روحاني: أولوية قصوى لتحسين العلاقات مع دول الجوار إذا انتخبت رئيسا لإيران

مرشح الرئاسة الإيرانية في حوار مع «الشرق الأوسط» يتوقع أن يحصل على دعم خامنئي في مبادراته بالسياسة الخارجية

TT

قال مرشح الانتخابات الرئاسية الإيرانية حسن روحاني إنه سيولي أولوية قصوى في حالة انتخابه رئيسا لإيران لتحسين العلاقات مع دول الجوار على جميع المستويات، وأضاف: «يمكن أن تلعب إيران والمملكة العربية السعودية دورا إيجابيا في التعامل مع القضايا الإقليمية الرئيسية مثل الأمن في الخليج الفارسي». وأكد في حوار أجرته «الشرق الأوسط» عبر أسئلة وأجوبة مكتوبة بالبريد الإلكتروني أنه لا يعتزم، في حال انتخابه، التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة أخرى. وعن البحرين قال المرشح الرئاسي: «نعتقد أن الاستقلال السياسي والوحدة الوطنية والأمن في البحرين تمثل عوامل هامة لاستقرار وأمن المنطقة». وحول البرنامج النووي الإيراني قال إنه «برنامج سلمي تماما، ولذا فإنه لا يشكل انتهاكا للقانون الدولي ولا يوجد أي جدال في ذلك. وثمة حملة ذات دوافع سياسية تهدف إلى التضليل والتشكيك في الطابع السلمي لهذا البرنامج». وإلى نص الحوار

* نظرا للمكانة المرموقة التي يحظى بها المرشد الأعلى في النظام السياسي الإيراني، كيف يتسنى لكم أن تضمنوا، في حال نجاحكم في الانتخابات الرئاسية، أن المبادرات التي ستطرحونها فيما يتعلق بالسياسة الخارجية سوف تلقى دعما من المرشد الأعلى؟

- من الناحية الدستورية، تتطلب القرارات التي يتم اتخاذها بشأن القضايا الكبرى في السياسة الخارجية الحصول على دعم من المرشد الأعلى. ويشرفني أن يكون لدي خبرة طويلة من العمل الوثيق مع المرشد الأعلى، حيث شغلت منصب مستشار الأمن القومي الإيراني خلال إدارتي خاتمي ورفسنجاني. وحتى خلال الثماني سنوات الماضية، كنت واحدا من ممثلين اثنين للمرشد الأعلى في المجلس الأعلى للأمن القومي. وفي حال انتخابي رئيسا للبلاد، أتوقع أن أحصل على نفس الدعم والثقة من المرشد الأعلى فيما يتعلق بالمبادرات والتدابير التي سأعتمد عليها في مجال السياسة الخارجية.

* إذا كانت القضية النووية الإيرانية هي قضية سياسية، فما هي التدابير السياسية التي يتعين اتخاذها حتى يتم حل هذه القضية؟ وهل تؤيدون محادثات إيران مع مجموعة الخمسة زائد واحد؟

- البرنامج النووي الإيراني هو برنامج سلمي تماما، ولذا فإنه لا يشكل انتهاكا للقانون الدولي ولا يوجد أي جدال في ذلك. وثمة حملة ذات دوافع سياسية تهدف إلى التضليل والتشكيك في الطابع السلمي لهذا البرنامج. ويتم شن هذه الحملة وتوجيهها في المقام الأول من جانب إسرائيل، من أجل تحويل الانتباه الدولي، ليس فقط عن برنامجها النووي السري والخطير، ولكن أيضا عن سياساتها وممارساتها اللاإنسانية والتي تزعزع الاستقرار في فلسطين والشرق الأوسط. ومن المؤسف أن مجلس الأمن الدولي فقد مصداقيته من خلال السماح للولايات المتحدة بفرض هذه الأجندة الإسرائيلية غير البناءة.

وفي حال انتخابي رئيسا للبلاد، سوف أعكس هذا الاتجاه من خلال استعادة الثقة الدولية وفضح الدوافع الخفية. الأسلحة النووية ليس لها دور تماما في عقيدة الأمن القومي الإيراني، وبالتالي لا يوجد لدى إيران ما تخفيه، ولكن حتى يمكن المضي قدما نحو تسوية الملف النووي الإيراني، فإننا بحاجة إلى التوصل إلى توافق وطني وتقارب وتفاهم على المستوى الدولي، ولن يتم ذلك إلا عن طريق الحوار.

