استمرار احتجاجات تركيا.. وأردوغان يدعو مناصريه إلى «تلقينهم درسا» في الانتخابات

حزب العدالة والتنمية لا يرى داعيا لانتخابات نيابية مبكرة

TT

مضى رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، من جهة، والمتظاهرون المناوئون له، من جهة ثانية، في لعبة «عض الأصابع»، في ظل رفض أي من الطرفين التنازل أمام الآخر، مع تأكيد المتظاهرين على استمرارهم في الشارع حتى استقالة أردوغان، مقابل استبعاد الأخير أي انتخابات مبكرة أو تراجع في عملية إعادة تشكيل ميدان «تقسيم» في إسطنبول الذي كان مشروع إنشائي فيه قد فجر المظاهرات قبل نحو 10 أيام، داعيا أنصاره إلى تلقين المتظاهرين درسا في الانتخابات البلدية المقررة العام المقبل.

وقال أردوغان في خطاب نقلته قنوات التلفزيون التركية أمام الآلاف من أنصاره الذين جاءوا لتحيته في مطار أضنة (جنوب) إنه «لم يعد أمامنا سوى سبعة أشهر حتى الانتخابات المحلية. أريدكم أن تلقنوا هؤلاء درسا بالسبل الديمقراطية في صناديق الاقتراع». وأضاف أن المتظاهرين «جبناء إلى حد شتم رئيس وزراء هذا البلد»، مكررا استخدام مصطلحي «مخربين» و«فوضويين» في توصيف المتظاهرين. كما أكد أن نظامه يمثل جميع الأتراك من دون تمييز. وقال: «نحن حزب الـ76 مليون» تركي.

وفي إسطنبول وأنقرة وأضنة وأزمير تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين حتى ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية، وشهدت ساحة «تقسيم» أكبر تجمع بعد أن انضم عدد كبير من مشجعي فرق كرة القدم فناربخشة وبشيكتاش وغلطة سراي إلى الحشود في الساحة. ووقعت صدامات عنيفة مساء أول من أمس عندما تدخلت الشرطة بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لمنع 10 آلاف متظاهر تجمعوا في وسط أنقرة من التوجه إلى البرلمان. وبحسب وسائل الإعلام التركية وقعت مواجهات أيضا في أضنة (جنوب) بعد مظاهرة بين معارضي رئيس الوزراء ومناصريه. ويعد حزب العدالة والتنمية تنظيم تجمعين كبيرين السبت المقبل في أنقرة، والأحد في إسطنبول، لإطلاق حملته للانتخابات البلدية العام المقبل.

وأعرب حائز جائزة نوبل للآداب أورهان باموك عن قلقه الكبير بعد أكثر من أسبوع من تحرك احتجاجي غير مسبوق منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في 2002. وقال خلال مؤتمر صحافي في روما نقلته الصحافة التركية: «إني قلق لأنه لا تظهر في الأفق أي بوادر لحل سلمي. أتفهم غضب الناس».

من جهته، أكد نائب رئيس الوزراء التركي حسين جيليك للصحافيين إثر اجتماع في إسطنبول لقادة حزب العدالة والتنمية الحاكم أول من أمس، أن السلطات «تسيطر على الوضع». وأضاف: «نحن مستعدون لتلبية كل المطالب المنطقية والديمقراطية التي تحترم القانون. بابنا وقلوبنا مفتوحة أمام جميع من يريدون التحاور». وكرر نائب رئيس الوزراء أن حكومته تحترم أسلوب حياة كل من المواطنين الأتراك. وقال جيليك ردا على انتقادات المتظاهرين الذين يتهمون الحزب الحاكم بالسعي إلى «أسلمة» المجتمع، إن «كيفية عيش الناس وخياراتهم الشخصية ومعتقداتهم ودياناتهم محترمة كلها في نظرنا». وأضاف: «إذا كان ثمة عيوب فنحن مستعدون لتصحيحها». وردا على سؤال، استبعد جيليك سيناريو إجراء انتخابات مبكرة لحل الأزمة. وقال: «ليس هناك سبب يدعو لإجراء انتخابات مبكرة.. فالحكومة والبرلمان ومجلس الوزراء يعملون مثل الساعة».

وكان رئيس بلدية إسطنبول كادير توباس عبر عن استعداده للتخلي عن بعض أجزاء مشروع تعديل ساحة «تقسيم» الذي كان وراء اندلاع حركة الاحتجاج قبل أكثر من أسبوع. وقال توباس للصحافيين: «لا نفكر إطلاقا في بناء مركز تجاري هناك ولا فندق أو مساكن». وتحدث عن إمكانية تشييد «متحف بلدي» أو حتى «مركز عروض». وأضاف: «سندرس كل هذه الأمور مع المهندسين المعماريين».