افتتاح أعمال منتدى غرب آسيا ـ شمال أفريقيا في الأردن

26 مليون شخص «مقتلع» حول العالم.. والأمير حسن بن طلال يدعو للتخفيف عنهم

TT

قال الأمير حسن بن طلال رئيس منتدى غرب آسيا - شمال أفريقيا إن العالم يشهد هذه الأيام المزيد من المعاناة الإنسانية بأشكالها المختلفة، من حيث الكوارث الإنسانية والطبيعية وتدمير البشرية لذاتها والذي لا يعرف حدودا.

وأكد الأمير حسن خلال افتتاحه أمس فعاليات منتدى غرب آسيا وشمال أفريقيا الخامس والذي يعقد في العاصمة الأردنية عمان تحت شعار «تحقيق الكرامة الإنسانية للمقتلعين» أهمية الحاجة إلى النظر في قضية المقتلعين بطريقة متقدمة وذلك من خلال إيجاد منهجية شاملة في البناء على القدرات المتوافرة لدى المنطقة وإيجاد الحلول المناسبة للقضايا المتعلقة بالموارد المائية والاقتصادية والمادية.

ومصطلح المقتلعين يشمل اللاجئين والنازحين داخل أوطانهم والبدون والنازحين الذين يتم اقتلاعهم عادة نتيجة فشل الحوكمة الرشيدة.

ودعا الأمير حسن في المنتدى الذي يستمر لمدة يومين ويشارك فيه أكاديميون ومفكرون وقادة مجتمع مدني إلى أهمية ربط الكرامة الإنسانية مع التنمية بهدف الوصول إلى رؤية متكاملة؛ لإعادة هيكلة النظام الاقتصادي العالمي حيث إن ثقافة الاستهلاك والثراء المالي تعني أن معاناة الإنسان يتم تجاهلها.

وزاد في هذا الإطار أن مفهوم «المقتلعين» يمتد ليشمل اللاجئين والنازحين والمشردين والبدون وغيرهم، مبينا أن جميع تلك الفئات تم خذلانها بسبب انعدام الحاكمية الرشيدة، فضلا عن كونهم ضحايا العنف والدمار.

وقال: «إنهم ليسوا مجرد مصطلح قانوني أو تصنيف لدى الأمم المتحدة، إنهم ليسوا مجرد أسماء بلا هوية.. إنهم بشر». مشيرا إلى «أهمية إيجاد صوت حقيقي ينبع من الإقليم يحدد أولوياتنا ويعزز التماسك الاجتماعي لشعوب منطقتنا بهدف صياغة المستقبل بشكل مسؤول».

ويبحث المنتدى الخيارات لسياسات عملية تضع المقتلعين في صلب سياسة التنمية، إلى جانب البحث عن نهج إقليمي جديد تجاه هذه القضية على ضوء وجود 26 مليون شخص مقتلع حول العالم، 20 مليون منهم في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا وحدها.

واعتبر رئيس مؤسسة «نيبون» اليابانية يوهي ساساكاوا إن منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا تعد منطقة مهمة للعالم، مشيرا إلى أنه ونتيجة لموجة الثورات التي اجتاحت المنطقة أدت إلى ظهور كثير من القضايا والمتمثلة بالفقر والأمن وعدم الاستقرار السياسي، مبينا في الوقت نفسه أنها تنبئ بحدوث مثل هذه القضايا.

وأشار ساساكاوا إلى أنه من خلال خبرته في العمل الإنساني والذي امتد لسنوات فقد قابل كثيرا من الناس في جميع أنحاء العالم ممن اقتلعوا من ديارهم لأسباب مثل الصراع، وتغير المناخ وانعدام الاستقرار الاقتصادي والسياسي.

واشتملت فعاليات الجلسة الافتتاحية على رسالة للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة حول الهجرة والتنمية بيتر ساذرلاند، أشار فيها إلى أن منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا لديها كثير لتسهم فيه من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، مؤكدا ضرورة إيلاء موضوع الهجرة الاهتمام المناسب، وخصوصا الجزئية المتعلقة بنوعية الهجرة.

وبحث المشاركون خلال اليوم الأول من نقاشاتهم أدوات الحماية، والمعايير والآليات، حيث تحدث المشاركون في الجلسة الأولى التي أدارها الباحث نديم شحادة من «تشاذم هاوس» وشارك فيها ممثل المفوضية العليا للاجئين في الأردن أندرو هاربر ورئيس المنتدى الإنساني هاني البنا ومدير منظمة «داريل» عبدي جاما عن أن الحماية تكمن في صميم الحفاظ على أمن وكرامة المشردين، مشيرين فيها إلى الاستراتيجيات الحالية، بما في ذلك الاستجابات الإنسانية، وأدوات للحماية، في بعض الأحيان ما تكون ضعيفة ومقيدة، الأمر الذي يؤدي إلى إطالة أمد النزوح والتشرد.

وتم التطرق في الجلسة الثانية والتي أدارها ك. إس ناثان من جامعة ماليزيا الوطنية وشارك فيها الباحث عباس شبلاق من مركز دراسات اللاجئين، جامعة أكسفورد والباحث نيكولاس فان هير، نائب مدير مركز الهجرة والسياسة والمجتمع، جامعة أكسفورد وشكرية ديني، المدير المؤسس لمركز دراسات المرأة الصومالية، حيث تركزت النقاشات على تعزيز الحقوق المدنية والاجتماعية والاقتصادية، مشيرين إلى أن الحقوق المدنية والاجتماعية والاقتصادية هي القضية المركزية في معالجة الظروف التي تؤدي إلى الاقتلاع والآثار اللاحقة لها، موضحين أن أي خلل في تلك الحقوق وانعدام المشاركة تسلب أولئك المشردين الشيء الكثير.

يشار إلى أن المنتدى يحظى بدعم سخي من مؤسسة «نيبون» اليابانية التي يرأسها يوهي ساساكاوا.