حماس تؤكد أن الإجراء اللبناني «فني وليس سياسيا»

بعد قرار تجميد منح تأشيرات دخول لعناصرها

TT

قالت حركة المقاومة الإسلامية، حماس، إن قرار الأمن اللبناني بتجميد منح تأشيرات لعناصرها يمثل «إجراء فنيا وليس سياسيا»، نافية أن يكون هذا التطور نتاج أزمة في العلاقات بين الجانبين. وقال أسامة حمدان مسؤول العلاقات الدولية في الحركة إن هناك إشكالا ما في مسألة التأشيرات الممنوحة لعناصر الحركة يتم التحقيق فيه حاليا، مشيرا إلى أن هناك توافقا بين الحركة والأمن اللبناني «للتدقيق في المسألة». وكان الأمن اللبناني قد أصدر الاثنين الماضي بيانا أعلن فيه تجميد طلبات منح تأشيرات دخول إلى لبنان وتحديدا لحركة حماس، بدعوى قيام عملية تزوير قامت بها بعض العناصر الفلسطينية، مستعملة تأشيرات تحمل أرقاما وتواريخ ممنوحة لكوادر الحركة بهدف الدخول إلى لبنان، وفق ما جاء في البيان، الذي أكد أيضا «عمق العلاقة مع الإخوة الفلسطينيين».

ونقلت صحيفة «فلسطين» المحلية عن حمدان قوله إن بيان الأمن الداخلي اللبناني جاء ردا على ما نشرته إحدى الصحف، مشيرا إلى أن الأمور ستعود إلى طبيعتها بعد حل الإشكال الفني. وكانت بعض وسائل الإعلام قد ربطت بين الخطوة اللبنانية وموقف حركة حماس من الثورة السورية. وشدد حمدان على أن الإجراء اللبناني جاء ردا على واقعة محددة تحدث للمرة الأولى، مشيرا إلى أنه لم يتم حتى الآن التعرف على هوية الفصيل الذي ينتمي إليه الأشخاص المتهمون بتزوير تأشيرات الدخول، منوها بأنه من غير المستبعد أن لا يكونوا فلسطينيين. وأضاف: «هناك من يهمه الإيقاع بين حماس وأي طرف عربي أو سياسي تجمع بينهما علاقة جيدة، وعلاقتنا على المستوى اللبناني الرسمي والشعبي جيدة، لذا هناك من لا يسره هذا الأمر فيحاول التصرف بطريقة تسيء إلى تلك العلاقة، ونحن لا نستبق الحدث، سننتظر نتائج التحقيق ونتعامل معه بشكل واضح». وأكد حمدان على التزام حركته بعدم القيام بأي خطة من شأنها المس بأمن أية دولة عربية، «فالدور الذي نؤديه دائما يصب في المحافظة على السلم الأهلي اللبناني، لا سيما مع وجود مئات آلاف الفلسطينيين في لبنان، والكل يشهد لنا على دورنا في المخيمات التي ترعى مصالح الفلسطينيين وحقوقهم»، على حد تعبيره.

وأضاف: «نحرص على حفظ العلاقة الأخوية والحميمة مع الدولة اللبنانية، ومسيرة حماس في العلاقة الفلسطينية اللبنانية تدحض أن يكون هناك من يفعل ذلك من كوادرها»، لكنه أضاف: «بعد اتضاح النتائج إذا كان هناك من تجاوز فلا بد أن يعالج بكل وضوح». وأوضح أن حركته تحرص على أن تبقى علاقتها مع لبنان ككيان الدولة «قائمة على أساس دعم الشعب الفلسطيني، والقضية الفلسطينية، وننأى بأنفسنا عن المهاترات الإعلامية، التي لا أصل لها، وتحاول استدراجنا إلى أمور لا نريدها، كما أننا لسنا بحاجة إلى تبرير مواقفنا نفيا أو إثباتا».

وفي ذات السياق كشفت صحيفة لبنانية مقربة من حزب الله أن الحزب أصدر تعميما داخليا يمنع المسؤولين فيه من التعليق أو الحديث أو توجيه أي انتقاد لحركة حماس. ولم تذكر صحيفة «الأخبار» اللبنانية في عددها الصادر أمس المزيد من التفاصيل. وكان صلاح البردويل الناطق الرسمي باسم حماس قد انتقد مشاركة حزب الله في الحرب التي يخوضها النظام السوري ضد معارضيه، قائلا: «لقد عهدنا حزب الله عندما حارب إسرائيل، إلا أنه ارتكب خطأ جسيما بالتدخل في الأزمة السورية مما خفض تأييده وانهار كاملا». وأكد البردويل أن «تدخل حزب الله يعد خطأ بالغا، وكان الأحرى به عدم التدخل في هذه المعمعة التي أفقدته نصيبه من التأييد الشعبي، والتي تسببت في الشك باعتباره حزب مقاومة»، على حد تعبيره.