«الجيش الحر» يصعد في إدلب ويوسع نطاق عملياته للسيطرة على الشمال

صبرا: هدفنا وقف غزو حزب الله

TT

صعّد الجيش السوري الحر، أمس، من هجماته العسكرية في محافظة إدلب، معلنا السيطرة على 3 حواجز رئيسية تقع على مداخل إدلب، أحدها حاجز الإسكان الذي يعد أكبر الحواجز العسكرية المتاخمة للمدينة التي يسيطر عليها النظام، وقريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المتهمتين بأنهما «معقل الشبيحة» في المحافظة.

ويأتي تقدم الحر في إدلب، ضمن عمليات تهدف للسيطرة على المحافظة والشمال السوري، مقابل حشد الجيش النظامي، مدعوما، بحسب مصادر المعارضة السورية، بمقاتلين من حزب الله اللبناني، فيما تعرضت مناطق واسعة من ريف دمشق وحمص وحلب لقصف عنيف بالطائرات الحربية، كما ذكر ناشطون أن 48 جنديا من القوات الحكومية السورية قتلوا أمس في كمين قرب طريق مطار دمشق الدولي.

في هذا الوقت، أكَّد رئيس الائتلاف الوطني السوري بالإنابة جورج صبرا أنَّه يوجد «لدى المعارضة السورية هدف أساسي ونقطة أساسية تتمثل بوقف غزو حزب الله وتحرير الأرض السورية». وقال صبرا، في حديث متلفز إنه «لا بد من أن تتغير المعادلة ونستعيد التوازن الطبيعي على أرض بلدنا».

وفي إدلب، أكد مصدر عسكري في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن الجيش سيطر على 3 مداخل رئيسية لمحافظة إدلب شمال سوريا، بعد سيطرته على حاجزين عند مداخل المدينة الحدودية مع تركيا وهي ذات غالبية سنية مطلقة في الشمال السوري.

وقال المصدر إن الجيش الحر سيطر أمس على حاجز الإسكان العسكري بعد أن دارت اشتباكات مع قوات النظام حيث سقط قتلى وجرحى من الطرفين وهو ثالث حاجز على مداخل المدينة يسيطر عليه الجيش السوري الحر ما يسهل إمكانية الدخول إلى المدينة التي يسيطر عليها النظام. وأضاف المصدر أن الجيش الحر كان يحاصر حاجز الإسكان منذ نحو 4 أيام إلى أن تمكن أمس من السيطرة عليه. وارتفع «التكبير» في معظم مساجد المنطقة بعد انتشار النبأ.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن القوات النظامية «تكبدت أكثر من 400 قتيل وقعوا في صفوفها في معارك إدلب». لكن قائد لواء «رجال الله الشمال» المقدم مسعف الصبوح أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الرقم «وقع بين قتيل وجريح خلال معارك امتدت على مدى 4 أيام». وقال: إن حاجز الإسكان الواقع على مدخل المدينة من اتجاه شمال شرقها، بالقرب من مدينة سرمين: «يعتبر الأكبر في المحافظة، وكان يضم أكثر من مائة جندي نظامي، فيما كان الآخرون يتوزعون على حواجز أخرى تمت السيطرة عليها».

وأشار الصبوح إلى أن الجيش الحر «يحشد أكبر قدر من الكتائب المعارضة للمشاركة في المعارك»، مشيرا إلى أن الهجوم الأخيرة على حاجز الإسكان شاركت فيه كتائب وألوية «كتائب الإسلام» و«أحرار الشام» و«أحرار الإسلام» و«أحرار إدلب» وكتائب «شهداء إدلب» و«شهداء سوريا» ولواء «رجال الله الشمال» وغيرها.

