روحاني وعارف يقتربان من توحيد الصف لخوض الانتخابات

انسحاب المرشح المحافظ حداد عادل من السباق الرئاسي

مؤيدة للمرشح الإيراني المحافظ محسن رضائي خلال فعالية مؤيدة لحملته الانتخابية في طهران أمس (إ.ب.أ)
TT

أكد أكبر تركان، نائب رئيس حملة المرشح الرئاسي الإيراني الإصلاحي حسن روحاني، أمس أن لجنة استشارية شكلت لتحديد مستقبل الائتلاف بين روحاني ومحمد رضا عارف، قد توصلت إلى اتفاق ومن المتوقع الإعلان عن نتيجة قرارها في القريب العاجل. ويمثل روحاني الجناح المعتدل من المحافظين المعتدلين والإصلاحيين المعتدلين، بينما يمثل عارف الجناح الإصلاحي. وعلمت «الشرق الأوسط» أن تحالفا سياسيا يشمل إصلاحيين ومحافظين معتدلين وتكنوقراط أخذ ينضج في إيران. ومن المتوقع أن يربط التحالف بين الرئيسين السابقين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي مع سيد حسن الخميني، حفيد زعيم الثورة الإيرانية آية الله روح الله الخميني.

وأوضح تركان أنه «تم تشكيل لجنة استشارية فيها ممثلون عن المرشحين (روحاني وعارف) بالإضافة إلى ممثلين عن رفسنجاني وخاتمي وسيد حسن الخميني». ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن غلام حسين كرباسجي، وهو تكنوقراطي وإصلاحي متقدم ومرتبط برفسنجاني، قوله إنه من المتوقع أن تختار اللجنة حسن روحاني ليكون مرشح الائتلاف لخوض الانتخابات. ومن المتوقع أن يعلن رفسنجاني قرار الائتلاف في خطاب يحض جميع المؤيدين للجناح المعتدل والإصلاحي على أن يتحدوا من أجل البلاد والشعب. وحرص المحافظون والراديكاليون الذين يمثلهم محمد باقر قاليباف وعلي أكبر ولايتي وسعيد جليلي، على منع مثل هذا الائتلاف خوفا من فرص نجاحه في الانتخابات الحاسمة.

وفي مواجهة خمسة مرشحين محافظين بينهم اثنان مقربان من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي، سيكون من الصعب الوصول إلى دورة ثانية محتملة في 21 يونيو (حزيران) الحالي رغم أن المحللين يتوقعون ذلك في حال اتحاد المرشحين.

وجرى تكثيف الدعوات في الأيام الماضية من أجل تنازل أحد المرشحين للآخر. وطلبت شخصيات من التيار المعتدل من الرئيسين السابقين حسم هذا الأمر. وقال عارف: «سأخضع لقرارهم».

وخلال اليومين الماضيين، زادت الإشاعات حول إمكانية منع روحاني من خوض الانتخابات بقرار من مجلس صيانة الدستور. ولكن نفى المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور في إيران عباس علي كدخدائي ما تردد من أنباء عن اعتزام المجلس إعادة النظر في أهلية روحاني. وأعرب كدخدائي في مؤتمر صحافي أوردت تفاصيله وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء عن استهجانه لما تردد من أنباء حول اعتزام المجلس إعادة النظر في أهلية المرشح روحاني، مشددا على أن الأنباء «غير صحيحة ولا أساس لها». وأضاف أن المادة 58 من قانون الانتخابات تتيح لمجلس صيانة الدستور إعادة النظر في أهلية المرشحين للانتخابات، إلا أنه لم يطرح موضوع إعادة النظر في أهلية روحاني، وأن الأخبار الواردة لا تستند «للواقع وغير صحيحة». واعتبرت مصادر مقربة من حملة روحاني أن هذه الإشاعات ضمن تكتيكات «غير أخلاقية» للتشويش على الحملة الانتخابية، قائلة لـ«الشرق الأوسط» إن مثل هذه التصريحات هدفها منع التحالف بين عارف وروحاني.

وأفاد تركان، الذي كان وزيرا للدفاع خلال ولاية رفسنجاني الرئاسية الأولى بين عامي 1989 و1993، أن غالبية الاستطلاعات تظهر تقدم روحاني بين المرشحين.

وطرأت تغييرات أيضا على الجناح المحافظ مع إعلان غلام علي حداد عادل الانسحاب من سباق الانتخابات أمس. وقال حداد عادل في بيان تلي على التلفزيون الرسمي: «أعلن انسحابي من السباق الرئاسي لتشجيع فوز المحافظين». وأضاف: «آمل في أن يؤدي المرشحون المحافظون الآخرون واجبهم لضمان فوز المحافظين في الدورة الأولى أو إفساح المجال أمام وجود شخصيتين محافظتين في حال تنظيم دورة ثانية».

والرئيس السابق لمجلس الشورى مقرب من المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية لكنه لا يعتبر من المرشحين الأوفر حظا في الفوز.