«الحر» يقصف معاقل حزب الله في حلب.. وأنباء متضاربة عن تقدم «النظامي» في حمص

المرصد السوري: مقتل 60 مقاتلا شيعيا في دير الزور

عائلة تنزح من مدينة الرستن وسط سوريا أمس (أ ف ب)
TT

تضاربت الأنباء أمس حول تقدم القوات النظامية في مدينة حمص (وسط سوريا)؛ إذ أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان «سيطرة النظام على أجزاء واسعة من حي وادي السايح في حمص»، فيما قال خالد بكار، المنسق العام لكتائب وألوية سيوف الحق التابعة للمجلس العسكري في حمص، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مقاتلي الجيش الحر قد انسحبوا من موقعين لا أهمية لهما.. الأمر الذي اعتبرته بعض وسائل الإعلام تقدما للقوات النظامية».

وأشار إلى أن «النظام يخوض حربا إعلامية ضد المعارضة، والحديث عن تقدم باتجاه حمص بعد سقوط القصير هو من دون معنى؛ لأننا نسيطر على 80 في المائة من المدينة»، تزامنا مع إشارة شبكة «سوريا مباشر» المعارضة إلى «اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وقوات النظام في حي الخالدية».

وذكر المرصد السوري أن «القوات النظامية كانت موجودة في حي السايح خلال الفترة الماضية، لكنها لم تكن قادرة على التقدم بسبب وجود قناصة من المقاتلين المعارضين»، مشيرا إلى أن «الحي يفصل بين حيي الخالدية وحمص القديمة، وهما معقلان للمعارضة يحاصرهما النظام منذ أكثر من عام». وأوضح بكار أن «القوات النظامية حاولت مرارا اختراق الأحياء التي تتحصن فيها المعارضة ومنها حي السايح، لكنها فشلت بسبب تحصينات الجيش الحر، وهذا ما حصل أمس».

وتأتي الأنباء عن تقدم القوات النظامية في حمص بعد أقل من أسبوع من سيطرتها، بدعم من حزب الله اللبناني، على كامل منطقة القصير الاستراتيجية في ريف حمص، التي شكلت لأكثر من عام معقلا أساسيا لمقاتلي «الجيش الحر».

وفي دير الزور، أعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «60 شخصا على الأقل، معظمهم من الطائفة (الشيعية)، وغالبيتهم من المسلحين، قتلوا في اشتباكات مع مقاتلين معارضين شنوا هجوما على معقلهم في بلدة حطلة بريف دير الزور». وذكرت شبكة «شام» الإخبارية أن «عددا من أحياء المدينة تعرض فجر أمس لقصف عنيف من قبل مدفعية القوات النظامية»، مشيرة إلى «أن القصف تركز على حيي العرضي والشيخ ياسين». وأفاد ناشطون معارضون بأن «أكثر من 50 قتيلا ونحو 70 جريحا سقطوا في تفجير مبنى تحصنت به القوات النظامية في حي الرشدية بدير الزور».

في موازاة ذلك، أفادت لجان التنسيق المحلية بأن «القوات النظامية اقتحمت عدة قرى في حماه الشرقي»، وأشارت إلى أن «القرى التي تم اقتحامها هي قرى طيبة الاسم وكراح وخفسين وقبيات وأم حارتين، حيث تقوم القوات النظامية بحرق ونهب المنازل وسط حركة نزوح كبيرة».

وفي حلب، أعلنت كتائب نور الدين زنكي التابعة للجيش الحر قتلها عددا من الجنود النظاميين ومقاتلي حزب الله جنوب مغارة «الأرتيق»، فيما أعلن المركز الإعلامي السوري أن «كتائب المعارضة قصفت معاقل حزب الله في بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب براجمات الصواريخ.. ما أدى إلى وقوع قتلى في صفوفهم».

في موازاة ذلك، تداول معارضون أنباء عن اعتقال قتلة الطفل محمد القطاع، الذي أعدم في حي الشعار بحلب قبل عدة أيام، وهم ثلاثة أشخاص أرسلهم النظام السوري لتنفيذ هذا العمل بهدف إلصاق التهمة بالهيئات الشرعية.

وأشار مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «بعض الجهات في المعارضة تتصرف مثل النظام للتعمية على جرائم ترتكب على مرأى ومسمع من جميع الناس»، مشيرا إلى أن «قتلة الطفل هم من الليبيين ويتبعون (الهيئة الشرعية التابعة للدولة الإسلامية في العراق والشام)».

وكان المرصد قد ذكر في وقت سابق أن «عناصر مما تسمى (الهيئة الشرعية التابعة للدولة الإسلامية في العراق والشام)، هم من قاموا بقتل الطفل محمد قطاع، وهذه الهيئة لا تمت بصلة إلى الهيئة الشرعية أو مجلس القضاء الموحد الموجودين في حلب». وأصدرت الهيئة الشرعية في حلب، أول من أمس، بيانا تبرأت فيه من قتل القطاع، مؤكدة أنها «غير مسؤولة عن الحادثة التي حصلت بحي الشعار».

وفي دمشق، بث ناشطون صورا على مواقع الإنترنت تظهر جثث مقاتلين قالوا إنهم تابعون لحزب الله ولواء أبي الفضل العباس، وقد قتلوا أثناء محاولتهم اقتحام حي برزة في دمشق. كما أعلن «لواء الإسلام» المنضوي تحت قيادة الجيش الحر تمكن بعض عناصره من إسقاط طائرة استطلاع تابعة للنظام في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وفي درعا، أفادت شبكة «شام» الإخبارية بوجود قصف بالمدفعية الثقيلة شنته القوات النظامية على مدن وبلدات كفر شمس وإنخل وجاسم وقرى وادي اليرموك»، في حين تحدثت شبكة «سوريا مباشر» عن «سيطرة الجيش الحر على حاجز القطاعة بمدينة جاسم بريف درعا».