توافق حول كوريا الشمالية والمناخ في ختام مباحثات أوباما وشي

قمة «مزرعة السراب» لم تحل الهجمات الإلكترونية

الرئيسان الأميركي باراك أوباما والصيني شي جينبينغ قبل اختتام اجتماعاتهما في منتجع صني لاند الفخم في رانشو ميراج بلوس أنجليس في ولاية كاليفورنيا أول من أمس (أ.ب)
TT

أعلن البيت الأبيض في ختام المحادثات بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والصيني شي جينبينغ، أول من أمس، أنهما اتفقا بشأن كوريا الشمالية والمناخ، وأكد أن بكين «أخذت علما» بقلق واشنطن في مجال أمن المعلوماتية.

وقال أحد مستشاري أوباما إن المحادثات بين الرئيس الأميركي ونظيره الصيني استغرقت في المجموع نحو ثماني ساعات موزعة في موقع «صني لاند» الفخم في «رانشو ميراج» ( مزرعة السراب), الواقعة على بعد 160 كلم شرق مدينة لوس أنجليس، في ولاية كاليفورنيا.

وتجدر الاشارة الى ان المزرعة كان يملكها الملياردير والإعلامي الراحل وولتر انينبيرغ، وترى واشنطن أن مدة هذه المشاورات وصيغتها بعيدا عن المراسم المعتادة، ترتدي أهمية كبيرة، بينما عبر الرئيس الأميركي ونظيره الصيني عن الأمل في أن تشكل هذه اللقاءات غير الرسمية بداية «نموذج جديد» للعلاقات الثنائية.

وتجول أوباما وشي صباح أول من أمس بلباس بسيط وفي أجواء الحر، لمدة ساعة تقريبا، يرافقهما مترجمان فقط، كما قال البيت الأبيض. وقدم أوباما للرئيس الصيني مقعدا من الخشب جلسا عليه.

أما في المضمون، فقد قال مستشار الأمن القومي توم دونيلون إن الرئيس شي «أخذ علما» بقلق الولايات المتحدة في مجال الأمن المعلوماتي بعدما أكد له أوباما أن هذه القضية «أساسية» وستشكل عقبة في طريق إقامة علاقات جيدة إذا استمرت. وتتحدث واشنطن عن هجمات معلوماتية كبيرة تهدف إلى سرقة معطيات حساسة حكومية أو مرتبطة بالأسرار الصناعية، قادمة من الأراضي الصينية. ومع نهاية القمة, قال مسؤول أميركي كبير إن «القمة ربما ما كان يجب أن تنعقد».

وأشار إلى أنه «كلما استمرت اجتماعات الثماني ساعات، توتر الوضع حول الهجمات الإلكترونية». وقال إن أوباما، خلال الاجتماع الثاني، «قدم أدلة محددة حول سرقة معلومات من شركات أميركية عن طريق شبكات تجسس صينية، وحذر من أن الاستمرار في ذلك سيعرقل العلاقات بين البلدين».

وقبيل نهاية آخر اجتماع، قال توماس دونيلون، مستشار أوباما للأمن القومي: «الأمن الإلكتروني على رأس مواضيع البحث إنه ليس موضوعا جانبيا». وأضاف: «الرئيس تحدث عن هذا الموضوع حديثا مفصلا، وقدم معلومات مكتوبة، ومدونة، وموثقة». وزاد قائلا: «قال الرئيس مباشرة للرئيس الصيني: إذا استمرت هذه السرقة والاعتداءات على الممتلكات الأميركية، فستتعرقل علاقات البلدين».

وبعد نهاية المحادثات، أعلن البيت الأبيض أن الرئيسين «اتفقا بشأن كوريا الشمالية، وقضايا المناخ والبيئة». وأضاف بيان البيت الأبيض: «اطلع الرئيس الصيني على قلق الحكومة الأميركية في مجال أمن المعلومات».

في الجانب الآخر، قال يانغ جيشي، أكبر مسؤول صيني في مجال السياسة الخارجية ومرافق للرئيس شي، إن الصين «تعارض كل أنواع الهجمات المعلوماتية». وقال لصحافيين: «الصين أيضا ضحية هجمات معلوماتية».

وقال يانغ إن الجانبين «لم يترددا في مناقشة خلافاتهما». كما كشف عن أن الرئيس الصيني طلب من الولايات المتحدة وقف بيع الأسلحة إلى تايوان، وأن الرئيس الصيني «كرر حقوق الصين في بحر الصين الجنوبي». وفي الوقت نفسه «التزم بحل سلمي لهذه المشاكل».

وحول كوريا الشمالية وبرنامجها النووي والصاروخي، قال دونيلون إن الرئيسين أوباما وشي «اتفقا بالكامل على الأهداف» في هذا الملف، وشددا على «إخلاء» شبه الجزيرة الكورية من «السلاح النووي».

وجاءت هذه التصريحات قبل ساعات من استئناف محادثات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، بعد أشهر من التوتر الشديد. وكانت الصين، الحليفة الأساسية لبيونغ يانغ، عبرت عن استيائها من كوريا الشمالية.

وأشار البيان الختامي إلى اتفاق حول «بذل جهود مشتركة لمكافحة التغير المناخي. وخصوصا باستهداف غازات المحروقات، أو الغازات الصناعية، وهي السبب الرئيسي للاحتباس الحراري».

وقبل الجلسة الأخيرة، تناول شي وأوباما الشاي بحضور زوجة الرئيس الصيني بينغ ليوان التي تتمتع بشعبية كبيرة في الصين. وأرسلت لها ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأميركي، رسالة عبرت فيها عن «أسفها» لعدم تمكنها من الحضور، وعن أملها في لقائها قريبا في البيت الأبيض.

وكانت مصادر أميركية قالت إن الرئيس أوباما تعمد ألا تحضر معه ميشيل، رغم أنه كان يعرف أن شي سيحضر زوجته، وإن أوباما تعمد ذلك ليوضح أن المحادثات «جادة وهامة».