عارف ينسحب من الانتخابات الرئاسية الإيرانية

خاتمي يعود إلى صدارة المشهد السياسي

محمد رضا عارف
TT

انسحب محمد رضا عارف المرشح الرئاسي الإصلاحي من انتخابات الرابع عشر من يونيو (حزيران) استجابة لمناشدات بالوحدة بين المعسكرين الإصلاحي والمعتدل.

وفي بيانه الذي أصدره في ساعة متأخرة أول من أمس (الاثنين)، شرح عارف السبب الذي قرر من أجله الانسحاب من السباق. وأعلن عارف «تلقيت رسالة من السيد محمد خاتمي حثني فيها، (خاتمي) كقائد للمعسكر الإصلاحي، على الانسحاب للوصول إلى التوافق والوحدة».

وقال عارف إن قراره بالترشح للرئاسة من البداية كان خاضعا لقرار مشترك أقره خاتمي وأن انسحابه الآن يأتي لصالح الحركة الإصلاحية.

كما أوضح حسن رسولي المتحدث باسم حملة عارف صباح أمس أن عارف سيدعم روحاني رغم استمرار الخلافات حول موضوعات عدة، بحسب ما نقلته عنه وكالة إيرنا الإخبارية. وسواء قرر عارف دعم روحاني أو نفى أن يكون جوهر القضية هو أنه بانسحابه لن يتجزأ الصوت الإصلاحي المعتدل إلا أن ذلك سيوفر لروحاني نطاقا عريضا من الناخبين يمكن الاعتماد عليه.

وتشير التقديرات غير الرسمية إلى أن روحاني قد يحصل على 20 مليون صوت في المنافسة مع المعسكر المحافظ المتشرذم. ورغم انسحاب عادل حداد يوم الأحد لا تزال المنافسة بين محمد باقر قاليباف وعلي أكبر ولايتي وسعيد جليلي شرسة وصعبة للغاية.

عقب دعمه مير حسين موسوي أثناء وفي أعقاب انتخابات 2009 المثيرة للجدل، فقد خاتمي نفوذه السياسي، بل واجه قيودا على السفر والظهور على الساحة السياسية، حيث كان محظورا على الصحافة نشر صورته.

وقبل أيام من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم 14 يونيو، كان هناك اعتقاد في البداية أن خاتمي سوف يرشح نفسه، لكنه امتنع بحكمة عن تسجيل اسمه بين المرشحين، متوقعا أن يتم استبعاده من قبل مجلس الأوصياء. بعدها، أيد هاشمي رفسنجاني وحثه على الترشح، وهو ما كان ضد رغبته الأولية في التنحي جانبا.

لقد وجهت انتقادات لاذعة لخاتمي على صبره وسماحته ورحابة صدره من قبل كثيرين من أنصاره الذين إما فروا هاربين من البلاد أو ما زالوا محتجزين بالسجون، لكن مما لا شك فيه أنه ما زال يتمتع بقسط كبير من القبول على المستويين المحلي والدولي، مما يسمح له بإجراء أي إصلاح سلمي مدروس في إيران.

تمكن الفصيل الحاكم المحافظ من استبعاد كل من هاشمي رفسنجاني وإسفنديار رحيم مشائي، على عكس كل التوقعات، وسمح بخوض ثمانية مرشحين مختلفين معركة الانتخابات الرئاسية.

وينتمي ستة مرشحين من بينهم للتيار المحافظ أو الراديكالي، الذي كان يعرف في السابق باسم تيار المحافظين. فقط كان عارف هو من وصف نفسه بأنه ينتمي لمعسكر الإصلاحيين، فيما وصف حسن روحاني نفسه بأنه مرشح معتدل.