خطباء جمعة «وأنتم الأعلون» يتفقون على كوبلر ويختلفون على المفاوضات مع المالكي

أحمد العلواني: هناك من يحاول حرف مسيرة المظاهرات أو المتاجرة بها

صلاة الجمعة في ساحة الاعتصام بمدينة الرمادي التابعة لمحافظة الأنبار (رويترز)
TT

لأول مرة ومنذ بدء المظاهرات في محافظات العراق الغربية ذات الغالبية السنية قبل نحو ستة أشهر اتفق خطباء صلاة الجمعة التي حملت هذا الأسبوع عنوان «وأنتم الأعلون» على أهمية تغيير ممثل الأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر، بينما اختلفوا، كالعادة، بشأن مبدأ المفاوضات مع الحكومة العراقية التي يترأسها نوري المالكي.

واعتبر خطيب جمعة الرمادي الشيخ خالد حسان الراوي أن الأنبار بيضة قبان العراق وصمام أمانه، متهما السياسيين بسبب الأزمات في البلاد، كاشفا عن إقامة نصب تذكاري لساحات الاعتصام. وشكر الراوي الأمم المتحدة لتغيير ممثلها في العراق مارتن كوبلر، داعيا إياها لاختيار الشخصية الحيادية والمناسبة. وطلب الراوي الحكومة إلى تنفيذ مطالب المتظاهرين، مشددا على ضرورة حل الأزمات. وكشف عن أن المظاهرات ستستمر.

وفي وقت تبدو فيه نبرة الخطباء أهدأ من الأسابيع الماضية باستثناء خطيب جمعة الفلوجة الذي رحب هو الآخر بتغيير مارتن كوبلر كمبعوث أممي إلى العراق، فإنه دعا الرئاسات الثلاث في العراق إلى الاستقالة حقنا لدماء العراقيين، داعيا في الوقت نفسه إلى المشاركة بكثافة في انتخابات مجالس المحافظات في نينوى والأنبار والتي ستجرى في العشرين من هذا الشهر.

لكن عضو البرلمان العراقي القيادي في كتلة «متحدون» وأحد أهم قادة المظاهرات الدكتور أحمد العلواني أبلغ «الشرق الأوسط» أن «التخويل الذي حمله رئيس البرلمان أسامة النجيفي لدى زيارته ساحة الاعتصام في الأنبار الأسبوع الماضي كان مشروطا بمبادرة الشيخ عبد الملك السعدي». وأبدى العلواني استغرابه من «إعلان المالكي أنه لم يطلع على مبادرة السعدي، بينما مستشاره يقول إنها مرحب بها من قبل رئيس الوزراء». واتهم العلواني «الحكومة بعدم الجدية في التعامل مع المظاهرات رغم أنها سوف تستمر بعد أن أصبحت لصلاة الجمعة في ساحات العز والكرامة رمزية ليس بإمكان أحد أن يتجاهلها». واعتبر العلواني أن «هناك مؤامرات كثيرة على المتظاهرين وأن هناك من يحاول حرف مسيرة المظاهرات أو المتاجرة بها».

من جهته، أكد رئيس مجلس شيوخ عشائر الأنبار الشيخ حميد الشوكة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «شيوخ عشائر الأنبار أطلقوا مبادرة صلح أو مفاوضات لأنهم معنيون بذلك لا السياسيون الذين لديهم أهدافهم الخاصة وبالتالي فإن ذهابنا إلى الحكومة لكي تستمع إلينا ونحن نستمع إليها أمر مهم وليس فيه مخالفة أو تسقيط مثلما يدعي البعض»، متسائلا: «لماذا حلال عليهم عندما يخولون النجيفي لحمل مطالب المعتصمين وحرام علينا ونحن شيوخ الأنبار الأصليين وإن المتظاهرين هم أبناؤنا ونعرف معاناتهم الحقيقية أما من له أغراض أخرى أو مدفوع من جهات معينة فهذا شأنه».