يهود أميركا يبدون توجسا من مرشحة أوباما للأمم المتحدة

بسبب تصريحات سابقة لسمانثا باور حول الدولة الفلسطينية

سمانثا باور (أ.ب)
TT

تواجه سمانثا باور، التي اختارها الرئيس الأميركي باراك أوباما لتشغل منصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، مقاومة من الجماعات المؤيدة لإسرائيل بسبب تصريحات كانت أدلت بها من قبل بشأن إسرائيل والفلسطينيين. ومع ذلك، حصلت باور على تأييد غير متوقع من جانب السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل أورين، الذي قال في مقابلة صحافية إن باور، وهي صحافية وأكاديمية طالما كتبت وتحدثت على نطاق واسع عن انتهاكات حقوق الإنسان، تتفهم بشكل عميق القضايا الأمنية لإسرائيل.

وقال أورين إن المسؤولين الإسرائيليين لا يعلقون على أي شخص يتم ترشيحه من قبل الرئيس الأميركي في انتظار موافقة الكونغرس، ولكنه قرر أن يتحدث بشكل استثنائي في هذه الحالة لإزالة أي انطباع بأن الحكومة الإسرائيلية لديها تحفظات على ذلك.

ويوم الأربعاء الماضي، نشر أورين عدة رسائل على موقع «تويتر» يرحب فيها بتعيين سوزان رايس مستشارة للأمن القومي - وهو المنصب الذي لا يتطلب موافقة من الكونغرس - وأشاد بسلفها توم دونيلون، في حين لم يتطرق للحديث عن باور. ويوم الجمعة، قال أورين إن إسرائيل: «سترحب بأي شخص يتم ترشيحه من قبل الرئاسة والموافقة عليه من قبل الكونغرس لتولي منصب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة»، ولكنه أضاف: «عملت أنا وسمانثا باور عن قرب على مدى السنوات الأربع الماضية فيما بتعلق بقضايا حيوية وهامة لأمن إسرائيل، وهي تتفهم جيدا تلك القضايا وتهتم بها بشدة».

وكانت باور قد قالت، من بين أمور أخرى، إنه يتعين على الولايات المتحدة تقديم التزامات «هائلة» لضمان قيام الدولة الفلسطينية، وهي الخطوة التي يمكن أن تعني استعداء اليهود الأميركيين، الذين وصفتهم باور بأنهم يحظون بـ«أهمية سياسية ومالية هائلة».

وقد أعرب تحالف اليهود الجمهوري والمنظمة الصهيونية الأميركية عن رفضهما لتصريحات باور. وأصدر مورتون كلاين، رئيس المنظمة الصهيونية في الولايات المتحدة، بيانا قال فيه: «يظهر تاريخ باور بكل وضوح أنها معادية لإسرائيل».

يذكر أن تشاك هيغل، كان واجه أيضا اتهامات بأنه معاد لإسرائيل عندما رشحه الرئيس أوباما ليشغل منصب وزير الدفاع. وقد دافع هيغل عن ذلك وفاز بالمنصب الرفيع بعد موافقة مجلس الشيوخ على ترشحه بفارق ضئيل للغاية.

وقال مسؤولون في البيت الأبيض إنهم لا يشعرون بالقلق إزاء صورة باور، مشيرين إلى أنها لم تكن متورطة في الجدل المثار حول الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، وإن دعوتها للتدخل العسكري في ليبيا سوف تجعلها أكثر قربا من الصقور في الكونغرس مثل السيناتور الجمهوري عن أريزونا جون ماكين، الذي قال يوم الأربعاء الماضي: «أعتقد أنها مؤهلة تأهيلا جيدا لهذا المنصب المهم». ويوم الجمعة الماضي، قال ليندسي غراهام، السيناتور الجمهوري عن ولاية ساوث كارولينا وأحد الصقور بمجلس الشيوخ، إن باور تعد «خيارا قويا» لتمثيل الولايات المتحدة في «هيئة عدائية على نحو متزايد».

وعلى الجانب الآخر، هناك الكثير من اليهود البارزين المدافعين عن باور، بمن فيهم آلن ديرشوفيتز، وهو أستاذ بكلية الحقوق بجامعة هارفارد، وجوزيف ليبرمان، وهو سيناتور سابق عن ولاية كونيتيكت.

وقال بعض القادة المؤيدين لإسرائيل إنهم يرون تصريحات باور على أنها تصريحات طائشة من جانب امرأة في مقتبل العمر في وسط أكاديمي، مشيرين إلى أن عملها في إدارة الرئيس أوباما، حيث كانت أحد كبار المديرين في مجلس الأمن القومي، كان داعما باستمرار لإسرائيل وللتحالف الأميركي - الإسرائيلي.

وحاولت باور تحسين علاقاتها بالجماعات اليهودية الأميركية، حيث التقت عام 2011 بـ40 شخصا من قيادات هذه الجماعات، وأعربت عن أسفها لبعض التصريحات التي أدلت بها ودافعت عن نفسها ضد الاتهامات الموجهة إليها بأنها معادية لإسرائيل.

وقال إبراهام فوكسمان، وهو المدير الوطني لرابطة مكافحة التشهير: «انبثقت وجهات نظرها من البيئة السياسية والثقافية التي كانت تعيش فيها آنذاك، ولكن هذا حدث في الماضي، أما الآن فقد نضجت وأنا أتطلع للعمل معها في الأمم المتحدة».

* خدمة «نيويورك تايمز»