انتخابات نينوى والأنبار: علي الحاتم أبرز الخاسرين.. والبطاط والخزعلي يدخلان على الخط

قائمة رئيس البرلمان تدعو الناخبين إلى اختيار «الشجعان أصحاب المبادئ»

TT

في أقوى تحذير يوجهه قيادي بارز في كتلة «متحدون» التي يتزعمها رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي إلى أهالي نينوى من أجل حثهم على المشاركة في الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في المحافظة ومحافظة الأنبار في العشرين من الشهر الحالي، قال الناطق باسم الكتلة ظافر العاني، إنه في حال عدم انتخاب أهالي نينوى «قائمة قوية سيسمح لعصائب أهل الحق والبطاط بدخول نينوى وقتل الساجدين والراكعين فيها».

وقال العاني في كلمة خلال تجمع انتخابي أقامه تجمع (متحدون) بزعامة رئيس البرلمان أسامة النجيفي في منطقة الغابات بمدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، إنه «لا يكفي أن تذهبوا إلى الانتخابات، فليس كافيا أن تختاروا أشخاصا بل أن تختاروا الشجعان أصحاب المواقف والمبادئ». وتابع: «أقول لكم - وهذا من وحي الأيام القلية الماضية - لا تأتوا لنا بأعضاء مجالس محافظات يتحولون إلى عالة علينا وعليكم، يبيعون محافظتكم كما يريدون أن يبيعوا المحافظات الأخرى. إياكم أن تخطئوا.. اختاروا المجربين الممتحنين المختبرين، ونينوى زاخرة بأولئك الرجال». وتابع العاني: «أنتم تتابعون الآن مفاوضاتنا لتشكيل الحكومات المحلية، ولا أريد أن أصدمكم ولكن أقول إياكم أن تحملونا هذا العبء عندما تأتون بأنصاف رجال وبأناس ليس همهم من المشروع الوطني إلا المشروع الشخصي، وليس هدفهم من التنمية إلا تنمية جيوبها». ولفت العاني إلى أن «باقي المحافظات أعينها على نينوى فلا تخذلوهم، ولا تخذلوا أولئك الذين يذهبون إلى المساجد ويصلون بأمان، لا تخذلوا أولئك الذين تتقطع قلوبهم على هويتهم كلما مروا بنقطة تفتيش ويظنونها سيطرات وهمية، لا تخذلوا جيش العاطلين الذين ينتظرون فرص العمل الذي تعطى على الاسم واللقب». وحذر العاني الحاضرين بالقول: «إن لم نستطع أن نشكل كتلة كبيرة قوية شجاعة فإن هذا الظلام سيطول، أما مللتم من هذا الظلام أما جزعت روحكم، هل هانت علينا أنفسنا إلى هذا الحد».

من جهته أكد محمد يحيى نائب محافظ نينوى ورئيس اللجنة الأمنية في المحافظة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الوضع الأمني في عموم محافظة نينوى الآن تحسن بنسبة تفوق الـ80% عما كانت عليه الأوضاع قبل شهر مثلا وهو ما يعني أن الأجواء مناسبة الآن تماما لإجراء الانتخابات في المحافظة». وأضاف أن «أجواء التنافس داخل المحافظة بين الكتل المختلفة طبيعية جدا ومن جانبنا كمحافظة قمنا بتهيئة كل الظروف التي من شأنها توفير جو آمن للانتخابات سواء على مستوى التصويت الخاص الذي يجري في السابع عشر من هذا الشهر أو الاقتراع العام في العشرين منه». ويؤكد يحيى الذي ينتمي إلى كتلة «متحدون» أن «المؤشرات العامة تشير إلى أن (متحدون) تحتل الرقم واحد في المحافظة وهي التي من المتوقع أن تحصد الأغلبية».

ومن نينوى شمال العراق (400 كم شمال بغداد) التي دخل على خط انتخاباتها واثق البطاط وقيس الخزعلي، قائدا الميليشيات الشيعية الجديدة، إلى محافظة الأنبار غربي العراق (100 كم غرب بغداد) فإن الشيخ علي الحاتم السليمان أحد مشايخ قبيلة الدليم واسعة النفوذ هناك وأحد أبرز قادة التظاهرات التي انطلقت منذ نحو ستة أشهر يعتبر الآن أحد أبرز الخاسرين بعد إلغاء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات كيانه بدعوى تحريضه (الحاتم على العنف في ساحات الاعتصام. وطبقا لما أبلغ به «الشرق الأوسط» مصدر مطلع على الحراك الجماهيري هناك أن «السبب الرئيس لإقصاء الحاتم هو أن قائمته الجبهة المستقلة وطن، تعتبر بين ثلاث أبرز قوائم متنافسة على المشهد الانتخابي في الأنبار والقائمتان الأخريان هما (متحدون) وقائمة محافظ الأنبار قاسم الفهداوي»، مشيرا إلى أن «أطرافا عشائرية داخل خيم الاعتصام شجعت الحاتم على أن يتبنى خطابا تصعيديا ولفتت انتباه جهات معينة بطريقة غير مباشرة إلى خطورة هذا الخطاب في ظل الأجواء الملتهبة بالعراق وهو ما جعل المفوضية العليا للانتخابات تصادق على إلغاء كيانه وحرمانه من الانتخابات».

وتعتبر حالة علي الحاتم هي الحالة الثانية من نوعها بعد إلغاء قائمة مشعان الجبوري في محافظة صلاح الدين عشية بدء الانتخابات في باقي محافظات العراق (باستثناء محافظات كردستان الثلاث) في العشرين من شهر أبريل (نيسان) الماضي».

من جهته أكد نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار سعدون الشعلان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «كل شيء طبيعي في الأنبار لإجراء الانتخابات ما عدا شيء واحد وهو المفوضية المحلية للانتخابات في المحافظة والتي هي من لون حزبي واحد (في إشارة إلى الحزب الإسلامي وكتلة متحدون)». وأضاف الشعلان أن «مفوضية الأنبار والتي كان يتوجب عليها تحديث سجل الناخبين لم تقم بذلك لأن تعليمات وردت إليها من الجهة الحزبية التي تتبع لها وهو أمر يجعلنا نشكك من الآن في نزاهة الانتخابات».