قيادة الجيش تعلن اتخاذها إجراءات دفاعية للرد الفوري على خرق مماثل

مروحية سورية تطلق صاروخين على حي سكني بعرسال والأهالي يطلبون حمايتهم

TT

أعلنت قيادة الجيش اللبناني أمس اتخاذ وحداتها المنتشرة في منطقة عرسال الإجراءات الدفاعية اللازمة للرد الفوري على أي خرق سوري، وذلك إثر غارة إطلاق مروحية سورية صاروخين على حي البلدية وسط عرسال متسببة بإصابة المواطن محمد أحمد البريدي.

وقالت قيادة الجيش في بيان صادر عنها إنه «عند الثانية إلا عشر دقائق من بعد ظهر أمس، خرقت طوافة حربية قادمة من الجانب السوري الأجواء اللبنانية في منطقة جرود عرسال، حيث أطلقت صاروخين من مسافة بعيدة باتجاه ساحة البلدة، ما أدى إلى إصابة أحد المواطنين بجروح، إضافة إلى أضرار مادية في الممتلكات».

وفي حين أدان الرئيس اللبناني ميشال سليمان بشدة القصف المروحي السوري على بلدة عرسال، طالب أهالي البلدة الأجهزة المعنية المبادرة إلى اتخاذ إجراءات والتصدي للمروحيات السورية. وقال أحد أبناء البلدة لـ«الشرق الأوسط» إن «المروحية ضربت 3 أماكن في بلدة عرسال»، لافتا إلى أنه رغم أن نوع الصواريخ التي قصفت بها القرية ليست بقوة براميل الـ«تي إن تي» التي اعتدنا أن تضرب على خراج عرسال، لكنها رسالة تهديد مبطنة لأهالي البلدة، خصوصا أن القصف استهدف منطقة سكنية هذه المرة.

وسادت حالة من الغضب داخل البلدة، التي شيعت أمس المواطن علي أحمد الحجيري، الذي قضى إثر هجوم تعرض له واثنان من مساعديه من قبل مسلحين مجهولين، اعترضوا شاحنة كان يقودها على طريق الهرمل مخصصة لنقل الحجارة. وقال شقيقه، مصطفى الحجيري، في كلمة ألقاها خلال التشييع: «أخي لم يكن يحمل سلاحا، ولم يكن في جرود عرسال يهرب سلاحا كما يدعون، أو يأوي إرهابا، بل كان ذاهبا ينقل الحجارة، كما يعرف الجميع، فأنزل وقتل وفجر، لكن هذه الدماء نحتسبها عند الله عز وجل».

وحمل أهالي بلدة عرسال حزب الله مسؤولية مقتل الحجيري، وأبدوا رفضهم لسياسة الكيل بمكيالين في موضوع التعاطي مع الأهالي، خصوصا ما يتعلق بموضوع الحصار على البلدة من 6 اتجاهات، في الوقت الذي يقوم حزب الله باستخدام هذه الطرق من دون أي إزعاج من قبل القوى الأمنية. وحملوا، إثر اجتماع موسع في مقر بلدية عرسال، «القوى الأمنية اللبنانية مجتمعة مسؤولية حماية المواطنين»، مطالبين «بتقديم الجاني إلى العدالة من دون أي تأخير، حرصا على وحدة وأمن المنطقة والبلد».

وفيما أفادت قناة «المستقبل» التلفزيونية عن خطف باص من الركاب كان متوجها إلى عرسال على يد مسلحين ملثمين، من دون أي تفاصيل أخرى، أكدت مصادر ميدانية في البلدة لـ«الشرق الأوسط» أن «الكثير من الجرحى والنازحين السوريين في منطقة عرسال، يتعرضون منذ نحو 20 يوما وبشكل مكثف لاعتداءات لا تستثني العائلات، وعمليات خطف واعتقال على أيدي عناصر مسلحة تابعة لحزب الله».

وذكر عماد الدين، وهو أحد الناشطين في البلدة، إن حالات خطف عدة تحصل آخرها منذ يومين، حين تم اعتقال 5 شباب بعد خروجهم من عرسال، من قبل الجيش اللبناني على حاجز ضهر البيدر. وذكر أن «أربعة شباب بينهم من آل قسطلاوي من قرية السلومية بريف القصير وهم أولاد عم وأسماؤهم غازي وعبد الإله وثابت ويحيى»، لافتا إلى أن الأخير «كان جريحا وأتى إلى عرسال منذ نحو 8 أيام».

وأشار إلى حادثة أخرى حصلت منذ 3 أيام مع عائلة من حي بابا عمرو الحمصي بعد أن غادرت عرسال إلى طرابلس، وقال إن «مسلحين من حزب الله اعترضوا أفراد الأسرة على طريق عرسال – الهرمل واختطفوا شابين لا نعرف عنهما شيئا حتى الآن». وأكد الناشط أن حوادث مماثلة باتت تتكرر بشكل مثير للاستغراب في الفترة الأخيرة، خصوصا أنها لا تستثني العائلات. وقال: «الوضع بات خطيرا في المدة الأخيرة لدرجة أن هناك الكثير من الجرحى الذين يعانون من حالات حرجة لكنهم يفضلون البقاء في عرسال، خوفا من الاعتداء عليهم».