«الحر» يطلق معركة «عاصفة حوران» في الجنوب ردا على «عاصفة الشمال»

اشتباكات عنيفة في مطار منغ.. و«النظامي» يحشد في نبل والزهراء لاستعادة ريف حلب

TT

أطلق الجيش السوري الحر، أمس، حملة «عاصفة حوران» في جنوب سوريا، بموازاة إطلاق النظام السوري حملة «عاصفة الشمال» للسيطرة على معاقل المعارضة في الشمال الذي شهد أيضا تعزيزات عسكرية لقوات المعارضة بغية صد الهجوم في حلب.

وأعلن الجيش الحر عن استعداده للقتال ضد القوات النظامية في حلب؛ إذ أكد رئيس أركانه اللواء سليم إدريس أن «الجيش الحر على أتم الاستعداد لقتال عناصر حزب الله وإيران الذين يدعمون الجيش السوري في معاركه الميدانية»، مؤكدا في تصريحات صحافية أن «الجيش الحر لن يتقهقر».

وشن الجيش الحر هجوما استباقيا للسيطرة على مطار منغ العسكري، حيث شهد محيط المطار شمال حلب، أعنف اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر، تمكنت خلالها قوات المعارضة من السيطرة على عدة مواقع في المطار، وتدمير آليات عسكرية تابعة للنظام. وقال ناشط من ريف حلب لـ«الشرق الأوسط» إن الاشتباكات «وقعت على مسافة قصيرة من المباني الإدارية في المطار التي لا تزال تسيطر عليها القوات الحكومية».

بدورها، أوضحت مصادر المعارضة السورية أنها عززت مواقعها داخل مطار منغ العسكري في حلب، مشيرة إلى أنها دمرت برج المراقبة داخل المطار ودبابتين، كما سيطرت على كمية من الأسلحة والذخائر داخل رحبة التسليح.

وتزامنت الاشتباكات مع دفع القوات النظامية مزيدا من التعزيزات إلى حلب، تحضيرا لشن هجوم واسع على المدينة وأريافها لاستعادتها، ضمن ما سمته «عاصفة الشمال». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام تحشد «الآلاف من الجنود» في منطقة حلب لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها عناصر الجيش الحر، وقطع خطوط إمدادهم من تركيا. وأشار في هذا الصدد إلى أن «العشرات من كوادر حزب الله يدربون مئات السوريين على القتال». وبث ناشطون على شبكة الإنترنت شريطا مصورا يظهر ما قالوا إنه سيطرة الجيش الحر على الرحبة في ريف حلب. وقال الناشطون في التسجيل، إن الحرائق اندلعت في المنطقة بسبب الاشتباكات.

وتتركز الاشتباكات، بحسب ناشط من حلب، في محيط قريتي نبّل والزهراء ذات الأغلبية الشيعية في المدينة. وفي حين قال ناشطون إن المعارك «محصورة في هذه المنطقة، وفي المناطق المحيطة بالمطارات العسكرية»، قالت مصادر المعارضة في الشمال لـ«الشرق الأوسط» إن القوات النظامية عززت مقاتليها في نبّل بمقاتلين أجانب، يرجح أن معظمهم تابعون لحزب الله، جرى نقلهم إلى المدينة عبر الطائرات المروحية، بسبب الحصار الذي يفرضه الجيش الحر على القريتين. وإذ أشارت المصادر إلى أن «اشتباكات متقطعة اندلعت بين الجيشين النظامي والحر في محيط قريتي نبّل والزهراء في ريف حلب»، لفتت إلى أن هذه المنطقة «قد تشهد أعنف المعارك الأسبوع المقبل، نظرا للحشود العسكرية النظامية التي يرجح أنها ستنطلق في المعركة من هاتين القريتين باتجاه القرى المحيطة فيها». وتحيط بقريتي نبل والزهراء، 21 قرية، بينها براد، تسكنها أغلبية سنية، وتسيطر عليها المعارضة. ويتهم الجيش الحر القريتين بأنهما تحولتا إلى ثكنة عسكرية للجيش النظامي، ومرابض مدفعيته التي تقصف القرى المحيطة.

وشملت المعارك أمس، بحسب ناشطين، أحياء من مدينة حلب القديمة، في حي الشيخ مقصود، وعلى مقربة من مطار النيرب الذي تحاول قوات المعارضة اقتحامه. وأفاد ناشطون أن المعركة «بدأت من جهتين تسيطر عليهما القوات النظامية، لفك الحصار عن مطار النيرب». وقال ناشطون إن العشرات من قوات النظام والمعارضة قتلوا في معركة حامية الوطيس خلال الساعات الماضية في حلب، وإن مقاتلي المعارضة عززوا دفاعاتهم على طريق خلفي يمتد جنوبا من حلب إلى قاعدة للجيش قرب بلدة السلمية. وفي جنوب سوريا، رد الجيش السوري الحر على عملية «عاصفة الشمال» بحملة عسكرية مضادة حملت اسم «عاصفة حوران»، في محاولة للسيطرة على قرى في محافظة درعا.

وقال النقيب شفيق عامر، المتحدث باسم المجلس العسكري الثوري في السويداء، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعركة بدأت في قرية إنخل»، حيث «استطاع مقاتلو الجيش السوري الحر السيطرة على القرية في هجوم مفاجئ استهدف كل حواجز القوات النظامية دفعة واحدة».