أوجلان يؤيد «حركة المقاومة».. ومصدر رسمي يحذره من «محاولة الابتزاز»

عطلة نهاية الأسبوع تدفع بمزيد من المتظاهرين إلى ساحة تقسيم

متظاهرون في جنيف لدعم الاحتجاجات في تركيا ضد رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان أمس (إ.ب.أ)
TT

استعادت ساحة تقسيم في وسط مدينة إسطنبول أمس زخم الاحتجاجات ضد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، مع بداية العطلة الأسبوعية حيث نزل عشرات آلاف إلى الشارع مطالبين برحيل أردوغان، مع تسجيل دخول زعيم تنظيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان على الخط بتأييده المظاهرات رغم عملية السلام التي يخوضها مع الحكومة التركية، محذرا من محاولة «خداعه» في إشارة اعتبرتها مصادر رسمية تركية «محاولة ابتزاز». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة لن تخضع لأي محاولة مماثلة، مؤكدة في المقابل التزامها عملية السلام مع الأكراد «طالما التزموا بها».

وفي اليوم التاسع للمظاهرات المناوئة لأردوغان وقعت اشتباكات جديدة في حي سلطان غازي في إسطنبول حيث استخدمت قوات الشرطة مجددا قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه في مواجهة المتظاهرين. وقال شهود العيان إن النقاط المحورية الأخرى للمظاهرات ضد حكومة أردوغان كانت أكثر هدوءا من الأيام السابقة.

وعادت مجموعات المتظاهرين التي تتهم أردوغان وحزبه العدالة والتنمية بتأسيس حكم إسلامي ديكتاتوري ببطء، إلى شوارع إسطنبول مع انضمام أنصار نادي كرة القدم الأكثر شعبية في إسطنبول فنربخشة إلى آلاف المعتصمين في ساحة تقسيم في يوم الاحتجاجات التاسع حيث أمضى مئات المتظاهرين ليلتهم في العراء في ساحة تقسيم في إسطنبول وفي حديقة جيزي التي اندلعت الاحتجاجات دفاعا عنها في مواجهة مشروع لإزالتها.

وأعرب زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان أمس عن تأييده المظاهرات المناهضة للحكومة، وقال في رسالة من سجنه تلاها نائب رئيس حزب السلام والديمقراطية بعد عودته من سجن إيمرالي (شمال غرب) حيث يقضي الزعيم الكردي عقوبة بالسجن مدى الحياة «أجد حركة المقاومة ذات معنى وأحييها».

ودعا أوجلان بالمقابل في هذه الرسالة المتظاهرين الذين يطالبون باستقالة رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان إلى التنبه لأي استغلال من قبل الحركات القومية التركية، موضحا «لا يجوز لأي شخص أن يكون موضع استغلال من قبل الأوساط القومية والانقلابية» مشجعا المتظاهرين على الانفتاح على القوى «الديمقراطية والثورية والوطنية والتقدمية في تركيا».

وبالنسبة لعملية السلام الجارية منذ أشهر في تركيا بين حزب العمال الكردستاني وأنقرة، اعتبر أوجلان أنه «وفى بالتزاماته (في هذه المرحلة) وأكثر من ذلك». وأضاف «آمل أن تقوم الحكومة بما يتوجب عليها بالجدية نفسها. من يعتقدون في هذه المرحلة أن بإمكانهم استعمالي وخداعي هم واهمون».

إلى ذلك، أعرب رئيس بلدية إسطنبول قادير طوباس عن استعداده للتخلي عن بعض أجزاء مشروع تعديل ساحة تقسيم الذي كان وراء اندلاع حركة الاحتجاج قبل أكثر من أسبوع ضد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وصرح توباس للصحافيين «لا نفكر إطلاقا في بناء مركز تجاري هناك ولا فندق أو مساكن»، مشيرا إلى احتمال تشييد «متحف بلدي» أو حتى «مركز عروض». وأضاف «سندرس كل هذه الأمور مع المهندسين المعماريين».

وأكد رئيس البلدية نية السلطات إعادة بناء الثكنة العثمانية السابقة التي دمرت في أربعينات القرن الماضي مكان حديقة جيزي. وأوضح أن «مشروع إعادة بناء الثكنة يندرج في إطار وعودنا الانتخابية، لقد أعطانا الشعب الإذن للقيام بذلك». وأكد «هناك بالتأكيد عيوب لكن يمكن تسوية كل هذه الأمور بالحوار».

وينص مشروع تعديل ساحة تقسيم على هدم حديقة جيزي وأشجارها الـ600 القريبة من الساحة لإعادة بناء ثكنة عسكرية فيها. وكانت السلطات التركية أشارت إلى فرضية تشييد مركز تجاري أو مساكن في الثكنة.

وفي ألمانيا، شهدت الكثير من مدن ولاية شمال الراين وستفاليا غرب ألمانيا احتجاجات نظمتها جمعيات وجماعات تركية تضامنا مع المتظاهرين في تركيا. وقالت شرطة الولاية إن الاحتجاجات والمسيرات التي شارك فيها أكثر من ألفي شخص اتسمت بالسلمية.

ونظمت جمعيتان احتجاجات بمشاركة نحو 1200 شخص في مدينة دوسلدورف كما شارك نحو 800 شخص في احتجاجات مماثلة في مدينة أوبرهاوزن وشارك عدة مئات في احتجاجات أخرى في مدينة بون. وإلى جانب المطالبة بوقف عنف الشرطة ضد المتظاهرين في تركيا، طالب المشاركون في هذه الاحتجاجات كذلك بوقف العنف في سوريا كما دعوا إلى إرسال مساعدات إنسانية إلى سوريا.