يتعين على إيران التعبير عن مواقفها وسياساتها بطريقة أكثر ترابطا وإدراكا، كما يتعين على الولايات المتحدة وحلفائها التخلي عن الخداع والتضليل وخلق أعداء جدد وتصوير إيران وبرنامجها النووي السلمي على أنه يمثل تهديدا. ويمكن للمفاوضات الجادة والمتوازنة والمحددة بإطار زمني بهدف حل القضايا والشواغل المحددة بوضوح من كلا الجانبين أن تلعب دورا فعالا في حل هذه الأزمة المصطنعة. ويمكن أن تكون مجموعة الخمسة زائد واحد إحدى قنوات هذه المفاوضات، شريطة أن تكون مستعدة للعمل كوسيلة للتفاهم وتسوية تلك القضية بدلا من أن تكون مجرد أداة للتسويف والابتزاز السياسي.

* ما سياستكم تجاه الصراع السوري، وما دور إيران للتوصل إلى حل سياسي؟

- ما يحدث في سوريا هو مأساة إنسانية بكل المقاييس، وعلى الجميع أن يبذلوا قصارى جهدهم لوضع حد لهذه المهزلة. ومع ذلك، ثمة بعض الحقائق التي يجب عدم تجاهلها، فسوريا ظلت البلد الوحيد في المنطقة الذي يقاوم السياسات التوسعية والممارسات الإسرائيلية، فضلا عن أن الصراع بين الأشقاء في سوريا قد تم إشعاله من قبل بعض الحكومات في المنطقة وخارجها.

وثمة حقيقة أخرى تتمثل في أن الجماعات المتطرفة التي لديها أجندات مخيفة وتاريخ بغيض من الوحشية هيمنت للأسف على المعارضة المسلحة في سوريا. وفي رأيي فإنه حتى يتم التوصل لحل عادل يحظى بإجماع كل الأطراف، يمكن لإيران أن تلعب دور الوساطة بين الحكومة السورية والمعارضة التي تسعى جاهدة من أجل الديمقراطية والحكم الرشيد.

عام 2014 مهم للغاية، لأنه سيشهد نهاية الفترة الرئاسية للرئيس الأسد، ولذا فإن إجراء انتخابات حقيقية بعيدة عن التدخل الأجنبي والتخريب وتشكيل حكومة منتخبة يمكن أن يعيد الاستقرار والأمن إلى سوريا. يتعين علينا ألا ندع إراقة الدماء والوحشية تستمران في سوريا.

أصبحت منطقتنا مليئة بالتعصب والإرهاب، فضلا عن الصراعات الدينية والعرقية، ولا ينبغي أن تكون سوريا أرضا خصبة للإرهابيين والمتطرفين.

* ما موقفكم من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟ وما رأيكم في مبادرة السلام العربية الإسرائيلية؟

- منذ قيام الجمهورية الإسلامية، والقضية الفلسطينية تأتي على رأس أولويات سياستنا الخارجية. ولن تتأثر حساسية وأهمية هذه القضية نتيجة أي تغيير في الحكومات الإيرانية، وسوف تستمر إيران في دعم القضية الفلسطينية بكل إخلاص. وأعتقد أن الحل الوحيد والدائم للأزمة الفلسطينية هو تحقيق التطلعات الوطنية واستعادة كامل حقوق الشعب الفلسطيني، ولا يمكن لأي مبادرة لا ترقى إلى هذه المعايير الأساسية أن تنجح، وبالتالي لن ندعمها.

* قدمتم أنفسكم على أنكم مرشح معتدل، فكيف تتعاملون مع التطرف الذي اجتاح السياسة الإيرانية على مدى السنوات الثماني الماضية؟

- قدمت برنامجا مفصلا وشاملا للعمل يتم تقديمه إلى الحكومة المقبلة، إذا ما تم انتخابي رئيسا للبلاد. وقد طرحت في هذا البرنامج بعض الأفكار حول تحسين الوضع في البلاد في كافة الجوانب والمجالات. وأعتقد أن العديد من السياسات والممارسات التي تقوم بها الحكومة الحالية في حاجة إلى إعادة النظر والمراجعة من أجل أن يعيش الشعب الإيراني حياة أكثر ازدهارا وسعادة وكرامة.

كنت من أبرز المنتقدين لتلك السياسات التي أثرت سلبا على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للشعب الإيراني، سواء داخل أو خارج البلاد. وهناك أيضا بعض القوانين واللوائح التي تحتاج إلى إعادة النظر من أجل تحسين أحوال المجتمع.

