أردوغان يواجه «المؤامرة» الخارجية بسياسة العصا والجزرة

التقى وفدا من متظاهري حديقة جيزي يضم أكاديميين وفنانين في مقر حزبه

رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان خلال لقائه أمس 11 من المتظاهرين في مقر حزب العدالة والتنمية (إ.ب.أ)
TT

أطلق رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، آليات «مواجهة المؤامرة» على خطين متوازيين؛ الحوار مع بعض قيادات الاحتجاج الذي اندلع ضده في الأول من يونيو (حزيران) الحالي، وأوامر مشددة بإخلاء جميع ساحات البلاد من المتظاهرين، كما أكد أحد مساعدي رئيس الوزراء التركي لـ«الشرق الأوسط». وأوضح المسؤول التركي أن أردوغان سوف يلتقي الشعب يومي السبت والأحد المقبلين في أنقرة وإسطنبول على التوالي ليضعه في أجواء ما يجري، متوقعا أن يحضر اللقاءين نحو مليون شخص في إسطنبول ومئات الآلاف في أنقرة.

وقال مستشار أردوغان، طه كنتش، لـ«الشرق الأوسط»، أن «ثمة أمرا ما يحاك ضد تركيا، ونحن سنفشله». وأشار إلى أن مدير وكالة أنباء تركية أبلغ الرئيس أردوغان أن شبكات عالمية، مثل الـ«سي إن إن» وغيرها، حجزت سيارات النقل المباشر قبل أسبوع من اندلاع الاحتجاجات.

وبدوره، أكد نائب أنقرة وأحد مساعدي أردوغان البارزين، أمر الله إشلر، وجود «مؤامرة كبيرة ضد تركيا من مركز واحد هو (لوبي الربا العالمي)، ولهذه المؤامرة امتداد داخلي وخارجي، والهدف هو الرئيس أردوغان». وقال إشلر لـ«الشرق الأوسط»: «إن الرئيس أردوغان زعيم حقيقي. لقد فشلوا في إسقاطه في صناديق الاقتراع، فنزلوا إلى الشارع، لكن الآن الأمر انقلب إلى العكس، فنزلت الجماهير التركية بعشرات الآلاف لاستقباله عندما عاد من زيارته الخارجية إلى المغرب العربي». وأضاف: «الأحداث الأخيرة كانت مفيدة، لأنها ساعدتنا في أن نعرف من الصديق ومن العدو.. لقد علمنا بذلك فسجلناه. هناك غيرة كبيرة من الوضع التركي المتقدم اقتصاديا بينما تتراجع اقتصادات أوروبا والدول الغربية».

وكشف إشلر عن أن «الأوامر أعطيت لوزير الداخلية بإخلاء جميع الساحات، ولن يتم التهاون بعد الآن مع المخربين ومثيري الشغب». وقال: «الشرطة التركية كانت متسامحة إلى حد بعيد، وهو تسامح لا نراه، لا في الولايات المتحدة ولا في أوروبا. لقد تم الاعتداء على الشرطة، وقتل شرطي، وأحرقت أكثر من 30 سيارة للشرطة، وهذا لم يعد تعبيرا عن الرأي، بل هو عصيان وتمرد».

والتقى أردوغان أمس وفدا من 11 فردا من متظاهري حديقة جيزي، يضم طلبة وأكاديميين وفنانين في مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يترأسه، ليكون الاجتماع بمثابة محادثات غير رسمية، للحصول على معلومات مباشرة عن أحداث حديقة جيزي. حضر الاجتماع وزير الداخلية معمر جولر، ووزير البيئة أردوغام بيراكتار، ووزير الثقافة والسياحة عمر تشيليك.

ودعا الرئيس التركي عبد الله غل، أمس، إلى الحوار مع المتظاهرين، لكنه قال إن من خرجوا إلى الشوارع في احتجاجات عنيفة مسألة أخرى. وقال للصحافيين خلال زيارة لمدينة ريز المطلة على البحر الأسود: «إذا كانت لدى الناس اعتراضات.. فلنبدأ حوارا مع هؤلاء الناس. لا شك في أن سماع ما يقولونه واجبنا». وأضاف: «من يلجأون إلى العنف مسألة مختلفة، ويجب أن نحددهم، يجب ألا نعطي العنف فرصة.. لن يسمح بهذا في نيويورك، ولن يسمح بهذا في برلين».

إلى ذلك، أظهرت نتائج استطلاع للرأي، نشرت أمس، أن نحو ربع الأتراك يؤيدون الاحتجاجات المناوئة للحكومة، بينما يرفضها أكثر من النصف. وقالت نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد أنديار التركي للأبحاث الاجتماعية، أن 3.‏24% من المستطلع آراؤهم أجابوا بـ«نعم» على سؤال: «هل تؤيد الحركات (الاحتجاجية) في حديقة جيزي؟». في المقابل، أجاب 5.‏52% بـ«لا»، بينما أبدى 5.‏7% فقط من الأتراك تأييدهم لاستمرار هذه الاحتجاجات.

وقال 6.‏49% من المستطلع آراؤهم، إنهم سيصوتون لصالح حزب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان (العدالة والتنمية) إذا أجريت الانتخابات البرلمانية يوم الأحد المقبل، مقابل 3.‏23% فقط أبدوا تأييدهم لحزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض الذي يقف وراء الاحتجاجات الراهنة، بينما حصل حزب «الحركة القومية» على 9.‏15%. وقال معدو الدراسة إن الاستطلاع أجري في الفترة بين الخامس حتى العاشر من يونيو الحالي وشمل 21 مدينة ودائرة محلية، وبلغ عدد المستطلع آراؤهم 3643 شخصا.