روسيا تستعد لإرسال قوات حفظ سلام بموافقة سورية ـ إسرائيلية

نائبا وزيري خارجية وداخلية إسرائيل يزوران موسكو

مرتفعات الجولان ويشقها حاجز إسرائيلي أقيم أخيرا لفصل الجانب السوري ويتوقع الانتهاء منه نهاية 2013 (أ.ف.ب)
TT

رجحت مصادر روسية احتمال مناقشة الاقتراح الذي طرحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول إرسال قوات حفظ سلام روسية إلى هضبة الجولان خلال زيارة زئيف إلكين وفاينا كيرشينباوم، نائبي وزيري الخارجية والداخلية الإسرائيليين، إلى موسكو أمس.

وقالت مصادر الخارجية الروسية إن موسكو تؤكد وجود الأساس القانوني الذي يسمح بإرسال قواتها بموافقة كل من سوريا وإسرائيل بعيدا عن التحفظات التي يعود تاريخها إلى 40 سنة مضت. وكان إلكين، الذي يقوم عمليا بمهام وزير الخارجية الإسرائيلي، أعلن في تصريحات نشرتها وكالة أنباء «إيتار تاس» الروسية أنه على استعداد للنظر في هذه المسألة في حال طرحها الجانب الروسي. وكشف أن إسرائيل أوضحت موقفها بكل وضوح خلال المكالمة الأخيرة التي جرت بين الرئيس الروسي بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وكانت مصادر الجهاز الصحافي للكرملين قالت إن الجانبين بحثا أيضا عددا من جوانب العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية على ضوء ما كانا قد توصلا إليه خلال مكالمتهما الهاتفية السابقة التي أجرياها في أعقاب قصف المقاتلات الإسرائيلية مواقع سورية على مقربة من دمشق في مطلع مايو (أيار) الماضي. ومن اللافت أن هذه المكالمة هي الأولى بعد إعلان بوتين أن بلاده قررت تجميد صفقة منظومة صواريخ «إس 300» التي سبق أن وقعت الحكومتان الروسية والسورية اتفاق بيعها إلى سوريا في عام 2007.

وكان نتنياهو أعرب عن قلق بلاده تجاه إتمام هذه الصفقة وهو ما يبدو أن موسكو قررت مراعاته على ضوء ما قاله بوتين حول حرص روسيا على الحفاظ على «توازن القوى في المنطقة»، على حد تعبيره في المؤتمر الصحافي الذي عقده في ختام أعمال قمة «روسيا - الاتحاد الأوروبي» في يكاتيرينبورغ الروسية. ونقلت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» (روسية مستقلة) عن مصدر في وزارة الدفاع قوله إن روسيا تستعد لإرسال قواتها لحفظ السلام لا سيما من بين وحدات الإنزال الجوي منذ قررت بدء تدريبات «لواء المظلات 31» على مهام حفظ السلام اعتبارا من 1 يناير (كانون الثاني) 2013 وهو اللواء صاحب الخبرات العريضة في تصفية النزاعات على خلفية تنفيذه كثيرا من مهام حفظ السلام في كوسوفو وأبخازيا إلى جانب مشاركته في الحرب مع جورجيا في أغسطس (آب) 2008 وحماية السفارة والمنشآت الروسية في قيرغيزيا إبان الاضطرابات التي عصفت بهذا البلد في صيف عام 2010. وكشفت المصادر العسكرية عن إمكانية تعزيز هذا اللواء بمروحيات قتالية من طراز «إم 24» استنادا إلى خبرات قتالية سابقة في أنغولا وسيراليون وغيرهما من البلدان والنقاط الساخنة. وأشارت إلى تكرار محاولات الفصائل المسلحة للمعارضة السورية الاستيلاء على المعبر الذي بين سوريا وإسرائيل في هضبة الجولان.