وإذا ما تم انتخابي، فأعتزم تقديم التشريعات اللازمة إلى البرلمان (مجلس الشورى الإسلامي) لتحقيق هذا الهدف. إيران دولة إسلامية حديثة، ذات نظام سياسي حديث ومؤسسات متقدمة من المجتمع المدني، وهو ما لا يدع هناك مجالا لازدهار التطرف والراديكالية.

* كيف ستتعاملون مع الأطراف الإقليمية الرئيسة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية؟ وكيف ستتعاملون مع الوضع في البحرين والاتهامات الموجهة لإيران بالقيام بدور أساسي هناك؟

- سأولي أولوية قصوى لتحسين العلاقات مع دول الجوار على جميع المستويات. تشترك إيران مع خمسة عشر بلدا في حدودها البرية والبحرية، وكل هذه البلدان مهمة بالنسبة لنا، أما فيما يتعلق بسؤالك حول المملكة العربية السعودية، فأعتزم تحويل الخصومة التي تفاقمت للأسف في الفترة الأخيرة بين البلدين إلى احترام متبادل وتدابير تصب في مصلحة الطرفين والتعاون بين البلدين لتعزيز الأمن واستعادة الاستقرار في المنطقة.

يمكن أن تلعب إيران والمملكة العربية السعودية دورا إيجابيا في التعامل مع القضايا الإقليمية الرئيسة مثل الأمن في «الخليج الفارسي». ولا أعتزم، في حال انتخابي، التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة أخرى، كما لن أسمح لأي طرف أخر أن يتدخل في الشؤون الإيرانية. أما بالنسبة لمسألة البحرين فهي مهمة بالنسبة لنا، ونعتقد أن الاستقلال السياسي والوحدة الوطنية والأمن في البحرين تمثل عوامل هامة لاستقرار وأمن المنطقة. وفي هذا السياق، لا ينبغي تجاهل تطلعات الشعب البحريني للحصول على حقوقه المشروعة، كما هو الحال مع أي دولة أخرى.

وفي حال وصولي للسلطة ستكون هناك محادثات دبلوماسية وتعاون مع جميع بلدان المنطقة لإزالة أية ملابسات أو سوء فهم أو عداء. المصالح المشتركة في هذه المنطقة أكثر بكثير من نقاط الخلاف، وسوف أبحث عن القواسم المشتركة داخل منطقتنا وخارجها لتعزيز التفاهم والتعاون.

* ذكرتم أنه في حال انتخابكم سوف تحاولون إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، بما في ذلك مير حسين موسوي ومهدي كروبي اللذان وضعا تحت الإقامة الجبرية دون محاكمة أو إدانة. ما مدى إمكانية تحقيق ذلك في حال وصولكم للحكم؟

- شغلت منصب مستشار الأمن القومي الإيراني لمدة ستة عشر عاما خلال إداراتي رفسنجاني وخاتمي، ولذا فأنا أعرف كيف أتعامل مع القضايا ذات الطبيعة الحساسة. وفي حال انتخابي، سوف أبذل قصارى جهدي من أجل الإفراج عن هؤلاء الذين تم اعتقالهم في أعقاب الأحداث المؤسفة التي شهدتها إيران عام 2009. أعلم جيدا أن الصلاحيات الدستورية للرئيس في إيران لا تمتد إلى ما هو أبعد من نطاق السلطة التنفيذية للنظام، ولكني متفائل للغاية من إمكانية حشد الإجماع الوطني اللازم لتحسين الوضع الحالي لكل من موسوي وكروبي.

* ما الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين الوضع مع الولايات المتحدة؟ وهل تؤيدون إعادة العلاقات مع واشنطن؟

- تعد العلاقة بين إيران والولايات المتحدة مسألة معقدة وصعبة، فهناك تاريخ مرير بين البلدين مليء بعدم الثقة والعداء، وبات هناك جرح مزمن من الصعب علاجه، ولكنه ليس مستحيلا، شريطة وجود حسن نية واحترام متبادل بين البلدين. أعتقد أنه لا يمكن، ولا يجب، أن يستمر الوضع الراهن بين إيران والولايات المتحدة كما هو إلى الأبد. يبدو أن المتطرفين، في كلا الجانبين، عازمون على إدامة حالة العداء والكراهية بين البلدين، ولكن المنطق يقول إنه يجب أن يكون هناك تغيير في هذا الاتجاه بغية فتح صفحة جديدة في هذه العلاقة غير المستقرة لتقليل حالة العداء وعدم الثقة بين البلدين.

