مفوضية الانتخابات تفتح باب الترشح لرئاسة إقليم كردستان

قيادي كردي: لم تبق أي فرصة لترشح بارزاني

TT

تضاربت التصريحات أمس بين أربيل وبغداد بشأن فتح أبواب الترشح لانتخابات رئاسة الإقليم المقرر لها يوم 21 سبتمبر (أيلول) المقبل؛ إذ أكد مدير مكتب مفوضية الانتخابات المستقلة العراقية في أربيل تأجيل العملية إلى نهاية الشهر الحالي، لكن رئيس المفوضية أكد في تصريح خص به «الشرق الأوسط» أن العملية بدأت أمس وستستمر حتى نهاية الشهر الحالي، «ولا تغيير في هذا الموعد».

ففي اتصال مع هندرين محمد صالح مدير مكتب المفوضية في أربيل أشار إلى «أن موعد فتح باب الترشح أمام المتقدمين للانتخابات الرئاسية بالإقليم تأجل إلى نهاية شهر يونيو (حزيران) بسبب بعض المشاكل الفنية، في مقدمتها عدم وصول استمارات الترشح من بغداد حتى الآن، ما يستدعي التريث في هذه العملية لحين استكمال جميع الاستعدادات والإجراءات الفنية». وبسؤاله عن قبول ترشح أول مواطن كردي، وهو كمال سيد قادر، قبل عدة أيام، قال صالح: «استمارات الترشح لم تصل بعد إلى أربيل، وبالتالي ليس هناك أي صحة لادعاءات هذا الشخص بتسجيل اسمه لخوض الانتخابات، والأمر لا يعدو أن هذا الشخص راجع قسما استحدثناه هنا بمكتب المفوضية للرد على استفسارات وأسئلة المواطنين الذين يراجعوننا للسؤال حول الشؤون المتعلقة بالترشح والانتخاب، وليس هناك أي حديث الآن عن تقدم مرشحين بطلباتهم لخوض تلك الانتخابات».

وفي اتصال مع رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات سربست مصطفى حسم هذا الموضوع بتأكيده على استمرار المفوضية بإجراءاتها لتنظيم الانتخابات بإقليم كردستان بمواعيدها المقررة، معلنا عن فتح باب الترشح أمام المواطنين بكردستان لتقديم أوراقهم اعتبارا من يوم 11-6 وإلى نهاية الشهر الجاري. وأشار رئيس المفوضية إلى أنه «كانت هناك بعض المشاكل الفنية متعلقة بهذا الجانب، لكننا نجحنا بالتغلب عليها، والاستمارات أصبحت جاهزة الآن، وسترسل إلى إقليم كردستان في غضون أسبوع بعد أن تتم ترجمتها إلى اللغة الكردية، وعلى أثر إعداد تلك الاستمارات أصدرت المفوضية قرارها بفتح أبواب الترشح، ونحن بالمفوضية ملتزمون بالجدول الزمني المعد وبالمواعيد المحددة حتى لا تتأثر عملية الانتخابات بأي طارئ أو مشكلة تعيق تنظيمها».

وبدأ الوقت يدرك المتسابقين لرئاسة الإقليم، خاصة أن الفرصة المتاحة أمام المترشحين لا تتجاوز عشرين يوما، وهذه المسألة تخص بشكل مباشر رئيس الإقليم الحالي مسعود بارزاني في حال أراد ترشيح نفسه لخوض الانتخابات الرئاسية لدورة ثالثة، فالمشكلة القانونية والدستورية ما زالت قائمة، وتسير الأمور باتجاه لا يصب في صالحه، ففي هذه الفترة القصيرة لن يستطيع بارزاني أن يطرح الدستور على الاستفتاء، وتكاد الفرص تنعدم تماما أمام أي تعديل لقانون رئاسة الإقليم بما يسمح له بالترشح لدورة ثالثة، ومن دون تقديم أوراق ترشحه لا يمكنه خوض المنافسات للمنصب، وهذا رأي أيده قيادي كردي، مشيرا إلى «أن فرص الترشح أمام بارزاني تكاد تقترب من نهايتها؛ فالدستور ما زال يواجه عقبات ولا يمكن تمريره عبر الاستفتاء بما يسمح له بالترشح للمنصب، وكذلك هناك عقبات كثيرة أمام أي تعديل لقانون رئاسة الإقليم، ولذلك أعتقد أن حزب بارزاني يبحث الآن عن البدائل الممكنة والخيارات المتاحة أمامه، فبعد انتهاء اللعب بورقة الاستفتاء، التي كانت آخر ورقة بأيديهم، استخدموها أساسا للضغط على الأطراف الأخرى لدفعها نحو عقد صفقة سياسية تسمح لبارزاني بالتمديد لسنة أو سنتين ريثما يتم التوافق على التعديلات الدستورية، لكن هذه الورقة احترقت الآن، ولم تعد هناك فرصة في ظل العشرين يوما المقبلة لاستخدام هذه الورقة للضغط على تلك الأطراف، وبذلك فإن هذا الحزب أمام ثلاثة خيارات، الأول هو البحث عن مرشح آخر من الحزب لخوض الانتخابات، والثاني ممارسة الضغط على القوى الممثلة بالبرلمان لطلب التمديد لولاية الرئيس، والثالث هو تأجيل الانتخابات الرئاسية». وأشار القيادي الكردي إلى أنه «بالنسبة للخيارات الثلاث فإن الخيار الأفضل هو ترشيح بديل عن بارزاني لخوض الانتخابات؛ لأن الخيار الثاني وهو الضغط على القوى السياسية داخل البرلمان من الصعب تحقيقه؛ لأنه حتى قانون رئاسة الإقليم سكت عن الجهة المخولة بإقرار التمديد، فلم يحدد قانون رئاسة الإقليم أي جهة بإمكانها التمديد لولاية الرئيس، وحتى الإشارة الواردة بإمكانية التمديد في الحالات الطارئة، لا يمكن التعويل عليها؛ لأنه ليس هناك أي طارئ يستدعي التمديد، والأهم في هذه النقطة هو أن أحزاب المعارضة الممثلة داخل البرلمان، وكذلك نسبة كبيرة من قواعد وقيادة الاتحاد الوطني لن ترضى بدورها عن هذا الخيار. أما الخيار الثالث وهو تأجيل الانتخابات، فهذا أيضا أمر صعب تحقيقه؛ لأنه ليس هناك أي داع لتأجيل الانتخابات الرئاسية في حين أن الانتخابات البرلمانية ستجري بموعدها المحدد».

وسألت «الشرق الأوسط» المتحدث الرسمي باسم مجلس قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني (حزب بارزاني) في السليمانية حول الحل الممكن في مثل هذه الحالة، خاصة أن الوقت يقترب من النفاد، وبارزاني لم يحسم أمره بعد، ورد عبد الوهاب علي عضو اللجنة القيادية: «أولا الرئيس بارزاني لم يحسم أمره بعد، ومسألة ترشحه عائدة له شخصيا، فهو الذي يقرر ما إذا ترشح إلى المنصب أو لم يترشح، ولكني أود أن أشير إلى موقف أبداه الرئيس بارزاني أثناء خطاباته المتعددة، بأنه يتشرف بحمل اسم وصفة البيشمركة، وأنه يعتبر هذه الصفة أكبر من جميع المناصب الرسمية».