14 قتيلا في انفجارين وسط العاصمة.. والنظام يقصف مطار منغ في حلب

زعيم حزب بريطاني «مثير للجدل» يزور دمشق في إطار «بعثة لتقصي الحقائق»

TT

قتل 14 شخصا على الأقل أمس في انفجارين «انتحاريين» قرب مركز للشرطة في دمشق، بحسب الإعلام السوري، في وقت تستمر فيه معارك عنيفة حول مطار منغ العسكري في محافظة حلب. وتزامنا مع التطورات الميدانية، قام زعيم «الحزب القومي البريطاني» الذي ينتمي لأقصى اليمين أمس بزيارة مفاجئة إلى دمشق بعد دعوة تلقاها للمشاركة في «بعثة لتقصي الحقائق» تضم عددا من السياسيين الأوروبيين.

وجاء في خبر لوكالة الأنباء السورية (سانا) أن «14 مواطنا استشهدوا وأصيب عدد آخر إثر تفجيرين إرهابيين انتحاريين وقعا صباح اليوم (أمس) في ساحة المرجة بدمشق». ونقلت عن مصدر في قيادة الشرطة قوله، إن «إرهابيين انتحاريين فجرا نفسيهما قرب قسم شرطة الانضباط»، مما أدى إلى مقتل 14 شخصا وإصابة 31 آخرين بجروح وأضرار مادية.

وقال علاء الباشا عضو المجلس السوري العسكري الأعلى في دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن «الانفجار وقع في ساحة المرجة التي تزدحم عادة بالمدنيين». واتهم الباشا «أجهزة الأمن السورية بتدبير التفجير لتأليب الرأي العام ضد المعارضة»، متسائلا: «لماذا يستهدف الجيش الحر مركز تجمع للمدنيين، وكيف يمكن أن يعبر أكثر من 35 حاجزا نظاميا تفصل بين الغوطة الشرقية ومكان الانفجار». وشدد الباشا على أن الجيش النظامي لم يتمكن من إحراز أي تقدم على جبهات الصراع في دمشق. وكشف عن وساطة يقوم بها اللواء جميل حسن رئيس إدارة المخابرات الجوية السورية مع وجهاء منطقة الغوطة الشرقية لفك الحصار عن مجمع «تاميكو» المحاصر من قبل «الجيش الحر» في ريف دمشق، وذلك مقابل إدخال كميات كبيرة من الغذاء والدواء إلى مدن وبلدات الغوطة الشرقية. وأضاف: «طلب النظام أيضا إجراء مفاوضات لتهدئة جبهة مخيم اليرموك، لكننا لن نوقف القتال على أي من الجبهات والمنطقة التي ستسقط سندخلها ونعلن تحريرها».

وكانت طائرات سورية قد قامت قبل أيام بإلقاء منشورات تدعو أهالي الغوطة الشرقية إلى الخروج بمسيرات مؤيدة والانقلاب على الجيش الحر مقابل السماح لهم بإدخال ما يحتاجونه. وجاء في تلك المنشورات: «توجه القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة التحية للشعب العربي السوري في الغوطة الشرقية وتحيي صمودكم في وجه الإرهاب الذي يمنعكم من إدخال المواد الأساسية، لا سيما الطحين والدواء وتأمل القيادة أن تعلنوا موقفكم من الإرهابيين والتكفيريين وتطردوهم من مدنكم وبلداتكم التي عاثوا فيها فسادا».

في غضون ذلك، قام زعيم «الحزب القومي البريطاني» الذي ينتمي لأقصى اليمين أمس بزيارة مفاجئة إلى دمشق بعد دعوة تلقاها للمشاركة في «بعثة لتقصي الحقائق» تضم عددا من السياسيين الأوروبيين. وتزامنت زيارة نيك جريفين مع الانفجارين اللذين وقعا بالعاصمة السورية، وكتب جريفين على حسابه في موقع «تويتر» للتدوينات القصيرة: «عدت لتوي من موقع التفجير الانتحاري الذي وقت صباح اليوم (أمس). الرائحة كانت تشبه رائحة المسلخ. قذرة. يريد هيغ تمويل هؤلاء الإرهابيين من ضرائبكم»، في إشارة إلى وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ.

وتجدر الإشارة إلى أن جريفين يعد شخصية مثيرة للجدل في بريطانيا وكثيرا ما يواجه اتهامات بالفاشية والعنصرية، وقال متحدث باسم الحزب إن جريفين تلقى دعوة من الحكومة السورية بصفته عضوا بالبرلمان الأوروبي للمشاركة في البعثة، مضيفا أن برلمانيين آخرين من البرلمان الأوروبي والبرلمانات المحلية في بلجيكا وروسيا وبولندا شاركوا في الزيارة.

ميدانيا، قصفت القوات النظامية مطار منغ العسكري بعدما حقق مقاتلو المعارضة تقدما في داخله وباتوا يسيطرون على أجزاء كبيرة منه، بحسب المرصد السوري. ويفرض مقاتلو المعارضة منذ فبراير (شباط) الماضي حصارا على هذا المطار وغيره من المطارات العسكرية في شمال سوريا، في محاولة لتحييد سلاح الطيران الذي يعد نقطة تفوق أساسية للقوات النظامية أمام ضعف مستوى تسليح المقاتلين.

وأشار المنسق الإعلامي والسياسي للجيش الحر، لؤي المقداد في اتصال مع لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «فقدان النظام السوري لسيطرته على مطار منغ دفعه لقصفه بهذه الطريقة العشوائية»، موضحا أن «القوات النظامية لم تتقدم في حلب ولن تستطيع تحقيق ذلك بسبب تحصينات المعارضة، وقصف المطار أمس يؤكد ذلك، فلو تقدموا على الأرض لما قصفوا من الجو». وتخوض القوات النظامية منذ يومين عملية عسكرية موسعة في حلب تحت عنوان «عاصفة الشمال» لاستعادة السيطرة عليها من أيدي كتائب الجيش الحر. ونشرت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام، تقريرا ذكرت فيه أن «الجيش السوري ينتشر بقوة في ريف حلب، استعدادا للمعركة داخل المدينة، وفي ضواحيها»، وذلك في إطار الحملة العسكرية ضد المعارضة.