الأردن: عمليات «الأسد المتأهب» لا علاقة لها بتطورات المنطقة

مسؤول عسكري قال إن القوات المشاركة بما فيها الأميركية لن تبقى بعد التدريبات

جانب من المؤتمر الصحافي المشترك بين اللواء الركن عوني العدوان قائد قوات العمليات الخاصة بالجيش الأردني واللواء روبرت كاتالانوتي مدير التمرين والتدريب بالقيادة المركزية الأميركية حول عمليات «الأسد المتأهب» في عمان أمس (أ.ف.ب)
TT

أكد مسؤول عسكري أردني بارز، أمس، أن استخدام بطاريات «باتريوت» وطائرات «إف 16» المقاتلة في مناورات «الأسد المتأهب»، التي انطلقت أمس وتستمر حتى 21 يونيو (حزيران) الحالي، ليس له أي علاقة بالتطورات في المنطقة، خاصة ما يجري في الجارة الشمالية سوريا.

وقال قائد القوات المشتركة لـ«الأسد المتأهب» اللواء الركن عوني العدوان قائد قوات العمليات الخاصة في الجيش الأردني، في مؤتمر صحافي مشترك مع اللواء روبرت كاتالانوتي مدير التمرين والتدريب في القيادة المركزية الأميركية، إن استخدام هذه المعدات في المناورات، التي يشارك فيه ثمانية آلاف عسكري من 19 بلدا عربيا وأجنبيا، يأتي لغايات عسكرية بحتة، ممثلة في تحسين القدرات العسكرية للجيوش المشاركة، خاصة في جانب الدفاعات الجوية.

وأكد العدوان أن عدد المشاركين الكلي 15800 مشارك تشمل العسكريين والمؤسسات الحكومية والقطاعات المختلفة من منظمات المجتمع المدني، مشيرا إلى أن المشاركة تكون حسب كل اختصاص والنوع والقوة، وأن التدريب سيكون في وسط وجنوب المملكة، مذكرا بأن الوجود الأميركي في الأردن قبل التدريب كان 200 جندي وأن المشاركين في التدريب 4500 جندي.

وأضاف العدوان في معرض رده على سؤال حول انتقادات السفير السوري في عمان، بهجت سليمان، بخصوص استخدام بطاريات «باتريوت» في التدريبات: «نحن لم نحضر (باتريوت) من أجل الدخول في صراع مع سوريا»، مؤكدا أن الأردن له القدرة الكافية ليحمي أراضيه، برا وجوا وبحرا، ضد أي تهديد خارجي.

ونفى العدوان مشاركة قوات من المعارضة السورية في التدريبات، مؤكدا «أننا نتعامل مع جيوش نظامية، ونحن دولة تقف على الحياد».

وأوضح أن التدريبات بدأت عام 2010، في حين أن الأحداث في سوريا اندلعت عام 2011، «مما يؤكد أنها ليست لها أي علاقة بأي هدف من الأهداف في منطقة الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أنها تهدف أساسا إلى تعزيز علاقات التعاون وتبادل الخبرات بين جيوش الدول المشاركة فيها.

وفيما يتعلق بالإبقاء على بطاريات «باتريوت» وطائرت «إف 16» بعد انتهاء التدريبات، قال العدوان إن إبقاءها سيكون قرارا سياسيا من صلاحيات الحكومة الأردنية، مؤكدا أيضا أن أيا من القوات المشاركة في التدريبات لن تظل على الأراضي الأردنية، بما فيها القوات الأميركية.

وتابع أن التدريبات، التي تنظم في كل سنة، صممت بشكل يركز على العمليات غير التقليدية التي تواجه الأمن العالمي، ومنها مكافحة الإرهاب والتمرد وأمن الحدود ومقاومة عمليات التسلل ودمج أنظمة الدفاع الجوي لحماية سماء المنطقة التي تنفذ فيها التدريبات، وكذا كيفية تنفيذ العمليات الإنسانية لمواجهة التحديات الأمنية الحالية والمستقبلية، فضلا عن الإسناد الجوي القريب والاتصالات الاستراتيجية.

وتابع العدوان أن التدريبات تتضمن في جزء منها كيفية التعامل مع الضربات الكيماوية للتخفيف من آثارها على القوات العسكرية والمدنيين، نافيا أن يكون هناك أي نشاط ضمن فعالياتها على مقربة من الحدود السورية. من جهته، قال اللواء روبرت كاتالانوتي، أن تدريبات «الأسد المتأهب»، هي تدريبات متعددة الجنسيات، تؤمن التدريب على مجموعة واسعة من القطع العسكرية؛ الجوية والبرية والبحرية، من خلال دمج عمليات واسعة النطاق.

وأضاف أن «الأسد المتأهب» تعد من أبرز التدريبات العسكرية التي تنفذ مع الجانب الأردني، بمشاركة جيوش دول عربية وأجنبية، من أجل تعزيز قدراتها في التعامل مع أي طارئ في المستقبل.

وأشار إلى أن التدريبات تكتسب أهمية استراتيجية تتمثل في جلب أكبر عدد من الدول المشاركة، وأخرى عملياتية تتعلق بالمساعدة على اختبار القدرات العسكرية وأنظمة الأسلحة، وثالثة تهم الجانب التعبوي لتبادل المعلومات والخبرات وتقوية العلاقات بين أكبر عدد من الدول المشاركة.

وحول استخدام بطاريات «باتريوت» وطائرات «إف 16» لأول مرة في التدريبات، أوضح المسؤول العسكري الأميركي، أن هذه التدريبات تم التخطيط لها منذ 13 شهرا على الأقل، وأن هذه المعدات متوفرة بالعدد الكافي بما يحقق أهداف التدريبات.

كما نفى أن تكون هناك تحديات «بمعنى الكلمة» مرتبطة بالتدريبات، بقدر ما أن هناك أهدافا عسكرية، مشيرا إلى أن التدريب على التعامل مع الأسلحة الكيماوية يشكل جزءا أساسيا ضمن أي مناورات عسكرية. وقال كاتالانوتي إنه «تم اختيار الأردن لإقامة هذه التدريبات على أرضه لأنه شريك مهم بالنسبة لنا نحن الأميركيين، خاصة أن من مهام (الأسد المتأهب) تنفيذ العمليات الإنسانية». وشدد: «ليس هناك تحديات في تدريبات (الأسد المتأهب)؛ فالجيش الأردني على مستوى عال وكبير من الكفاءة»، مشيرا إلى أن التدريب على التعامل مع الأسلحة الكيماوية جزء من أي تدريب محترف، وأن استخدام طائرات «إف 16» هو لإدخال شيء جديد على تدريب «الأسد المتأهب». يذكر أن تدريبات «الأسد المتأهب» شهدت العام الماضي مشاركة 12 ألفا من عسكريين ومدنيين، من 19 دولة عربية وأجنبية.