مصادر يمنية: حملة عسكرية ضد معاقل المخربين والإرهابيين في مأرب

استعراض «القضية المأربية» في مؤتمر الحوار الوطني الشامل

TT

بدأت السلطات اليمنية، أمس، عملية عسكرية ضد من يسمون «المخربون» الذين يواصلون استهداف أبراج الكهرباء في محافظة مأرب بشرقي البلاد، في وقت طرح أبناء مأرب المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني رؤيتهم للقضية المأربية أمام المؤتمر.

وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»، إن «ألوية المنطقة العسكرية المرابطة في مأرب قصفت عددا من القرى والمناطق في منطقة وادي عبيدة بمحافظة مأرب، واستهدف القصف عناصر من تنظيم القاعدة وآخرين يسمون (المخربون) والذين تتهمهم السلطات اليمنية بالقيام بسلسلة اعتداءات بحق أبراج الكهرباء وأنابيب النفط وبصورة متواصلة»، وأكدت المصادر أن القصف أسفر عن تدمير عدد من المنازل والأوكار التي يتحصن فيها «المخربون»، لكن السلطات رسميا لم تعلن عن العملية العسكرية التي تأتي بعد أيام إلى إرسال قوات خاصة إلى محافظة مأرب لحماية المنشآت الحيوية التي تتعرض للاعتداءات.

وتؤكد المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن العملية العسكرية لن تكون شاملة «نظرا لجغرافية المنطقة وتباعد الوحدات الإدارية والقرى السكنية، إضافة إلى اختباء المطلوبين في المناطق الآهلة بالسكان»، وأشار مصدر عسكري خاص إلى أن العملية العسكرية لن تتوقف حتى قطع دابر الأعمال التخريبية التي يعاني منها كل اليمنيين، وإلى أن هناك خططا عسكرية تعد لمحاصرة «الإرهابيين والمخربين» في مأرب والمحافظات المجاورة التي بات الإرهابيون ينشطون فيها بصورة مكثفة في الآونة الأخيرة، مؤكدا استمرار استهدافهم عبر الجو وعبر العمليات البرية المحددة والدقيقة.

وخلال الساعات الـ24 الماضية تعرضت خطوط نقل الكهرباء القادمة من مأرب لثلاثة اعتداءات تخريبية، أسفرت عن خروج محطة مأرب الغازية للكهرباء عن الخدمة، بعد أيام على إصلاح الأعطاب التي طالتها إثر ستة اعتداءات تخريبية استهدفت تلك الخطوط الأسبوع الماضي، حيث تشهد المحافظة اعتداءات متواصلة على المنشآت الحيوية أثرت سلبا على الاقتصاد الوطني وعلى صورة حكومة الوفاق الوطني التي وضعت قائمة سوداء بأسماء الأشخاص المتورطين في تلك الهجمات، إضافة إلى نشاط تنظيم القاعدة المتنامي في مأرب والمحافظات المجاورة لها».

إلى ذلك، عرض أبناء مأرب المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني رؤيتهم لحل القضية المأربية أمام المؤتمر وسلمت رسميا إلى رئاسة المؤتمر، وتضمنت الرؤية، التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، تأكيد على أن مأرب هي المخزون الاقتصادي لليمن وأنه المخزون الاقتصادي الكبير الذي نقل اليمن في العصر الحديث من دولة مرتبات العاملين فيها تمنح من الآخرين إلى دولة ناهضة تنتج وتصدر الطاقة محدثة تنمية على مستوى اليمن باستثناء مأرب، وتحدثت عن تهميش المحافظة واستثنائهم من كل المناصب والتنمية المحلية ونهب ثروات المحافظة من النفط والغاز والكهرباء، وتضمن رؤية أبناء مأرب إقامة دولة اتحادية في اليمن تتكون من عدة أقاليم، وأكدوا على أن الثروات المخزنة في باطن الأرض ملك جمعي لأبناء مأرب وللآخرين نصيب من هذه الثروة يتحدد وفق شراكة حقيقية في السلطة والثروة، وأن للمناطق الأقرب إلى مكامن الثروات حقوقا تكفل لهم مواجهة الأضرار الناتجة عن عمليات التنقيب والاستخراج والتصنيع وآثارها على الصحة والبيئة.