«قبة حديدية رقمية» في إسرائيل لمواجهة الهجمات الإلكترونية قبل وقوعها

علماء يجرون أبحاثا بعد أن أبدت إيران وكوريا الشمالية «قدرات هائلة»

TT

كشف النقاب، في القدس الغربية، أمس، عن أن مجموعة من العلماء والخبراء الإسرائيليين من «هيئة السايبر الوطنية» وجامعة تل أبيب، بحضور علماء من عدة دول، ينكبون منذ يومين على أبحاث سرية في مقر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وذلك بهدف إطلاق مرحلة جديدة من مراحل إعداد البرامج الفنية التي تتيح مكافحة الهجمات الإلكترونية الرقمية (المعروفة باسم «حرب السايبر»). وقال نتنياهو خلال لقائه بهم، إن ما يستعدون لاختراعه هو بمثابة «قبة حديدية رقمية».

وفي الأبحاث التي جرت في المؤتمر، تم التأكيد على أن إيران وكوريا الشمالية تبديان قدرات هائلة وتقدما كبيرا ومتواصلا في هذه القدرات، يوما بعد يوم، واعتبر هؤلاء العلماء أن تلك القدرات خطر على العالم أجمع وليس فقط إسرائيل. ولذلك، رأوا أن هناك ضرورة ملحة لإيجاد سبل حماية على طريقة «القبة الحديدية»، التي تدافع وتهاجم في آن.

و«القبة الحديدية» هي منظومة صواريخ دفاعية، تحتوي على أجهزة رادار وتحليل عندما تكتشف صاروخا منطلقا باتجاه هدف في إسرائيل تقوم بتحديده، فإذا كان سيسقط في منطقة مفتوحة يتم إهماله وإذا كان موجها نحو هدف ملموس، عسكري أو مدني، تطلق المنظومة نحوه صاروخا دقيق التصويب فيفجره وهو في الجو ويمنع وصوله إلى الهدف. ووضع الخبراء الإسرائيليون أمامهم هدفا هو «صنع منظومة قبة حديدية رقمية تستطيع إحباط هجمات السايبر قبل أن تصل هدفها».

وظهر نتنياهو في المؤتمر المذكور، لدى افتتاحه أول من أمس، وحيا هيئة «السايبر» الوطنية الإسرائيلية، التي تسعى إلى إنشاء قبة حديدية رقمية للتصدي للهجمات الإلكترونية التي تستهدفها. وأشاد بحيوية هذا الاختراع اليوم مع ازدياد الهجمات الإلكترونية التي تشنها إيران وحزب الله و«حماس» ضد أهداف حيوية في إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة. وقال نتنياهو: «يشكل السايبر اليوم جزءا من جبهة الحرب. وأنا لا أتحدث عن الحرب المستقبلية بل عن الحرب التي تدور رحاها هنا والآن. ولقد تمكنا خلال الأشهر الأخيرة من تشخيص تزايد ملموس جدا في حجم الهجمات السايبرية التي تقوم بها إيران مباشرة أو من خلال أذرعها في المنطقة وبشكل خاص حزب الله وحماس». وأضاف أن الأهداف التي تتعرض لها الهجمات هي المنظومات الحيوية والاستراتيجية في إسرائيل وفي عدة دول في المنطقة، لافتا إلى أن هذا سيتواصل «طالما نتقدم في العصر الرقمي والهجمات ستتزايد كيفا وكما».

وقال نتنياهو إن إسرائيل تعد قوة متقدمة جدا في مجال السايبر، وأضاف: «هناك إشارتان لكوننا دولة رائدة في هذا المجال: لم تسمعوا عن الهجمات الكثيرة التي تشن علينا، كما أنه يتم عقد هذا المؤتمر الذي وصل إليه مندوبون من دول كثيرة ليتعلموا من الخبرة الإسرائيلية وليفحصوا فرصا للتعاون».

وكان رئيس مجلس الأمن القومي في الحكومة الإسرائيلية، الجنرال يعقوب عاميدرور، قدم تقريرا سريا إلى مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة، أول من أمس: «حول صورة الأوضاع القومية»، تطرق فيه إلى هذه القضية، وقال: إن «المخاطر التي تواجهها إسرائيل من هجمات حرب السايبر لا تقل عن المخاطر التي تتعرض لها من الجهات المعادية في المعارك التقليدية». واعترف أن الهجمات التي تتعرض لها أهداف حيوية وأمنية إسرائيلية ارتفعت بشكل غير مسبوق معلنا أن «إيران وحزب الله وحماس تقف خلف هذه الهجمات» وأن بلاده «تنسق مع الولايات المتحدة وجهات دولية لمواجهة حرب السايبر ومنع المزيد من المخاطر، خاصة ما يتعلق بأهداف أمنية إسرائيلية».

ومن جهته حذر مؤسس أول وحدة للدفاع الإلكتروني في إسرائيل ضمن عمله في جهاز الشاباك، ايرز كرينر، من خطورة الحرب القادمة على منظومات المعلومات الإسرائيلية. وقال في لقاء مع صحيفة «هآرتس» العبرية، أمس، إن: «كل حرب تتورط فيها إسرائيل مستقبلا ستشهد محاولات حثيثة من قبل العدو لمهاجمة كافة الأنظمة الحاسوبية ومنشآت البنية التحتية في إسرائيل». وأكد أن «العدو قادر على هذا خاصة أن خبرات كثيرة تراكمت لديهم ولقد شهدنا خلال السنوات الماضية ارتفاعا هائلا في عدد الهجمات الإلكترونية وإن تم غالبيتها على يد أشخاص غير مهنيين». وأضاف: «طيلة الوقت هناك محاولات لاختراق المنظومات الحاسوبية الحساسة جدا في إسرائيل بعضها يتم بهدف دراستها وفهمها والبعض الآخر بهدف شن هجمات. إنهم يتفحصوننا طيلة الوقت».