متظاهرو «تقسيم» يشكون «عنف الشرطة»

محتجة: أردوغان يمنعنا من حرية التعبير كما كان العسكر يمنعونها

TT

أفرزت ساحة «تقسيم» قياداتها الخاصة المعارضة لرئيس الحكومة رجب طيب أردوغان. فالساحة، وإن تشكلت من يساريين وقوميين، كما يظهر لمن يزورها، فإن قيادات أحزاب المعارضة فشلت في اختراقها وتطويعها لمصلحتها.

يجتمع في ساحة تقسيم، يساريون وقوميون متطرفون وأكراد وعلويون لا يجمعهم سوى خصومتهم لأردوغان، والذين يتبارون في وصفه بـ«المتسلط» و«السلطان» والديكتاتور وغيرها من الألفاظ التي تدل على شخصية «عنيدة لا تقبل النقاش فيما تعتقده صوابا»، كما يقول أحد مؤيدي أردوغان دفاعا عنه. أما خصومه فيتهمونه بمحاولة «أسلمة تركيا»، وآخرون يتهمونه بالسعي إلى تغيير وجهها الديمقراطي واستبدال ديكتاتورية «الفرد» به. ويدرك هؤلاء أنهم ليسوا أكثرية، فتركيا التي تعد 73 مليون نسمة هي في غالبيتها من التيار الإسلامي المحافظ، ولهذا يسعون إلى «الاقتراع بالأقدام» بعد أن يئسوا من التغيير في صناديق الاقتراع. هذه القناعة تجدها لدى الكثير من المتظاهرين الذين يكتفون بالجواب عن السؤال عن سبب نزولهم إلى الشارع بدلا من انتظار صناديق الاقتراع. تقول فاطمة ديمرللي إن صوتها «لم يعد يقم ولا يؤخر.. إنهم أكثر، لكن الأكثرية يجب ألا تفرض أسلوب حياتها على الأقلية». وتضيف: «نحن في بلد ديمقراطي، لقد تعبنا من أجل حرية الرأي والمعتقد وها هم يستهدفونها». وتشير فاطمة البالغة من العمر 32 سنة إلى أن ما يقوم به رئيس الحكومة «هو نفسه ما كان يمارس ضدهم في السابق من قبل العسكر.. لقد حرموا من التعبير عن معتقداتهم وقاوموا، وها هم يحاولون أن يمنعونا من العيش كما نريد، ولهذا نقاوم».

ويتداول المتظاهرون الكثير من الحكايات، حول عنف الشرطة ضد المتظاهرين، مؤكدين أن هؤلاء كانت لديهم «أوامر بالقتل». يقول علي غولبك (24 سنة) إنه لم يكن يتوقع أن يتم التعامل مع المظاهرات السلمية بهذا الشكل، مشيرا إلى أن الكثير من زملائه أصيبوا بكسور نتيجة الضرب بالهراوات، بينما نجا هو بكدمات على الأضلاع ورضة قوية على اليد وكدمة خفيفة على الجبين نتيجة عصا شرطي كانت متوجهة إلى رأسه، لكنه حماها بيده.

ويشير علي الذي كان يتحدث أمس في منطقة باي أوغلو بعدما طردتهم الشرطة من ميدان تقسيم إلى أنه نجا من الموت، أو على الأقل من الإصابة البالغة، نتيجة تعبيره سلميا عن رفضه ما تقوم به حكومة أردوغان. ويضيف: «لن أنسى ما حييت التعابير على وجه الشرطي الذي كان يضربني.. إنه شيء مرعب، كانت لديه نظرة حيوان قاتل يهم بقتل فريسته.. إنه شيء بشع بشع».

زميله، كنان، كان على بعد أمتار منه. نجا من الضرب، لكنه لم ينج من رائحة الغاز المسيل للدموع.