مفتي البقاع لـ«الشرق الأوسط»: الحكومة اللبنانية لم تدفع دولارا واحدا لمساعدة اللاجئين السوريين

تفاقم المعاناة دعا دار الفتوى لصرف 400 ألف دولار من حساب صندوق الزكاة

TT

قال الشيخ خليل محيي الدين الميس، مفتي زحلة والبقاع اللبنانية، إن حكومة بلاده لم تدفع دولارا واحدا لمساعدة النازحين السوريين الذين لجأوا للبقاع منذ اندلاع الثورة، وأرجع ذلك لسيطرة رأي التيار المؤيد للنظام السوري عليها، في إشارة ضمنية إلى حزب الله اللبناني.

وأشار الميس في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إلى أن عدد العائلات التي لجأت إلى البقاع من حمص وحماه ودمشق وضواحيها إضافة إلى درعا بلغت 50 ألف عائلة ويمكن أن يتجاوزوا عدد سكان المنطقة، مبينا أن اللبنانيين احتضنوهم منذ بداية الأزمة وبسبب ضعف الإمكانات تسكن 3 أسر في بيت واحد.

وأوضح أنه في ظل تفاقم المعاناة اضطرت دار فتوى البقاع إلى صرف 400 ألف دولار من حساب صندوق الزكاة، ووجهت تلك الأموال لقضاء حوائج اللاجئين ودفع إيجارات منازلهم، مؤكدا أن بعض العائلات تمتنع عن تدوين أسمائها في قائمة المستحقين للغذاء والعلاج خشية تسرب هوياتهم إلى النظام اعتقادا منهم أن ذلك سيؤدي لملاحقتهم في المستقبل.

وأفصح عن نية المملكة العربية السعودية إرسال مستشفى متنقل لعلاج اللاجئين السوريين في البقاع، وقد عرضت دار الفتوى من جهتها مبنى يمكن تحويله لمركز طبي يستوعب 75 سريرا في حال إكماله بالتجهيزات اللازمة من كوادر وأدوات طبية.

من جهته، أشار وسام عنوز، رئيس هيئة الإغاثة في البقاع، لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عدد اللاجئين السوريين في لبنان قارب المليون لاجئ نصفهم في البقاع وحدها، مؤكدا أن المعاناة التي يعيشونها اضطرتهم إلى اقتطاع آلاف الدولارات من موازنتي أزهر البقاع وصندوق الزكاة لسداد العجز الناتج عن عمل الإغاثة حيث لا تستطيع الجهود الحالية سد حاجة 80% من اللاجئين.

وأضاف أن هناك مأساة اجتماعية تتطلب تأمين مستلزمات العيش والغذاء والملبس والمأوى، وفي ظل القرار السياسي في لبنان الذي لا يسمح بإقامة المخيمات زادت أسعار إيجارات الشقق إلى ما يقارب الألف دولار للشقة الواحدة شهريا.

وقال: إن مفوضية الأمم المتحدة تغطي نسبة 75% من قيمة علاج اللاجئين، ويبقى هناك فارق لا بد من تأمينه يقدر شهريا بـ60 ألف دولار، مشددا على الحاجة إلى مستشفى متنقل بين القرى يشرف على الحالات المرضية. ولفت عنوز إلى أن آلاف الطلبة في الشوارع لعدم القدرة على دفع الرسوم المدرسية والأقساط إضافة إلى عدم قدرة المدارس على استيعابهم الأمر الذي يتطلب استئجار أبنية لهذا الغرض.

وذكر أن حجم دعم الحملة الوطنية السعودية لنصرة السوريين فاق ما قدمته هيئة الإغاثة الإسلامية وقد وجه دعمها إلى تأمين مواد غذائية وهي بصدد صرف إيجار بعض المنازل التي أوى إليها اللاجئين، محذرا من تزايد المعاناة مع إطلالة شهر رمضان الذي بدأت هيئة إغاثة البقاع تحضيراتها له مبكرا من خلال سعيها لتأمين ما لا يقل عن ثلاثة آلاف وجبة إفطار يوميا تبلغ كلفتها 15 ألف دولار.