وقال الصبوح إن المعارك في إدلب «لا تزال مستمرة»، مشددا على «عزم الجيش الحر على السيطرة على مواقع الجيش النظامي وبالتالي على مدينة إدلب». وأضاف: «أطلقنا معركة شاملة لتحرير المدينة من سلطة النظام»، لافتا إلى أن «المقاتلين المعارضين يحاصرون قريتي الفوعة وكفريا اللتين تحولتا إلى معقل للشبيحة»، وهما قريتان، تقعان بالقرب من مدينة إدلب، ولا يبتعدان كثيرا عن الحواجز التي تمت السيطرة عليها. ووعد بأنه «ستقع مفاجآت كثيرة في الأيام القليلة المقبلة على محور إدلب ومحيطها»، من غير أن يحدد طبيعة الخطة العسكرية. وقال: «نهاجم المواقع النظامية كلما توفر السلاح وتوفرت الإمكانيات»، لافتا إلى أن المعارضين «يحاصرون جسر الشغور».

والى جانب العمليات العسكرية والاشتباكات، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن مدينة تفتناز في إدلب «تعرضت لقصف عنيف بقذائف المدفعية من معمل القرميد على البلدة»، فضلا عن استهداف «طائرات النظام الحربية بلدة البارة أدت لاحتراق المحاصيل الزراعية».

في المقابل، أفادت «روسيا اليوم» بمقتل 28 مسلحا معارضا، وجرح آخرين، بعد أن استهدفت القوات النظامية مقر قيادة لمقاتلي المعارضة في مدينة بنش بريف إدلب. بدورها، ذكرت «سانا» أن «وحدة من الجيش استهدفت تجمعات للإرهابيين في مفرق الغسانية والطيبات والشغر ومشمشان في ريف جسر الشغور وفي قرية نحلة التابعة لمنطقة أريحا وأوقعتهم بين قتيل ومصاب ودمرت ما بحوزتهم من أسلحة». وقالت: إنه «في محيط مدينة إدلب قضت وحدة من الجيش السوري على تجمعات للإرهابيين في كل من تقتناز ومعرتمصرين وتل دينيت وشلخ وزردنا وتلة بنش وحققت إصابات مباشرة في صفوفهم». كما أعلنت تدمير مقر بالكامل في مدينة سرمين لما يعرف بـ«لواء أحرار الشام» و«لواء داود» قضت خلاله على 13 مقاتلا معارضا.

وفي حلب، قال المقدم الصبوح لـ«الشرق الأوسط» إن المقاتلين المعارضين «يتحضرون لهجمات واسعة ضد القوات النظامية، من خلال كتائب مرابضة في خان العسل»، مشيرا إلى أن المقاتلين يشملون معظم الكتائب المقاتلة، منهم لواء «أحرار سوريا» و«بدر» و«عندان»، إلى جانب مقاتلي «رجال الله الشمال». واعتبر أن تقدم الجيش النظامي في شمال حلب «هو تقدم مزعوم، لا أساس له من الصحة، لم يهدف إلا لهدف تصويره وبثه في وسائل الإعلام». وقال: إن التقدم «حصل في أراض زراعية، ولم يكن استراتيجيا».

وتواصلت أمس الاشتباكات في محيط سجن حلب المركزي وعلى تخوم مطار منغ العسكري شمال المحافظة. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن ديرحافر تعرضت لقصف مدفعي عنيف انطلق من مطار كويرس، كما اندلعت اشتباكات في حي الصاخور «حين صد الجيش الحر قوات النظام التي حاولت اقتحامه».

وأفادت بمقتل عدة أشخاص بقصف جوي تعرضت له قرية حوّر، فضلا عن قصف أحياء هنانو، بستان الباشا، والهلك وكرم الجبل.

في المقابل، نقلت «روسيا اليوم» عن مصادر عسكرية أن الجيش النظامي «تمكن من إحباط عدة محاولات لمقاتلي جبهة النصرة للسيطرة على سجن حلب المركزي ومطار منغ وقتل مسلحين». وقالت: إن قوات الجيش تستعيد سيطرتها على محطة «صلبا» النفطية جنوب شرقي السلمية في ريف حماه بعد سيطرة مقاتلي المعارضة عليها، فيما أفاد ناشطون باقتحام قوات النظام بلدة معردس في حماه وسط إطلاق نار كثيف.

وفي الرقة، استهدف القصف بالطيران الحربي مبنى الملعب البلدي، والحي الثالث من مطار الطبقة العسكري. وفي انخل في درعا، وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام شرق المدينة بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف على المدينة.