، لكن عندما يتدخل في سوريا ويكون ضد أهل السنة والجماعة سنقف ضده وندعوا عليه ونقول له: (أنت مد شيعي لإيران)».

وطالب علماء الأزهر بفتوى موحدة من السعودية والأزهر للتحذير من منهج «نصر الله» ومصادر تمويله، وتأكيد أنه اليد الشيعية للبطش بالعرب.

وقال الدكتور حسن الشافعي، مستشار شيخ الأزهر، إن «الأزهر يعتز بعلاقته التاريخية والعميقة مع السعودية، ويقدر المملكة ملكا وحكومة وشعبا»، مشيرا إلى أن «قوة العلاقات بين الجانبين تخدم العالم الإسلامي والدعوة الإسلامية».

من جانبه، أكد الدكتور صابر عبد الدايم، عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، أن علماء المملكة في جملتهم «يتبنون منهج أهل السنة والجماعة»، ويرجع دورهم في خدمة الدين إلى أنهم يعتمدون على الأحاديث الصحيحة سندا ومتننا، ولهم دور كبير في ذلك.

وأضاف عبد الدايم: «بعض المسلمين يرددون أنه عندما تسمع لعلماء السعودية تلمس فيهم التشدد، لكن أقول لهم عندما تجلسون معهم تجدونهم أناسا يقبلون الحوار والمناقشة، وخاصة كبار العلماء منهم»، لافتا بقوله: «لمست ذلك في علماء السعودية من قرب، ووجدتهم في غاية التواضع والسهولة والبساطة والحفاظ على كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى جانب محاربتهم للنزاعات الإسلامية والبدع التي لا تنتمي إلى العقيدة، التي هي عبادة وعمل في الأصل».

وتابع عبد الدايم: «علماء الدين والشريعة في السعودية لهم فضل كبير، و(مؤسسة الملك فهد لطباعة المصحف الشريف) و(رابطة العالم الإسلامي). وإلى جوار علماء الشريعة والدين، هناك علماء اللغة والتحقيق، وخاصة في مركز التراث الإسلامي بجامعة أم القرى»، مشيرا إلى أن علماء السعودية «حريصون على تنقية الأمة (من أي شوائب)، خاصة من محاولات التشيع».

وقال الدكتور عباس شومان، رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر، إن علماء السعودية حذروا من «المد الشيعي المنحرف» منذ فترة طويلة، وكذا حذروا من التعرض للصحابة والمقدسات الإسلامية. وأضاف أن الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يتحدث منذ سنين طويلة عن المد الشيعي. وأثنى شومان على جهود علماء السعودية في محاربة المد الشيعي بالبلاد الإسلامية مع غيرهم من العلماء.

وتابع قائلا: «حسن نصر الله كنا معه ودافعنا عنه ونصرناه على المنابر في المواجهة مع إسرائيل، ودافعنا عنه ضد الأشخاص الذين وقفوا ضده، لكن عندما يتدخل في سوريا وضد أهل السنة والجماعة، كلنا سنقف ضده وندعوا عليه، وأنه لا يختلف أحد الآن على إدانة حسن نصر الله، وأنه عدو في أفعاله بسوريا».

وكان الشيخ يوسف القرضاوي، قد طالب الحكومات العربية بالوقوف إلى جانب الشعب السوري «الذي يجاهد من أجل استرداد حقوقه التي اغتصبها حافظ الأسد الوحش المتجبر، وإن الذين يؤيدون بشار سيصب الله عليهم لعناته وغضبه وسينتقم منهم»، كما جاء على لسان الشيخ القرضاوي.

من جهته، أضاف الشيخ رسمي عجلان، عضو الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بالقاهرة، قائلا: «حاولت الكثير من الدول منازعة المملكة العربية السعودية في دفاعها عن أهل السنة والجماعة، لكنها لم تنجح، لأن السعودية فعلا من الدول المتمسكة بمذهب أهل السنة والجماعة، وحتى إن بعض البلدان التي تتطاول ويقولون إن السعودية متمسكة بالمذهب البدوي، ويتهكمون على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، نقول لهم: (هو مذهب أهل السنة والجماعة)».

وتابع موضحا أن «مذهب أهل السنة والجماعة ما هو إلا ما كان عليه النبي وأصحابه»، مشيرا إلى أن «علماء السعودية أقوياء، ويعرفون أن الدين، من غير شوائب، لا أحد يستطيع اختراقه، لذلك يبذلون كل جهدهم للقضاء على كل ما يمس أهل السنة والجماعة.. علماء المملكة يتمسكون بهذا المنهج وفي مصر أيضا، لأن قوام الدين في دين لا تخترقه الخرافات والبدع والفرق الضالة أو الفساق أو الملاحدة».

ويضيف الشيخ عجلان: «نفخر بأن علماء السعودية حقا هم صمام أمان للدين، وإن كان الدين ناصره الله سبحانه وتعالى، لكن لا بد أن يكون له رجال، وما دام له رجال لا بد أن ينصروا هذا الدين، والمولى يسبب الأسباب، فجعل رجالا من أهل السنة والجماعة للدفاع عن سنة النبي»، لافتا إلى أن «كل مكان فيه أهل السنة والجماعة أقوياء تجد علماء مثل علماء السعودية، فيهم عظمة وشموخ وكبرياء، لأنهم لا يخشون إلا الله ويتبعون منهج النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه القوة التي تقوي علماء السعودية ليست قوة سلاح، بل قوة إيمانية روحانية».

