إسلام آباد تستدعي القائم بالأعمال الأميركي غداة مقتل سبعة أشخاص في هجوم بـ«الدرون»

اجتماع أميركي ـ باكستاني ـ أفغاني لمناقشة ضبط الحدود

TT

استدعي القائم بالأعمال الأميركي في إسلام آباد أمس إلى وزارة الخارجية الباكستانية غداة هجوم لطائرة أميركية من دون طيار أسفر عن مقتل سبعة أشخاص في منطقة قبلية في شمال غربي البلاد.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية: «لقد أبلغنا القائم بالأعمال الأميركي أن الحكومة الباكستانية تدين بشدة الغارات التي تشنها طائرات من دون طيار وتعتبر انتهاكا لسيادة باكستان ووحدة أراضيها».

وإطلاق طائرة أميركية من دون طيار لصاروخ على قاعدة مفترضة لمتمردين، أول هجوم من نوعه بعد أن طلب رئيس الوزراء الجديد وقف هذه الهجمات لدى توليه مهامه الأربعاء.

واستدعي الدبلوماسي الأميركي ريتشارد هوغلاند إلى الوزارة بطلب من رئيس الوزراء.

وأضافت الوزارة أن «(الدبلوماسي الأميركي) أبلغ بأن الحكومة الباكستانية لطالما اعتبرت أن الضربات التي تنفذها الطائرات من دون طيار تأتي بنتيجة عكسية وتتسبب بخسائر مدنية ولها انعكاسات إنسانية وأخرى تتعلق بحقوق الإنسان».

وقال مسؤول أمني محلي إن صاروخين أطلقتهما أول من أمس طائرة من دون طيار أصابا منشآت في شوخيل في وزيرستان الشمالية، المنطقة القبلية في شمال غربي البلاد المعروفة بأنها معقل لطالبان ومتمردين إسلاميين آخرين مرتبطين بتنظيم القاعدة.

وأكد مسؤول آخر الغارة والخسائر التي سببتها لكنه أعلن أن هوية القتلى السبعة غير معروفة.

ومن أولويات نواز شريف إلى جانب النهوض الاقتصادي، الدفاع عن سيادة باكستان حيال الغارات التي تشنها الطائرات الأميركية من دون طيار ضد طالبان وحلفائهم في تنظيم القاعدة.

وقبل أسبوع أدان شريف بشدة غارة سابقة شنتها طائرة أميركية من دون طيار أدت قبل يومين إلى مقتل الرجل الثاني في حركة طالبان باكستان ولي الرحمن.

ومنذ أغسطس (آب) 2008 نفذت طائرات أميركية من دون طيار نحو 300 عملية قصف أسفرت عن مقتل أكثر من ألفي شخص معظمهم من المقاتلين الإسلاميين بحسب السلطات الباكستانية، في حين أشارت مصادر أخرى إلى سقوط أكثر من 3500 قتيل. وإن كانت الولايات المتحدة تؤكد أنها تصيب الأهداف بدقة، فإنها تتسبب أيضا بضحايا مدنيين وتنمي المشاعر المناهضة للأميركيين في باكستان.

وإسلام آباد منذ أكثر من 10 أعوام حليفة للأميركيين في «حربهم على الإرهاب» التي تشن في المنطقة خصوصا في أفغانستان المجاورة. لكن العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان التي تعد أساسية لتسوية النزاع في أفغانستان، صعبة.

من جهة أخرى، عقد قادة عسكريون من باكستان وأفغانستان والولايات المتحدة اجتماعا أمس في روالبندي لبحث مسألة ضبط الحدود بين باكستان وأفغانستان. وحضر الاجتماع الجنرال جوزيف إف دونفورد قائد قوات المساعدة الأمنية الدولية (إيساف)، والجنرال شير محمد كريمي رئيس الأركان العامة للجيش الأفغاني، ورئيس الأركان الباكستاني الجنرال أشفق بيرفيز كاياني، بحسب وكالة «أسوشييتد برس» الباكستانية. ووفقا لإدارة العلاقات العامة للجيش الباكستاني، ناقش القادة العسكريون الثلاثة القضايا ذات الاهتمام المشترك مع تأكيد خاص على تنسيق الإجراءات على الحدود الباكستانية الأفغانية وتطبيق إجراءات العمليات المستدامة لتحسين ضبط الحدود.

يأتي الاجتماع في الوقت الذي وصل فيه وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله بعد ظهر أمس إلى باكستان قادما من أفغانستان بعد زيارة قصيرة اجتمع خلالها مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي. وأكد الوزير الألماني خلال اجتماعه مع كرزاي على خطط بلاده الخاصة بسحب قوات الجيش من أفغانستان في موعد أقصاه نهاية العام المقبل، رغم صعوبة الوضع في البلاد.

وتشارك ألمانيا بقوة في أفغانستان قوامها أكثر من 4200 جندي وتعرض الإبقاء على 800 منها بعد انسحاب القوات الدولية في نهاية 2014، وذلك للمشاركة في تدريب قوات الأمن الأفغانية.

وتعتزم ألمانيا في فترة ما بعد الانسحاب توفير ما يصل إلى 580 مليون يورو سنويا لدعم عملية إعادة الإعمار في أفغانستان.