جورسال تكين: ما يحصل ثورة على الأردوغانية.. ولا حل أمامه سوى التراجع

نائب الأمين العام لحزب الشعب الجمهوري رأى في حوار لـ «الشرق الأوسط» أن تشبيه الحراك التركي بالربيع العربي يقلل من قيمته وأهميته

جورسال تكين («الشرق الأوسط»)
TT

أكد جورسال تكين، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية أنه لا حل للأزمة القائمة في بلاده إلا بتراجع رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، معتبرا في حديث مع «الشرق الأوسط» أن تصريحات أردوغان تحقن الشارع التركي.

وبعد أن هاجم ما سماه «سياسة التفرد» الأردوغانية، قال تكين إن ما يحصل هو «ثورة على العقلية الأردوغانية التي تستمد قوة استمرارها من منع كل شيء»، مشيرا إلى أن أردوغان عام 2002 قال إنه يريد ويحلم بتركيا التي لا توجد فيها قوانين تحد من حرية الفرد، ولكن لو نظرنا إلى الآن نراها تراجعت كثيرا في مجال الحقوق الفردية والديمقراطية نتيجة القوانين التي أصدرها». وفي ما يأتي نص الحوار:

* كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد في ميدان تقسيم وحديقة «جيزي»؟

- المسألة ليست كما يحاول البعض اختصارها بأنها أزمة حديقة جيزي. كما ترون الشعب التركي نزل إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد كما أن جميع بلديات إسطنبول تشهد تظاهرات على مدار اليوم ليلا ونهارا ضد سياسة نظام قمعي، وخصوصا ضد ما يقوم به أردوغان في الفترة الأخيرة من سياسة الرجل الواحد، حيث يحاول أن يسير تركيا والشعب حسبما يريد ولا يعطي أي اعتبار للشباب الذي يمارس حقه في التعبير عن رأيه بطريقة ديمقراطية. عشرات الآلاف من الشباب يعبرون جسر البسفور مشيا على الأقدام ينادون بالحرية والديمقراطية ويطالبون من جميع الأحزاب البرلمانية بأن يتدخلوا للضغط على الحكومة لممارساتها اللاديمقراطية. إننا في حزب الشعب الجمهوري لم نستطع أن نفهم حتى الآن المغزى من تعنت أردوغان مع الشعب وإرادته.

* يقال إن المعتصمين يحاولون أخذ ما جرى في ميدان التحرير في مصر، ومجموعة «احتلوا وول ستريت» قدوة لهم، كيف ترون هذا؟

- لا يمكن لنا أن نشبه ما يجري في ميدان تقسيم بما جرى في ميدان التحرير، ولا يمكن أن نصف الوضع في تركيا كالوضع في دول الشرق الأوسط، فالحراك في تونس ومصر يختلف عن تركيا التي عاشت حقبات طويلة من أجل إرساء أسس الديمقراطية منذ عدة عقود. نحن لنا في الحراك الديمقراطي تجربة طويلة، تركيا لم تكن في أزمة اقتصادية كما كانت تعيش مصر وتونس. تركيا الآن تعيش مرحلة من النمو الاقتصادي وأصبحت من الدول ذات الاقتصاد المرتفع، فتشبيه الحراك التركي بالحراك والربيع العربي يقلل من قيمة وأهمية الاعتصامات والإضرابات.

* ما الذي يحدث إذن؟

- فقط هي ثورة على العقلية الأردوغانية التي تستمد قوة استمرارها من منع كل شيء، مثل منع الكحول وتطبيق نظام التعليم 4+4 وتشبيهه معدي الدستور القديم بأنهم اثنين من المخمورين وتطاوله على المذاهب الأخرى بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وتحويل الحكم البرلماني في تركيا إلى حكم الرجل الواحد ومحاولة جمع كل الصلاحيات بيده. جميع هذه السلبيات أدت إلى انفجار الوضع في جميع أنحاء البلاد.

* وما المخرج من الأزمة؟

- كل ما يتوجب على أردوغان القيام به هو الإصغاء إلى الأصوات التي ترفع في ميدان تقسيم. وأن يلغي جميع القوانين التي أصدرها في منع كثير من الأشياء وهذه الممنوعات تعبر خرقا للحريات الفردية.

عام 2002 قال أردوغان بأنه يريد ويحلم بتركيا التي لا يوجد فيها قوانين تحد من حرية الفرد. ولهذا السبب منحه الشعب أصواته، ولكن لو نظرنا إلى الآن نراها تراجعت عن عام 2002 بكثير في مجال الحقوق الفردية والديمقراطية نتيجة القوانين التي أصدرها. نحن كحزب لم نفهم لماذا نتراجع بدلا من أن نتقدم.

* هل تعتقد بأن التظاهرات ستؤثر على السياسة التي تتبعها الحكومة التركية حيال الشرق الأوسط وخصوصا سوريا؟

- عندما ننظر إلى خريطة الشرق الأوسط نرى بجوارنا سوريا والعراق وإيران، وجميعها يوجد لنا معهم صلة قرابة بين العائلات. فبعضها (العائلات) يعيش في تركيا والآخر يعيش في سوريا أو العراق أو إيران. والتصعيد يخلق مشكلات وعداء مع هؤلاء الجيران وهذا ليس بالمعقول ولا بالمنطق. ولهذا ستجبر حكومة تركيا على تغيير سياستها العدائية التي تمارسها حيال الجيران خاصة بعد هذا الانفجار الذي عم جميع مدن تركيا.

* انخفاض البورصة والأسواق المالية الأسبوع الماضي إلى 10.1% كان سببه المظاهرات في تركيا أم تركيا تعيش بالفعل أزمة اقتصادية؟

- السبب في هذا هو تصريحات السيد أردوغان نفسه التي ترتب عليها تراجع في الأسهم مما أدى إلى انعكاسه على الاقتصاد التركي. الرجل لم يراع شعور المتظاهرين السلميين. لقد وصفهم بالزعران والصعاليك، ومن الطبيعي أن الشارع سيحتقن عندما يسمع مثل هذه الألفاظ من رئيسه. كما أن تهديده لوسائل الإعلام لكي لا تغطي الأحداث أجبر الشعب إلى النزول للشارع ليرى ما يجري. وأنا أكرر أنه يجب على أردوغان ترك العناد والانصياع لمطالب المعتصمين وإلا سيتضرر الاقتصاد التركي ومعه تركيا.