يمكن أن يكون هناك اختلاف في وجهات النظر حول القضايا الدولية الرئيسة، ولكن يجب أن يكون هناك علاقة طيبة بين البلدين وأن تكون هناك محاولات، في أسوأ السيناريوهات، لتقليل الخلافات من خلال الحوار الإيجابي والتفاعل على مستوى ممكن في ظل الظروف الراهنة. وبصفتي مرشحا معتدلا، فلدي خطة مرحلية لتخفيف حدة العداء لحالة من التوتر يمكن السيطرة عليها، ثم الدخول بعد ذلك في حوار بين البلدين لتحقيق انفراجة في العلاقات والوصول في النهاية إلى نقطة من الاحترام المتبادل يستحقها الشعبان في حقيقة الأمر.

* ما تقييمكم للسياسة التي تتبعها إدارة أوباما تجاه إيران؟ وهل عرض واشنطن الدخول في محادثات هو عرض صادق؟

- يجب الحكم على سياسة أوباما تجاه إيران من خلال أفعاله لا من خلال أقواله، فهو يعتمد على استراتيجية، كما أشار هو بنفسه، تقوم على التحدث بهدوء والتصرف بقسوة، والدليل على ذلك أن العقوبات التي فرضت على إيران خلال إدارة أوباما لم يسبق لها مثيل في تاريخ العلاقات الثنائية بين إيران والولايات المتحدة. إذا كان يمكن قياس الصدق وقراءة النوايا، فإن العقوبات والتهديدات اليومية هي معايير هذا القياس وهذه القراءة. في رأيي، لا يمكن أن تؤدي سياسة أوباما تجاه إيران إلى تحسين العلاقات الثنائية المتوترة طالما استمرت الولايات المتحدة في معاملتها المؤذية لإيران.

* بروفايل : حسن روحاني

* لندن- «الشرق الأوسط»: شارك حسن روحاني في العملية السياسية قبل عدة سنوات من الثورة الإيرانية. ورغم توليه الكثير من المناصب الهامة على مدى السنوات الأربع والثلاثين الماضية، فإنه يحظى بشهرة كبيرة في الأوساط الداخلية والخارجية لكونه مفاوضا «شديد الذكاء» ويشكل جزءا هاما من الفصيل البراغماتي الذي تولى السلطة في إيران خلال رئاستي هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، إضافة إلى امتلاكه القدرة على المناورة مع الإيرانيين المتشددين والسياسيين والدبلوماسيين الغربيين بطرق قد تصعب على الكثير من رجال الدين.

وكان روحاني تابعا نشطا لآية الله الخميني، وخلال السنوات التي سبقت ثورة 1979 ألقي القبض عليه عدة مرات لإلقاء خطب ضد الشاه.

وعى الرغم من رحيله عن إيران قبل عامين من الثورة، فإن نشاطه السياسي لم يتوقف حيث ألقى عدة محاضرات للطلبة الإيرانيين الذين يعيشون في الخارج. بعد انتصار الثورة الإسلامية، انتخب روحاني عضوا بالبرلمان الإيراني (المجلس)، لخمس فترات متتالية بدءا من عام 1980 وحتى 2000. وشغل الكثير من الوظائف الأخرى، بما في ذلك نائب رئيس البرلمان، ورئيس لجنة الدفاع ولجنة السياسة الخارجية.

شغل منصب عضو في مجلس الرقابة على الإذاعة في الفترة بين عامي 1980 و1983.

وخلال الحرب بين إيران والعراق، شغل روحاني الكثير من المناصب العسكرية وعين نائبا للقائد العام للقوات المسلحة عام 1988.

بعد تشكيل المجلس الأعلى للأمن القومي عام 1989. اختاره آية الله خامنئي عضوا في المجلس. ولا يزال عضوا في هذا المنصب منذ ذلك الحين. وقد كان عضوا في مجلس مصلحة تشخيص النظام منذ عام 1991. والذي اختاره لعضويته أيضا المرشد الأعلى.

وقاد حسن روحاني الجولة الأولى من المفاوضات حول القضية النووية الإيرانية في الفترة من 2003 إلى 2005، والتي اتسمت بتسريبات حول البرنامج الإيراني للطاقة النووية.

