مصدر إسرائيلي: نظام الأسد نسق معنا حول معبر القنيطرة لكنه فاجأنا بإدخال دبابات

نتنياهو: «الشرق الأوسط الجديد» عاصف وقابل للانفجار

TT

في أعقاب الاتهامات التي ترددت في إسرائيل ودول الغرب التي تتهم حكومة بنيامين نتنياهو بتأييد نظام بشار الأسد في سوريا، سربت مصادر حكومية ما وصفته بأنه «حقيقة ما جرى» من تنسيق بين البلدين عند سيطرة المعارضة السورية على معبر القنيطرة الحدودي في الجولان الأسبوع الماضي. فاعترفت بوجود التنسيق، لكنها قالت إن «إسرائيل لم تعرف مسبقا بأمر دخول دبابات سوريا، ولذلك، فقد احتجت وراحت تهدد بالتدخل إذا لم تنسحب» تلك الدبابات.

وروت هذه المصادر أمس قصة هذا التنسيق في البداية للمحرر العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، ثم عممتها لبقية وسائل الإعلام، وجاء فيها أنه «على أثر سيطرة قوات المعارضة السورية على معبر القنيطرة، بادرت قوات النظام السوري بالاتصال مع الجانب الإسرائيلي بواسطة القوات متعددة الجنسيات التابعة للأمم المتحدة، وأبلغتها بأنها تنوي القيام بهجوم مضاد لتحرير المعبر وبأن هذا سيتطلب تحركات واسعة للقوات السورية في المنطقة وإدخال قوات قتالية مسلحة، بما يتعارض ونص اتفاقية فض الاشتباك الموقعة بين البلدين في سنة 1974، وأن هذا التحرك موجه فقط ضد قوات المعارضة وليس ضد إسرائيل».

وأضافت المصادر الإسرائيلية قائلة إن رد قائد قوات الجيش الإسرائيلي على البلاغ السوري «لم يتضمن اعتراضا على دخول هذه القوات»، أي أن إسرائيل وافقت على دخول السوريين رغم تعارض ذلك مع نصوص الاتفاقية. ولكن إسرائيل فوجئت بأن خمس دبابات وعدة مجنزرات رافقت مقاتلي قوات النظام، وهذا الأمر لم يكن واضحا في الطلب السوري. فاحتجت إسرائيل فورا على الأمر وبنفس القنوات (أي عبر القوات الدولية) وطالبت بإخراج الدبابات وهددت بأنها سترد على أي قذيفة تطلق من هذه الدبابات وتصل إلى المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل في الجولان حتى لو تم ذلك بالخطأ. كما توجهت وزارة الخارجية الإسرائيلية باحتجاج رسمي لدى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وطرحت الموقف نفسه.

وحسب المصدر، فإن السوريين ردوا بأنهم توجهوا بطلب لإدخال الدبابات، لكن يبدو أن قوات الأمم المتحدة تأخرت في نقل الطلب، وأكد النظام أنه يدخل هذه الدبابات والمجنزرات فقط لبضع ساعات ولن تكون موجهة نحو إسرائيل بأي شكل من الأشكال.

وفسرت المصادر الإسرائيلية هذا الموقف، بالقول: «نحن أعلنا في الماضي ونعلن اليوم أننا لسنا طرفا في الحرب الداخلية في سوريا ولا نقف مع أي طرف ولكننا لن نحتمل أن يعتدي علينا أي طرف. وهذا ما حصل أيضا في مسألة معبر القنيطرة. فإسرائيل لم تتدخل لدى سيطرة المعارضة عليه ولم تتدخل لدى سيطرة النظام ولكنها أبلغت للطرفين رسالة مفادها أن يحذر كل طرف بعدم المساس بإسرائيل»، وتابعت إن «إسرائيل تساير المعارضة أيضا في عدة مواقع، وفي الشهر الحالي دخل مسلحون من المعارضة للمنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية مرتين وهم يحملون أسلحة حديثة وخطيرة ولم تتدخل إسرائيل، ومنذ أشهر كثيرة تقدم إسرائيل خدمات طبية للجرحى السوريين التابعين بالأساس لقوات المعارضة، ولهذا الغرض أقام الجيش الإسرائيلي مستشفى ميدانيا يستقبل عشرات المصابين ويقدم لهم الإسعاف الأولي أو العلاج اللازم ويعيدهم الجيش عبر وسائله الخاصة إلى الأراضي السورية من دون أن يشعر أحد بأنهم تلقوا العلاج في إسرائيل».

تجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر عن امتعاضه من تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد التي نشرتها صحيفة «الأخبار» اللبنانية وهدد فيها بأن جيشه سيمارس المقاومة على طريقة حزب الله وأن الصواريخ التي في حوزته ليست من صنع يدوي، واعتبر نتنياهو هذا تهديدا لإسرائيل.

ورد نتنياهو أمس لدى ظهوره أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست على تصريحات الرئيس السوري، فقال: «إن الجيش الإسرائيلي جاهز وعلى أتم الاستعداد لمواجهة أي طارئ جديد وأنه سيضرب بقسوة من يهدد أمن إسرائيل أو من يمس بهذا الأمن».

وعبر نتنياهو عن قلقه من تطورات الوضع في سوريا، خصوصا إثر النجاحات التي يحققها النظام بمساعدة حزب الله، في المعارك الأخيرة، مما أثار المخاوف من أن تفتح هذه النجاحات شهية الأسد وحزب الله وإيران لفتح جبهات أخرى. وقال نتنياهو إننا «نشهد شرق أوسط جديدا، صاخبا وعاصفا وغير مستقر بل قابلا للانفجار في كل لحظة، وهذا الوصف ينطبق على الجبهة السورية بشكل خاص». وقال رئيس اللجنة (وزير الخارجية السابق)، أفيغدور ليبرمان، إن «هذه المنطقة تعتبر الأكثر التهابا في العالم وتعيش أكثر أجوائها عاصفة في العقود الأخيرة».