وأضاف عضو الرابطة العالمية لخريجي الأزهر: «الفخر الكبير لعلماء السعودية والأزهر الذين يدافعون عن سنة النبي»، لافتا إلى أن «المد الشيعي حاول أن يغزو المملكة العربية السعودية نفسها وحاول أن يسيطر حتى على الحرمين (النبوي والمكي)، ومعلوم أنه تم سرقة الحجر الأسود عن طريق (رجل يدعى) عين الجباني الشيعي، منذ 22 عاما، ولم يرجع إلا بعد أن قام بعض أشراف وعلماء مكة بالحرب عليه وإرجاع الحجر، الذي انكسر إلى 13 قطعة».

وتابع قائلا إن الشيعة «حاولوا قبل ذلك أن يقوموا بنشر المذهب الشيعي في المدينة المنورة، لكن أهل السنة الجماعة في السعودية دافعوا عن الحرمين ولم يسمحوا أبدا باختراق هذا المكان، وساعدت السعودية قطر والبحرين والإمارات في عدم انتشار مذهب الشيعة، وطالبت الدول الأخرى بالوقوف ضد الشيعة، وكانت دائما تساعد اليمن أيضا في هذا الأمر».

وقال عجلان إن «الشيعة لديهم خطة كبيرة لتشييع شبه الجزيرة العربية، لكن لن يستطيعوا ذلك، لأن الله جند لأهل السنة والجماعة علماء، وفي مقدمتهم علماء السعودية، رجال، وهم جنود مجهولون، للدفاع عن هذا المنهج بكل الطرق». وتابع قائلا إن «حسن نصر الله أكذوبة ضحك بها على المسلمين، فحسن نصر الله كان يبحث عن طرق للدخول في قلوب الشباب، فكان يخطب خطبا عصماء تهز قلوب الشباب حتى إن بعض العلماء افتتنوا به، وعلماء السعودية فطنوا مبكرا لهذا الرجل وقالوا عليه إنه كذبة كبيرة».

وطالب عجلان علماء المملكة وعلماء المسلمين بالوقوف في وجه ما يقوم به حسن نصر الله، وأن تصدر فتوى عامة وموحدة من السعودية والأزهر في مصر، لتحذير المسلمين من نصر الله ومنهجه ومصادر تمويله، وأنه اليد التي تريد الشيعة البطش بها ضد العرب، موجها كلامه لـ«نصر الله»: «أنت مد شيعي لإيران».

وكان الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قد أثنى خلال زيارته الأولى للسعودية في أبريل (نيسان) الماضي، على علماء المملكة، قائلا: «المملكة ومصر كانتا عبر التاريخ حصنا للأمة العربية والإسلامية، وحملا معا لواء الدعوة ونشر الإسلام في مختلف أرجاء المعمورة»، مؤكدا ضرورة التعاون والتنسيق المستمر بين العلماء في البلدين الشقيقين للتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد الدين الحنيف والذود عن حياضه والتصدي لأعدائه.

وأكد شيخ الأزهر رفض الأزهر المد الشيعي والتدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج، قائلا إن «الأزهر باعتباره القلعة الحصينة لأهل السنة، والمحافظ على ثوابت الأمة من التحريف والتغيير، فإنه لا يكل ولا يمل من تذكير ودعوة المسلمين في كل العالم الإسلامي إلى التمسك بصحيح الاعتقاد في القول والعمل، والمأثور عن أئمة أهل السنة والجماعة على مر العصور والأجيال».

وقال الدكتور حسن الشافعي، مستشار شيخ الأزهر، إنه تم الاتفاق حينها مع علماء السعودية على تقوية الموقف الإسلامي، وخاصة بين أهل السنة والجماعة، اعتمادا على الفكر الوسطي الذي يحض عليه الأزهر وعلماء السعودية، كما جرى الاتفاق على التصدي لأي محاولات تهدف إلى المساس بالمجتمعات الإسلامية السنية تحت أي شعار مخالف.

من جانبه، أوضح الشيخ إيهاب يونس، عضو الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بالقاهرة، أن علماء السعودية يمتازون بالحكمة في الدفاع عن المواقف، وأنهم تصدوا لما قاله حسن نصر الله والشيعة، وهم من المدافعين عن حوزة الدين، وأثنى على موقف الشيخ القرضاوي، الذي قال فيه إنه خدع في نصر الله، وأنه أقل نضجا من علماء المملكة الذين كانوا يدركون حقيقة هذا الرجل.

أما الدكتورة عفاف النجار، عميدة كلية الدراسات العربية والإسلامية بجامعة الأزهر، فأشادت بعلماء السعودية، قائلة: «هم تصدوا للشيعة لأنه مذهب مخالف لأهل السنة من نواح كثيرة، سواء كان في العبادات أو الأحوال الاجتماعية، أو في موقفهم من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم»، وأوضحت أن «دور علماء السعودية هام في التوعية بالمد الشيعي».