في سبتمبر (أيلول) 2004. طالب مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية برئاسة محمد البرادعي، المدير العام للمنظمة، بتقديم تقرير عن تنفيذ إيران لطلبات مجلس محافظي الوكالة الدولية التي تضمنتها الكثير من القرارات السابقة. وطالبت الوكالة إيران بتقديم تقرير كامل عن الأنشطة النووية التي لم يعلن عنها سابقا، وتعليق أنشطتها لتخصيب اليورانيوم. وكخطوة أولى، سعى روحاني وفريقه من المفاوضين لمنع إثارة مزيد من الاتهامات ضد إيران، لتجنب إحالة قضية إيران إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ولبناء الثقة الدولية في إيران، تم تعليق أجزاء معينة من أنشطتها النووية طواعية في عدة مراحل.

لكنه برغم ذلك، كانت القرارات التي اتخذها الفريق النووي الإيراني تحت قيادة روحاني، مثار انتقادات الكثير من المحافظين، أو كما يحلو لهم تلقيب أنفسهم بالأصوليين، بما في ذلك علي لاريجاني، ومحمود أحمدي نجاد ومؤيدوهم.

وبعد 16 عاما من العمل أمينا للمجلس الأعلى للأمن القومي، استقال روحاني من منصبه في أغسطس (آب) 2005، بعد انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا لإيران.

وأيد روحاني صراحة الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسة الإيرانية المثيرة للجدل عام 2009 وانتقد الحكومة لقمع المسيرات السلمية. وكتب في مقال نشر في صحيفة «مردم سالاري» (الديمقراطية) في فبراير (شباط) 2010: «من حق الناس الاحتجاج إذا ما سرقت أصواتهم، ولكن مثل هذه الاحتجاجات شيء جميل لأنه يبين أن للناس قيمة لأصواتهم».

وكتب أيضا: «الاحتجاج السياسي ليس أمرا مباحا وفقط، بل هو واجب سياسي واجتماعي يجب على الجميع القيام به»، مؤكدا أن من واجب الناس الاحتجاج ضد ما يعتبرونه سرقة لأصواتهم، وأضاف: «إذا كانوا على حق، عليك أن تقبل وجهات نظرهم، وإذا كان خطأ، يجب عليك إثبات أنهم على خطأ، لا باستخدام العنف. ولكن بعض الناس لا يبدون تسامحا تجاه الاستماع إلى وجهات نظر معارضة».

في الحادي عشر من أبريل (نيسان) 2013. أعلن روحاني نيته ترشيح نفسه للرئاسة في انتخابات عام 2013 المزمع إجراؤها في يونيو (حزيران). وقد لقيت نواياه هذه ترحيبا من قبل شخصيات أكثر اعتدالا وإصلاحية، كانوا يبحثون عن مرشح معتدل وعملي في حال فشل هاشمي رفسنجاني وخاتمي في الترشح.

وقال في تجمع انتخابي إنه سيسعى لبدء حوار بناء مع العالم. ويرى الخبراء في هذا الاقتباس إشارة واضحة إلى الدول الغربية والضغوط الإضافية التي فرضت على إيران عن طريق تمرير عدة جولات من العقوبات بسبب برنامجها النووي المشبوه.

وأشار روحاني إلى أن تحسين الاقتصاد الإيراني سيكون الهدف الرئيس لخطته قائلا: «سيكون هدفي استعادة الاقتصاد وتعزيز القيم والعلاقات مع العالم وسوف أشكل حكومة تتسم بالحصافة والأمل».

وقال: «لقد حان تشكيل حكومة تعلي من مكانة إيران الإسلامية، وتنقذ الاقتصاد، وتقيم حوار بناء مع العالم، وتعيد إحياء الأخلاق في المجتمع».

1948: ولد في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) بالقرب من مدينة سمنان.

1980: انتخب عضوا في البرلمان الإيراني.

1989: تم تعيينه عضوا في مجلس الأمن الوطني الأعلى.

1989 ـ 2005: عمل أمينا لمجلس الأمن الوطني الأعلى.

1991: عين عضوا في مجمع تشخيص مصلحة النظام.

1992: عين رئيسا لمركز الأبحاث الاستراتيجية التابع لمجمع تشخيص مصلحة النظام.

1999: انتخب عضوا في مجلس الخبراء.

1999 ـ 2000: نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني في الدورة البرلمانية الرابعة والخامسة.

2003 ـ 2005 رئيس فريق المفاوضين النوويين الإيرانيين وكبير المفاوضين مع الترويكا الأوروبية للمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا.